قوائم الأسرى.. هل تؤزم الاتفاق؟

(MENAFN- Al-Bayan) في الانتظار لتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ثمة ملامح أزمة بدأت تلوح في الأفق، بين حركة حماس وإسرائيل، ما ينذر بتأخير الحركة، إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين في الموعد المحدد. المعطيات تشير إلى خطوات عملية اتخذتها إسرائيل، وأدت إلى تغيير ملحوظ في قوائم الأسرى الفلسطينيين المزمع إطلاق سراحهم، طال أكثر من 100 أسير، بينهم مراون البرغوثي، وأحمد سعدات، وعبد الله البرغوثي، وعباس السيد، وإبراهيم حامد.

إسرائيل نشرت قائمة بأسماء الأسرى الذين ستفرج عنهم، وتبين أنها تحفظت على نصف القائمة التي قدمتها حركة حماس، علماً بأن الاتفاق ينص على إطلاق سراح 250 أسيراً فلسطينياً من المحكوم عليهم بالسجن مدى الحياة، لكن إسرائيل ستطلق سراح نصفهم فقط. اتهمت حماس من جانبها إسرائيل بالانقلاب على الاتفاق، وطالبت الوسطاء في غرفة العمليات المشتركة بالتدخل، قبل تطور الأزمة، ملمحة إلى أنها ربما تؤخر إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في الموعد الذي حدده الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

إزاء ذلك، سيطرت حالة من اليأس والاستياء في أوساط عائلات الأسرى في الضفة الغربية، التي اتهمت إسرائيل بتغيير جوهر الاتفاق ومضمونه وتفاصيله، مطالبين الوسطاء بثني إسرائيل عن التلاعب بالقائمة الأصلية للأسرى، الذين تم الاتفاق على إطلاق سراحهم، وفق معايير اتفق عليها في خضم المفاوضات.

وأمام هذه الأزمة، فلا حديث في الأوساط السياسية، إلا عن مخاوف من أزمات عدة قد تنشب في طريق تنفيذ بنود الاتفاق، وإن انتهت الحرب إلى غير رجعة، وفق تقديرات مراقبين. ويبدو أن إسرائيل ليست في عجلة من أمرها، لتحديد ما يمكن أن تتمخض عنه أزمة قوائم الأسرى، لا سيما أن لديها كل الوقت لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، الذين بدأت بتجميعهم في سجني النقب، وعوفر قرب رام الله، بينما تجد حركة حماس صعوبة في تجميع المحتجزين الإسرائيليين لديها، خصوصاً أن من بينهم من أصبحوا جثثاً.

وحتى الآن، تؤشر المعطيات على تغيير على الأرض، يحمل تأويلات مختلفة، يتحكم فيها الوضع الميداني في قطاع غزة، مع انقشاع غبار الحرب، فهل سيكون باستطاعة إسرائيل فرض شروط جديدة، يمكن أن تعقد تنفيذ الاتفاق، وتزيد الموقف تأزماً؟.

لا مبررات

ووفق الكاتب والمحلل السياسي، أكرم عطا الله، فإن أقطاب الحكومة الإسرائيلية، سموتريتش وبن غفير، يريدون التأكد من أن هذه صفقة التي تم التوصل إليها، لا تعني نهاية الحرب، وهذه معضلة، لكن إسرائيل عبر الخطة الأمريكية، حققت ما تريد، ولم تبقَ أي مبررات لاستمرار الحرب، لكن يمكن العودة إليها إذا ما عمدت إسرائيل إلى ممارسة أكبر عملية خداع لحركة حماس، بحيث تحرر مختطفيها، وتستكمل مشروع الديموغرافيا والتهجير لأهل غزة، وإن كانت المناخات مختلفة هذه المرة.

حرص

في قطاع غزة، هدأت الحرب، ولم تعد تسمع أصوات دوي القصف والغارات، وحلت مكانها أصوات تتحدث عن شروط فلسطينية وأخرى إسرائيلية لتنفيذ الاتفاق، فهل ستكمل إسرائيل كل مراحل الخطة الأمريكية، أم أنها ستتوقف عند المرحلة الأولى، وبحيث تستأثر برهائنها، وتتنصل من الاتفاق، كما فعلت في صفقة 19 يناير؟. في متابعة عرّابي الاتفاق، في واشنطن والقاهرة والدوحة، ما ينبئ عن حرص كبير لتطبيق الاتفاق بحذافيره، وصد أي تخبط من قبل إسرائيل أو حركة حماس، وتفادي أي مفاجآت.

MENAFN12102025000110011019ID1110183112

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.