وداعاً للتمارين القاسية.. "فرن داخلي" لحرق الدهون

(MENAFN- Al-Bayan) هناك اعتقاد شائع بأن الدهون البيضاء مجرد مستودعات سلبية للطاقة، وأن حرق السعرات الحرارية يتطلب جهداً عضلياً. لكن الاكتشاف الأخير الذي هزّ أروقة علوم الأيض (Metabolism) يُثبت أن جسم الإنسان أكثر ذكاءً وتعقيداً مما نتصور!

((فرن داخلي)) لحرق الدهون
كشف علماء من جامعة واشنطن في سانت لويس (Washington University School of Medicine) عن وجود نظام تسخين احتياطي خفي داخل الدهون البنية (Brown Fat)، وهو نوع من الدهون النادرة والنشطة التي تعمل كـ((فرن)) طبيعي لحرق السعرات الحرارية وتحويلها إلى حرارة. هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام استراتيجيات جديدة ومذهلة لمكافحة السمنة.

المدفأة الاحتياطية
الدهون البنية هي بطل حرق السعرات الحرارية في الجسم، خاصة عند التعرض للبرد، لكن العلماء عرفوا سابقاً بآلية عمل واحدة لها، تعتمد على بروتين يسمى UCP1 يوجد في عضيات الخلية المسماة الميتوكوندريا (Mitochondria).
لكن المفاجأة كانت عندما وجد الباحثون أن الفئران التي تفتقر لهذا البروتين (UCP1) لا تزال قادرة على توليد الحرارة وحرق الطاقة، مما يعني وجود نظام آخر في العمل.

تفاصيل الاكتشاف العلمي المثير
البركسيسومات (Peroxisomes) هي البطل الجديد، حيث حدد الباحثون عضيات خلوية أخرى تُسمى البركسيسومات كـ((المدفأة الاحتياطية)) داخل الخلايا الدهنية البنية. هذه العضيات، التي كانت تُعرف بدورها في معالجة الدهون، تضاعف عددها ونشاطها عند تعرض الجسم للبرد واكتشف العلماء أن هذه البركسيسومات تحرق الوقود وتطلق الحرارة عبر عملية تشمل بروتيناً محدداً يسمى Acyl-CoA Oxidase 2 (ACOX2).
وتعمل هذه الآلية الجديدة كنسخة احتياطية متقدمة، فعندما يتباطأ نظام الحرق الأساسي المعتمد على الميتوكوندريا، يبدأ نظام البركسيسومات العمل، مما يضمن أن يظل الجسم قادراً على تبديد الطاقة بشكل مستمر للحفاظ على الدفء.

حرق سعرات حرارية بدون جهد
الدهون البنية هي عكس الدهون البيضاء (التي تخزن السعرات الحرارية)، فمهمتها هي تبديد الطاقة المخزونة. وبما أن هذا ((الفرن)) يعمل بشكل أساسي للحفاظ على درجة حرارة الجسم (Thermogenesis)، فإن تحفيزه يجعله يحرق المزيد من الجلوكوز والجزيئات الدهنية. ويمكن للجسم أن ((يهدر)) السعرات الحرارية بذكاء عن طريق تحويلها إلى حرارة بدلاً من تخزينها كدهون بيضاء. وهذا ((التسخين الاحتياطي)) يرفع من معدل استهلاك الطاقة أثناء الراحة، أي أن الجسم يحرق المزيد من السعرات الحرارية دون أي جهد عضلي منك.

حماية صحية
أظهرت الدراسات الأولية على الفئران أن تعطيل هذا البروتين (ACOX2) يقلل من قدرتها على تحمل البرد، كما يضعف حساسيتها للأنسولين، مما يشير إلى أن الحفاظ على نشاط هذا النظام له دور حيوي في صحة الأيض والوقاية من الأمراض المرتبطة بالسمنة والسكري.
يشير هذا الاكتشاف إلى إمكانية تطوير علاجات جديدة للتحكم في الوزن والأمراض الأيضية. بدلاً من استهداف عملية الحرق المعقدة في الميتوكوندريا، يمكن للعلماء الآن التركيز على تحفيز مسار البركسيسومات والبروتين ACOX2، إما عن طريق الأدوية أو عبر التغذية.
الفكرة هي تطوير ((حبوب)) أو علاجات تحاكي تأثير التعرض للبرد، لتخدع الخلايا الدهنية البنية للتبديل إلى وضع ((التسخين الاحتياطي))، مما يدفع الجسم لحرق الدهون والسعرات الحرارية الزائدة بشكل دائم، بغض النظر عن كمية التمارين الرياضية التي يقوم بها الشخص.

MENAFN10102025000110011019ID1110179617

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.