موجة بيع تضرب الأسواق العالمية.. والبنوك في وجه العاصفة

(MENAFN- Al-Bayan) ">اتسعت موجة البيع في الأسواق العالمية، الجمعة، بعد تصاعد المخاوف حيال سلامة النظام المصرفي الأمريكي، ما دفع المستثمرين إلى تقليص تعرضهم للأصول عالية المخاطر واللجوء إلى الملاذات الآمنة.

شهدت أسواق الأسهم الأمريكية اضطراباً، الخميس والجمعة، وسط مخاوف متزايدة بشأن ممارسات الإقراض السيئة، بعد أن كشف المقرضون زيونز وويسترن ألاينس عن قروض متعثرة.

وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر ((إس آند بي 500)) بنسبة 1.2%، متجهة نحو ثاني جلسة خسائر متتالية، بعدما أعلن بنكان إقليميان في الولايات المتحدة عن تعرضهما لعمليات احتيال مرتبطة بقروض موجهة إلى صناديق عقارية متعثرة.

وانخفض سهم جي بي مورغان بنسبة 1.5%، بينما انخفض سهم سيتي بنسبة 1.9%، وبنك أوف أمريكا بنسبة 2.9%.

في الوقت نفسه انخفض مؤشر ستوكس المصرفي الإقليمي في أوروبا بنحو 3%.

أثر عالمي.. البنوك تقود الخسائر

تكررت موجة التراجعات في الأسواق الأوروبية والآسيوية، حيث هبط مؤشر البنوك الأوروبية بنسبة 2.9%، ليتصدر قائمة القطاعات الأسوأ أداء ضمن المؤشر العام.

وسجل سهم دويتشه بنك الألماني هبوطاً حاداً تجاوز 6%، ومنيت أسهم باركليز وبي.إن.بي باريبا بأكبر الخسائر.

وهبط سهم البنك الإقليمي الأمريكي زايونز بانكوربوريشن 13% بعد أن كشف عن خسارة غير متوقعة بسبب قرضين بقسمه في كاليفورنيا.

وانخفض سهما المجموعتين الماليتين ميتسوبيشي يو.إف.جيه وسوميتومو ميتسوي 3% لكل منهما.

وامتد القلق إلى سوق الائتمان، حيث قفز مؤشر مبادلات مخاطر الائتمان (CDS)، الذي يعد نوعاً من التأمين ضد مخاطر التخلف عن السداد، على الديون الممتازة للبنوك الأوروبية بمقدار 3.2 نقاط أساس، في أكبر ارتفاع خلال نحو شهر، كما صعد المؤشر الذي يقيس مخاطر الديون الثانوية للبنوك بأعلى وتيرة أسبوعية له.

الملاذات تتألق

في المقابل ارتفعت السندات السيادية وعملات الملاذ الآمن مثل الين الياباني والفرنك السويسري، مع تسارع عمليات الشراء بحثاً عن الأمان وسط تقلبات الأسواق، في وقت لا تزال فيه تقييمات الأسهم قرب أعلى مستوياتها التاريخية.

وقال محللون إن التطورات الأخيرة تعيد إلى الأذهان حساسية النظام المالي تجاه صدمات مفاجئة، خاصة تلك المتعلقة بالقروض العقارية ومخاطر الائتمان.

وواصلت سندات الخزانة الأمريكية مكاسبها لليوم الثاني على التوالي، حيث تراجع عائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتي أساس ليصل إلى 3.96%.

في المقابل شهد الذهب تقلبات طفيفة، بينما تصدر الين الياباني والفرنك السويسري قائمة العملات التي حققت مكاسب أمام الدولار.

مؤشرات على قلق متزايد

تبرز هذه التحركات تنامي القلق بشأن سوق الائتمان الأمريكية، وهي أوضح إشارة حتى الآن على التوتر الكامن الذي يسري في أروقة ((وول ستريت))، وتضاف هذه المخاوف إلى قائمة متزايدة من هواجس المستثمرين، تشمل الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، ومخاوف من فقاعة ذكاء اصطناعي، وتجدد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.

وقال رافاييل توين، رئيس استراتيجيات أسواق رأس المال في شركة ((تيكي هاو كابيتال)): ((يبدو هذا المشهد كأعراض نهاية دورة اقتصادية، حيث نرى مؤشرات على التراخي في معايير الإقراض، ومع موجة الصعود القوية هذا العام وارتفاع التقييمات، تزداد إغراءات جني الأرباح وتأمين المكاسب المحققة منذ بداية العام)).

ومع اتساع تداعيات انهيار شركة ((فيرست براندز)) المتخصصة في مكونات السيارات داخل قطاع الإقراض، تأثر صندوق ((إس بي دي آر)) المتداول في البورصة، الذي يتبع مؤشر ((إس آند بي)) الذي يضم أسهم البنوك الإقليمية الأمريكية المتوسطة والصغيرة بالسلب، حيث ارتفعت الرهانات ضده إلى نحو 30% من الأسهم القائمة، مقارنة بـ18% في الثامن من أكتوبر الماضي، وفقاً لبيانات جمعتها مؤسسة ((إس آند بي غلوبال ماركت إنتليجنس)).

من بين أبرز السندات البنكية المقومة باليورو المتراجعة يوم الجمعة أيضاً، انخفضت السندات المقومة باليورو لبنك ((جيه بي مورغان)) والمستحقة في يناير 2036 بنحو 0.5%، وهو أكبر تراجع منذ مطلع سبتمبر، كما تراجعت سندات بنك ((باركليز)) المستحقة في 2035 بأكبر وتيرة منذ نحو ثلاثة أسابيع.

تراجعات مبالغ فيها

لكن بعض المحللين خففوا من حدة المخاوف، معتبرين أن تراجعات الجمعة مبالغ فيها، ولا تمثل مؤشراً على خطر نظامي، واصفين المقارنات بينها وبين بداية الأزمة المالية بأنها ((غير واقعية)).

قال جيروم لوغرا، رئيس قسم الأبحاث في شركة ((أكسيوم ألترنتيفز إنفستمنتس)): ((الهبوط في أسهم البنوك الأوروبية اليوم ليس سوى رد فعل انفعالي سريع، فهناك حالياً أسباب كثيرة للبيع بدلاً من ذلك، ومنها تراجع أسعار الفائدة والمخاطر السياسية إلى المكاسب الكبيرة التي حققتها هذه البنوك خلال العام)).

واختتم: ((كنت موجوداً في عام 2007، ويمكنني القول إن ما يحدث الآن لا يشبه إطلاقاً الفترة السابقة للأزمة المالية العالمية)).

MENAFN17102025000110011019ID1110211089

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.