الإيطالية التي خطفت الأنظار!

(MENAFN- Al-Bayan) على عادة الإيطاليات في اختطاف الأنظار والقلوب، ها هي جورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية المتطرفة، القادمة من عمق أفكار الحركات الطلابية المتطرفة الساعية لترسيخ هوية إيطالية قوية ومتفردة في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وأفول الفاشية.

تنحدر من عائلة متواضعة، عانت تبعات هجران والدها لعائلته في سن مبكرة، ما عرضها لحياة عائلية صعبة وسط أحد أحياء الطبقة العاملة في روما، ما اضطرها وهي في بدايات مراهقتها إلى العمل جليسة أطفال ونادلة مقهى للإسهام في مصاريف الأسرة، قبل أن يعلن القبض على والدها بتهمة تهريب المخدرات، ما جعلها وهي في الـ15 تنضم إلى الجناح الشبابي لحزب الحركة الاجتماعية اليمينية.

بعد تطورات عدة وتأسيس أحزاب واتحادات كلها في المسار اليميني صعد نجمها لتدخل البرلمان الإيطالي عام 2006 للمرة الأولى، ممثلة للتحالف الوطني الذي مهد لها الطريق لتعلن وزيرة للشباب في حكومة برلسكوني عام 2008، لكنها في عام 2012 شاركت مع آخرين في تأسيس حزب إخوان إيطاليا، وهو حزب يميني قومي محافظ، وفي 2014 تولت قيادة الحزب رسمياً.

مؤخراً وفي أحداث دولية ( قمة شرم الشيخ مثلاً) لفتت جورجيا ميلوني الأنظار وعدسات المصورين واحتلت عناوين الصحف بصورها المثيرة للجدل مع الرئيس الأمريكي ترامب، والفرنسي ماكرون، والتركي أردوغان، أما أكثر المشاهد إثارة فتلك التي جثا فيها إيدي راما، رئيس وزراء ألبانيا، على ركبته عند استقبالها له في روما أو في مؤتمر آخر للمرة الثانية، وكأنه يطلب يدها للزواج، ما جعل الصحافة تطلق عليها (صديقة الزعماء)!

جورجيا ميلوني شخصية تجمع بين أيديولوجيا اليمين المحافظ، وبراغماتية السياسة العملية، لذلك هي لا تؤمن بتحقيق الأهداف عبر الفلسفة والشعارات الأخلاقية فقط، بل من خلال القدرة على توظيف علاقات المصالح بشكل واقعي يخدم مصالح إيطاليا أولاً، عبر التحالف مع الكبار، واللعب على التوازنات، واستثمار الفرص.

إلى أين سيقودها ذلك كله؟ ربما كي تصبح مثالاً ناجحاً وقابلاً للتطبيق والاستمرار في جعل اليمين القومي قادراً على الحكم بصورة مؤثرة، ومطلوباً شعبياً وعالمياً، ومرغوباً فيه على المستويين المحلي والدولي، دون أن يكون مشتتاً أو عرضة للإنكار والهجوم والرفض من الداخل أو الخارج.

MENAFN17102025000110011019ID1110213210

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.