نهاية حرب غزة وآفاق السلام

(MENAFN- Al-Bayan) أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أخيراً التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس ضمن المرحلة الأولى من خطته لإنهاء الحرب في غزة، يشمل وقفاً لإطلاق النار وتحرير الرهائن وانسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية ودخولاً عاجلاً للمساعدات الإنسانية.

ويضع هذا الاتفاق الذي أكدت حماس وإسرائيل موافقتهما عليه، وتم بوساطة مصر وقطر وتركيا، نهاية لواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي شهدها العالم في العقود الأخيرة. لقد رحب العالم كله بالتوصل إلى هذا الاتفاق، وتوافدت وفود الدول الراعية والوسيطة على مدينة شرم الشيخ المصرية للانضمام إلى هذه اللحظة الحاسمة.

فيما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قبوله دعوة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، للمشاركة في الاحتفالية التي ستعقد في مصر بمناسبة إبرام الاتفاق، مؤكداً فخره بالعمل الذي قام به لإنجاز اتفاق غزة، واعتقاده بأن الشرق الأوسط سيكون عظيماً.

يحق للعالم أن يحتفل بإنهاء هذه الحرب الدموية التي أودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني، من بينهم 20 ألف طفل، وشردت 2 مليون آخرين وجعلتهم في حالة من الهجرة والتنقل الذي لا يتوقف، وخلقت أكبر مجاعة يشهدها القطاع في تاريخه، ومسحت 2700 عائلة تماماً من السجل المدني الفلسطيني، فيما تقدر خسائر القطاع الاقتصادية والمادية الناجمة عنها بنحو 73 مليار دولار.

هذه الخسائر لم تقتصر على الفلسطينيين فقط بل شملت الإسرائيليين أيضاً، حيث بلغت الخسائر البشرية أكثر من 2000 قتيل، وما يقرب من 90 مليار دولار خسائر في المعدات العسكرية، وتراجع النمو الاقتصادي إلى مرحلة الانكماش، أما الخسارة الأكبر والأهم فكانت في تزايد العزلة الدولية المفروضة على إسرائيل، على نحو ما أظهره اعتراف الكثير من دول العالم بالدولة الفلسطينية، رداً على محاولات إسرائيل القضاء على حل الدولتين.

دولة الإمارات التي وقفت بكل قوتها منذ بداية الحرب داعمة لكل الجهود الدولية والإقليمية المبذولة لإنهائها، وكانت الداعم الإنساني الأكبر في العالم كله للشعب الفلسطيني في غزة خلال هذه المحنة، رحبت بإعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التوصل إلى الاتفاق.

وأشادت بالدور البارز الذي قام به في دعم هذا المسار، كما أعربت عن أملها في أن يشكل هذا الاتفاق خطوة إيجابية نحو إنهاء المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، وتمهيد الطريق أمام تسوية عادلة ودائمة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وتعيد الأمن والاستقرار إلى المنطقة.

لا خلاف على أن مجرد الحديث عن وقف الحرب هو لحظة مهمة للاحتفاء، ومع ذلك فمن المهم أن نكون حذرين، لأننا إزاء قضية بالغة التعقيد، والاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس ترامب لا يجب أن ينسينا التحديات التي يمكن أن تواجه تنفيذ المراحل التالية من الخطة التي تتضمن الكثير من التفاصيل، ومن بين هذه التفاصيل التوقيت وإدارة قطاع غزة بعد الحرب ومصير حماس، وعدم وجود مؤشر واضح على من سيحكم غزة بعد انتهاء الحرب.

ورغم استبعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وترامب، والدول الغربية والعربية، أن يكون هناك دور لحماس، ترفض الأخيرة حتى الآن مناقشة مطلب إسرائيل بأن تتخلى الحركة عن سلاحها. وبينما يرغب الفلسطينيون والعرب في أن تؤدي خطة ترامب في نهاية المطاف إلى دولة فلسطينية مستقلة، يرفض نتانياهو ذلك.

ومن هنا، فإنه من الأهمية بمكان أن تتواصل الجهود من أجل ضمان استمرارية تنفيذ الخطة بالكامل، لأن نجاح الخطة وإنهاء الحرب سيفتح المجال واسعاً أمام تحقيق سلام شامل في المنطقة كما يأمل الجميع.

MENAFN10102025000110011019ID1110180474

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.