غزة بعد عامين من الحرب الإسرائيلية: دمار شامل ووضع إنساني منهار

(MENAFN- Swissinfo) دفعت الحملة الإسرائيلية على غزّة القطاعَ إلى حافة الانهيار الإنساني. ومن جنيف، التي طالما شكّلت مركز القانون الدولي الإنساني ودبلوماسية الإغاثة الدولية، يقدّم موقع "سويس إنفو" تقريرًا خاصًا ومطوّلا وثريّا يسعى إلى توثيق حجم الكارثة الإنسانية في غزّة. تم نشر هذا المحتوى على 10 أكتوبر 2025 - 07:21 24دقائق دومينيك سوغيل (تحرير المشروع، إعداد النص)، بولين توروبان (تحليل البيانات)، كاي رويزر (الرسوم البيانية والخرائط)، هيلين جيمس (الصور)، ميشيل أندينا (الفيديو)، فيرجيني مانجان ونيريس أفيري (التحرير)
  • Deutsch de Der Krieg im Gazastreifen und der humanitäre Kollaps طالع المزيدDer Krieg im Gazastreifen und der humanitäre Kollap
  • Français fr La guerre d'Israël à Gaza et l'effondrement humanitaire الأصلي طالع المزيدLa guerre d'Israël à Gaza et l'effondrement humanitair
  • Italiano it La guerra di Israele a Gaza e la crisi umanitaria طالع المزيدLa guerra di Israele a Gaza e la crisi umanitari
  • Português pt A guerra de Israel em Gaza e o colapso humanitário طالع المزيدA guerra de Israel em Gaza e o colapso humanitári

في قطاع غزّة، أصبحت أحياء بأكملها أنقاضًا، ومستشفيات خالية من الوقود والأدوية، وعائلات تُجبر على الانتقال مرارًا وتكرارًا من ملاجئها. لقد ثبت أن وقف إطلاق النار الذي يؤدي إلى إنهاء دائم للحرب أمر صعب المنال.

وكانت الأزمة اندلعت إثر هجوم شنَّته حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل، في السابع من أكتوبر 2023. وستنادًا إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة، أسفر الهجوم عن مقتل 1،195 شخصًا، واحتجاز أكثر من 200 رهينة. وحتى 17 سبتمبر، ظلَّت حركة حماس تحتجز 48 رهينة في قطاع غزة، يعتقد أن 20 منهم.نّ فقط لا يزالون على قيد الحياة.

وردًّا على ذلك، شنّت إسرائيل حملة عسكرية تقول إنّها كانت تهدف إلى تدمير قدرات حماس العسكرية والإدارية، وضمان إطلاق سراح الرهائن، ومنع أي اعتداءات في المستقبل على أراضيها.


Kai. Swissinfo

وقد أدّى الهجوم الإسرائيلي إلى اندلاع الصراع الأكثر دموية ودمارًا في تاريخ غزّة، الخاضعة لإدارة حماس، منذ يونيو 2007. وأعلنت وزارة الصحة في القطاع، التابعة لحركة حماس، عن مقتل أكثر من 67،000 فلسطيني وفلسطينية منذ أكتوبر 2023.

من جهتها، دأبت إسرائيل على ادّعاء تصرّفها وفقًا للقانون الدولي، وتمتّعها بحق الدفاع عن نفسها.

أمّا في جنيف، فسارعت وكالات الأمم المتحدة إلى التحذير من مواجهة غزة لمجاعة وشيكة، وانتشارًا واسعًا للجوع. كما ندَّدت منظمات الإغاثة الدولية بالاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المستشفيات، وعلى عمَّال الإغاثة، والسكَّان المدنيين طالبي المساعدة. ولا تزال هذه المنظمات تواصل مناشداتها لضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق.

فيما يلي لمحة عن بعض الجهات الرئيسية الفاعلة في جنيف وإطار عملها :

External Content

وبلغت حدّة العنف في غزة مستوى دفع بلدانًا إلى تقديم شكوى ضدّ إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وفي 16 سبتمر، خلصت لجنة التحقيق الدولية المستقلة، المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلّة، إلى أنّ إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزةرابط خارجي .

وبينما تنفي إسرائيل الاتهامات، تمنع دخول كوادر الصحافة الدولية إلى قطاع غزة للتحقق من صحة المعلومات، والإدلاء بالشهادات.

ولذلك، تتحمل الجهات الفاعلة في المجال الإنساني هذا العبء، إلى جانب الصحافيات المحلّيات والصحافيين المحليين.

>> للمزيد، اقرأ.ي تقريرنا المطوّل (باللغة الإنجليزية) على هذا الرابطرابط خارجي .

من انعدام الأمن الغذائي إلى المجاعة

أدّى الصراع إلى تهجير 1.9 مليون فلسطيني قسرًا رابط خارجي بحلول ديسمبر 2023.

وأفاد تقييم الأمن الغذائي في تلك المرحلة، الصادر عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ومقرّه روما، خلود نصف العائلات النازحة إلى النوم جائعة على مدى 10 ليالٍ على الأقلّ، خلال 30 ليلة سابقة.

ويُعتبر هذا ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بنسبة ثلث الأسر في مسح سابق، خلال هدنة شهر تشرين الثاني/نوفمبر.

أبرز محطات الأزمة الإنسانية External Content حظر المساعدات

فرضت إسرائيل حصارًا كاملًا على إدخال المساعدات إلى غزة مرّتين أثناء الحرب. واستمرّ الحصار الأول لأسابيع في أعقاب هجوم حماس، بينما دام الثاني من أوائل شهر مارس حتى 19 أمايو من عام 2025.

محتويات خارجية

ووفقًا لتحليل أجرته سويس إنفو (Swissinfo)، ويستند إلى بيانات للحكومة الإسرائيليةرابط خارجي ، حصل قطاع غزة، منذ بداية الحرب، على مساعدات غذائية كافية لتلبية الاحتياجات الأساسية في نصف الأوقات فقط.

ووفقًا لتقديرات برنامج الأغذية العالميرابط خارجي (WFP)، ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO)، تحتاج المنطقة إلى حوالي 60،000 – 62،000 طن متري من المساعدات الغذائية شهريًا، لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية من السعرات الحرارية. ولكن، لم يتوفّر الحدّ الأدنى المطلوب إلاّ خلال 13 شهرًا من فترة مدّتها 24 شهرًا، انتهت في سبتمبر 2025.

ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتدمير الأراضي الزراعية

وعلى عكس مناطق الصراع الأخرى، لا يملك سكَّان غزة أي فرصة لزراعة المحاصيل الغذائية؛ إذ تبلغ نسبة الأراضي المتاحة للزراعة 1،5% فقط.

كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة منذ بداية الحرب.

محتويات خارجية انهيار منظومة المساعدات التابعة للأمم المتحدة

حتى أوائل عام 2025، كانت عمليات الإغاثة في غزة تعتمد على منظومة تقودها الأمم المتحدة، تعمل على توفير الغذاء، والأدوية، والملجأ على نطاق واسع. وعمل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية“أوتشا” (OCHA) على تنسيق الجهود. وأنجزت وكالة الأونرا (UNRWA) معظم عمليات إيصال المساعدات. كما قدّمت منظمات دولية أخرى، مثل منظمة الصحة العالمية (WHO)، وبرنامج الأغذية العالمي، ووكالة اليونيسيف (UNICEF) دعمًا إضافيًا.

لكن انهارت هذه المنظومة بعد مارس 2025، عندما فرضت إسرائيل الحصار الكامل، ومنعت دخول موظفات الأمم المتحدة الدوليات وموظفيها الدوليين، ودفعت إلى استخدام قنوات بديلة لتقديم المساعدات.

خسارة الأونروا

وكانت وكالة الأونروا في قلب هذه المنظومة الأممية. وتولَّت إدارة المدارس، والعيادات، والملاجئ، وتوزيع الغذاء على أكثر من 1،7 مليون شخص. وفي أواخر يناير 2025، حظرت إسرائيل عمل الوكالة، وزعمت توظيفها عناصر من حماس. لكن ترفض الأونروا هذه المزاعم؛ إذ لا أساس لها من الصحة، وتفتقر إلى أي أدلّة.

ولذلك، تعيّن على وكالات أخرى التدخل وتوسيع نطاق عملها، ما أتاح المجال أمام جهات فاعلة جديدة.

مؤسسة غزة الإنسانية

تمّ تسجيل مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، في ديلاوير في فبراير 2025. وكُلّفت بالعمل على تسليم المساعدات الإنسانية. وفي مايو، تأسست رسميًا. ولكنّها ظلّت منذ إنشائها، مثار جدل مستمر.

وافتتحت مؤسسة غزة الإنسانية فرعًا لها في جنيف في فبراير، ومنحها مكتبها السويسري طابعًا دوليًّا. ولكن، في 2 يوليو، اتخذت السلطات السويسرية القرار بحلّ هذا الفرع، نظرًا لعدم امتثال المؤسسة للالتزامات القانونية.

المزيد المزيد جنيف الدولية “مؤسسة غزة الإنسانية”:“عرض ساخر” أم“حلّ حقيقي” لشبح المجاعة الذي يخيم على القطاع

تم نشر هذا المحتوى على 23 مايو 2025 ستقوم مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة غير حكومية مدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، بخصخصة المساعدات إلى غزة. وقد عارضت الأمم المتحدة هذه الخطة بشدة.

طالع المزيد“مؤسسة غزة الإنسانية”:“عرض ساخر” أم“حلّ حقيقي” لشبح المجاعة الذي يخيم على القطا

وفي أواخر مايو 2025، بدأت مؤسسة غزة الإنسانية بتشغيل أربعة مراكز لتوزيع المواد الغذائية في غزة، تقع تحت سيطرة الجيش. وأفادت المنظمات الإنسانية بأن هذه المنظومة الجديدة أدّت إلى خفضٍ حادٍ في عدد مراكز توزيع المساعدات من حوالي 400 مركز، كانت تعمل في إطار الاستجابة السابقة المنسّقة بقيادة الأمم المتحدة خلال فترة الهدنة. وتظهر أرقام الأمم المتحدة أنّ النتيجة كانت ارتفاعًا ملحوظًا في مستويات الجوع.


Kai. Swissinfo مراكز توزيع تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية تتسبّب في الفوضى والموت ووقوع إصابات

تتهم شخصيات مسؤولة في الأمم المتحدة، ومنظمات غير حكومية، ومجموعات فلسطينية، مؤسسة غزة الإنسانية بتسييس الإغاثة واستخدامها كسلاح، وتحويل نقاط توزيع المساعدات إلى مصائد موت. وكان الأطباء في غزة أوّل من دقّ ناقوس الخطر، وكشف عن سفك الدماء قرب نقاط توزيع المساعدات التي تديرها المؤسسة.

فبين 7 يونيو و24 يوليو 2025، استقبلت منظمة أطباء بلا حدود (MSF) في جنوب غزة، في عيادتين بالقرب من مواقع توزيع المساعدات الإنسانية التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، 1،380 شخصًا، من بينهم 174 مصابًا بطلقات نارية. كما استقبلت الفرق 28 جثة من هذه المواقع. وشدّدت المنظمة على أنّ هذه الأرقام لا تشكّل إلا جزءًا بسيطا جدا من الحصيلة الحقيقية، معتبرة آلية توزيع المساعدات الإنسانية بمثابة“عملية قتل منظّم”.

وفي 16 يوليو، لقي 20 شخصًا فلسطينيًا حتفهم نتيجة التدافع بين الحشود عند نقطة توزيع المساعدات في خان يونس. وحمّلت مؤسسة غزة الإنسانية حركة حماس مسؤولية الحادث، واعتبرته جزءًا من حملة أوسع تطلقها الجماعة المسلحة لتقويض عمليات المؤسسة.


Omar Al-Qattaa / Keystone إعلان المجاعة

في 22 أغسطس 2025، أكّد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، المرجع العالمي المعتمد لمراقبة الجوع، معاناة محافظة غزة من المجاعة. ورفضت إسرائيل النتائج مطالبةً بسحب التقرير.

في 30 سبتمبر 2025، سجلت منظمة الصحة العالمية 411 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية منذ بداية العام، منها أكثر من مئة حالة من الأطفال.

وقالت أولغا تشيروفكا، المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، لـ Swissinfo:”لا يزال هناك الكثير من الأشياء تمنع إسرائيل دخولها إلى القطاع – خاصة الأشياء مثل المعدات والأشياء التي قد تعتبر ذات استخدام مزدوج“.

وأضافت:”بالنسبة لأولئك الذين عانوا من سوء التغذية الحاد وشهور وشهور من الحرمان... فإن الحد من هذا الضرر يتطلب أكثر بكثير من مجرد إلقاء كيس من الدقيق. فأنت بحاجة إلى تغذية محددة، وتحتاج إلى مساعدة طبية محددة“.

المزيد المزيد جنيف الدولية لأول مرة.. تأكيد أممي رسمي بوقوع مجاعة في غزة

تم نشر هذا المحتوى على 22 أغسطس 2025 الأمم المتحدة تعلن رسميا عن حدوث مجاعة في جزء من قطاع غزة، وذلك وفقًا لنظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

طالع المزيدلأول مرة.. تأكيد أممي رسمي بوقوع مجاعة في غز بعض السلع الأساسية لا تزال نادرة

تظهر بيانات صادرة عن وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (COGAT)، زيادة في حجم المساعدات الغذائية الداخلة إلى غزة في أغسطس 2025، بعد أن كانت الإمدادات محدودة جدًا بعد انتهاء الحصار المستمرّ ثلاثة أشهر. كذلك، ازدادت شحنات الوقود الداخلة إلى غزة على نحو كبير في شهر أغسطس.

ولكن بقيت معظم أنواع الإمدادات الأخرى في مستويات متدنية. فلم تدخل غزّة كميات تذكر من غاز الطبخ. كما كانت كميات المياه الداخلة محدودة في شهر أغسطس، ولم تتجاوز 438 طنًا، أي أقلّ من 10% من شهر فبراير. وكان حجم موادّ الإيواء المسلَّمة في أغسطس، هو الأدنى منذ عام.

من جهة أخرى، قالت الناطقة باسم منظمة“أوتشا”، أولغا شيروفكا، لموقع“سويس إنفو”:“ما زالت أشياء كثيرة تُمنع من الدخول – لاسيما المعدّات والأشياء التي قد تُعدّ ذات استخدام مزدوج”.

وأضافت:“من عانى سوء تغذية حادّة، وأشهرًا طويلة من الحرمان... لن يكفيه كيسٌ من الطحين لمعالجة التداعيات؛ يحتاج إلى تغذية خاصة، ومساعدة طبية محدّدة”.

External Content النظام الصحي في غزة في مرمى النيران

كانت الرعاية الصحية في غزة تواجه ضغوطًا قبل تصاعد الأعمال العدائية في تشرين الأوّل/أكتوبر 2023. إذ تعيقها قيود وشروط متعدّدة تفرضها إسرائيل، حسبما أفاد رئيس البعثة في منظمة أطباء بلا حدود، ليو كانز، المعيّن في القدس، وكان مسؤولًا عن قطاع غزة في عام 2023. ولكن بشكل عام، بحسب كانز، كان“العمل ممكنًا” إلى أن“تعرّضت هذه المستشفيات للهجمات الإسرائيلية”.

ومنذ بداية الحرب، أسفرت الهجمات على مستشفيات غزّة إلى مقتل مئات الأشخاص، غالبيتهم من المرضى والعاملين والعاملات فيها (90%).

External Content

كما دمّرت الهجمات الإسرائيلية ثلث المرافق الصحية في غزة، ولا يعمل أي منها بكامل طاقته. وفي 25 أغسطس 2025، استهدف هجوم إسرائيلي مستشفى ناصر من جديد، وكان المستشفى الوحيد الذي يعمل جزئيًا في جنوب غزة. وأسفر الاعتداء عن مقتل 20 شخصًا على الأقلّ، بينهم خمسة من الكوادر الصحفية.


Abed Rahim Khatib / Keystone تقديم المساعدة والإدلاء بشهادات

ويشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إلى قيود صارمة تُفرض على وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ويحق لفرق الإغاثة العمل في 12% فقط من الأراضي.

وتوفّق هيئات الإغاثة بين إيصال المساعدات أينما استطاعت، وتوثيق أزمة إنسانية ندّد بها خبراء الأمم المتحدة وخبيراتها، بوصفها إبادة جماعية، لا يمكن لمعظم وسائل الإعلام العالمية والمحلية تغطيتها على الأرض.

التحديات اللوجستية ووصول المساعدات

واليوم، يعني العمل الإنساني في غزة التعامل مع تحديات لوجستية هائلة وسط تهديدات بالموت، وفي ظلّ نزوح السكان المستمر.

ولم تنجح في هذه المَهمَّة سوى نسبة ضئيلة من فرق الإغاثة. فقد وافقت إسرائيل على 39% من المطلوبة منها، ورفضت 34% منذ 18 مارس، عندما شنت هجومًا مفاجئًا على قطاع غزة، وأنهت فترة وقف إطلاق النار مع حماس.

وشهد شهر أغسطس تحسنًا ملحوظًا من حيث إمكانية إيصال المساعدات.

وتواجه فرقة إغاثة من أصل 5 (18%) عوائق، بمجرد بدايتها العمل. ورغم قبول مديرية التنسيق والارتباط في غزة، التابعة لإسرائيل، الطلب، يتمّ تأجيل التحرك على الأرض أو منعه، ما يؤدي إلى إلغاء مهام الفرق.

وتعمد منظمات إنسانية إلى إلغاء 10% من طلباتها، لاعتبارات لوجستية، تشغيلية أو أمنية.

External Content

وقالت الناطقة باسم مكتب أوتشا في غزة، أولغا شيروفكا، لموقع سويس إنفو:“لا تزال المشكلة الرئيسية تتركّز حول حجم المساعدات الداخلة إلى القطاع، والوصول إليها. ومن أبرز الأولويات اليوم التأكد من إيصال المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفًا، وإعطائها الأولوية”.

واجب إنساني وخسائر بشرية

ولا تختبر الحرب صمود الشعب الفلسطيني في غزة، وجهود عمّال الإغاثة فحسب، بل تمتحن أيضًا صلاحية القانون الإنساني.

إذ يفترض حماية القانون الإنساني الدولي المدنيين، لاسيما النساء والأطفال من الجرحى والمرضى، وسجناء الحرب، والعاملين والعاملات في المجالين الطبي والإنساني، بالإضافة إلى الصحافيين والصحافيات غير المشاركين.ات في المواجهات. غير أن هذه الحماية لا تُحترم في غزة.

وذكر مكتب أوتشا، بحسب أرقام وزارة الصحة في غزة، الخاضعة لإدارة حركة حماس، تجاوز عدد القتلى 67،000 شخصًا. ويشكّل الأطفال، والنساء نصف الوفيات تقريبًا.

محتويات خارجية أكثر الصراعات دموية في تاريخ طواقم الإغاثة والكوادر الصحفية

تواجه العمليات الإنسانية في غزة مخاطر شديدة، وكان عام 2025 الأكثر دموية بالنسبة إلى طواقم الإغاثة الميدانية منذ بداية الحرب.

External Content

وتقع معظم الخسائر البشرية في القطاع الإنساني في غزة، بين صفوف موظفي الأونروا وموظّفاتها.

External Content

وفي حين ساهمت كوادر الإغاثة الدولية في شرح واقع غزة للغرب، لعبت الطواقم الصحافية الفلسطينية دورًا رئيسيًّا في توثيق الأحداث الميدانية.

وبحسب توثيق لجنة حماية الصحافيين، فقد قُتل ما لا يقل عن 197 صحافيًا وصحافية فلسطينيا، وعاملًا وعاملة في وسائل الإعلام في غزة، بسبب الاعتداءات الإسرائيلية. وتقدّم منظمات أخرى أرقامًا أعلى لعدد الوفيات، منها مراسلون بلا حدود (220)، ونقابة الصحافيين الفلسطينيين (250).

وبلغ عدد القتلى 82 شخصًا عام 2024، ما جعله العام الأكثر دموية بالنسبة إلى الصحافيين والصحافيات والطواقم العاملة في وسائل الإعلام، منذ بدء تسجيل البيانات عام 1992.

External Content انفراج في الأفق؟

شنّت إسرائيل هجومًا بريًا على مدينة غزة في 15 سبتمبر، وأرسلت الدبابات والقوات العسكرية إلى الأحياء الرئيسية.

فنزح مئات الآلاف من الفلسطينيين والفلسطينيات إلى جنوب القطاع، وتعرّض الباقون في تلك المنطقة للقصف، ونقص الغذاء والماء والدواء. وتحذّر فرق الإغاثة من تهجير جماعي، وارتفاع عدد الضحايا، وتفاقم الأزمة الإنسانية.

تكثيف الجهود الدبلوماسية

وتتصاعد الضغوط الدولية لوقف الحرب، مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة غزة. وفي 12 سبتمبر، أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة“إعلان نيويورك”، المؤيد لحلّ الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، القائم منذ عقود، بتأييد 142 دولة، ومعارضة 10، وامتناع 43 دولة عن التصويت.

وينصّ حلّ الدولتين على قيام دولة فلسطينية ذات سيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدس الشرقية، استنادًا إلى حدود ما قبل الحرب العربية – الإسرائيلية عام 1967.

ويطالب الإعلان بدولة“قابلة للحياة”، تعيش إلى جانب إسرائيل، ووقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى، ونزع سلاح حركة حماس، وإنهاء الأزمة الإنسانية.

وفي سبتمبر، اعترفت المملكة المتحدة، وأستراليا، والبرتغال، وفرنسا، وبلجيكا، ولوكسمبورغ، ومالطا، وأندورا، وموناكو بدولة فلسطين. وانضمّت بذلك إلى أكثر من 140 دولة عالميًا.

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهيو، الاعتراف بفلسطين“جائزة كبيرة للإرهاب”، وتعهّد بألا يسمح بقيامها أبدًا.

اختراق؟

في اختراق دبلوماسي مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 9 أكتوبر أن إسرائيل وحماس اتفقتا على وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن الذي طال انتظاره، مقابل إطلاق سراح آلاف المعتقلين.ات الفلسطينيين.ات. كما يتوخى الاتفاق المرحلي تدفق المساعدات إلى غزة دون عوائق.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش:”ستدعم الأمم المتحدة التنفيذ الكامل للاتفاقية وستزيد من تقديم المساعدات الإنسانية المستدامة والمبدئية، وسنعمل على دفع جهود الإغاثة وإعادة الإعمار في غزة“.

وحث جميع الأطراف على”اغتنام هذه الفرصة الهامة لرسم مسار سياسي موثوق به نحو إنهاء الاحتلال، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتحقيق حل الدولتين الذي يمكّن الإسرائيليين والفلسطينيين من العيش في سلام وأمن“.

غزة مدمّرة

يشير العديد من الخبراء والخبيرات إلى أنّ احتمالات قيام دولة فلسطينية“قابلة للحياة” تبدو ضئيلة بعد أن أصبحت غزة ركامًا، ومع استمرار توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

وكشف مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات) تضرّر حوالي 193،000 مبنى في قطاع غزة (80% من المباني). وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى تدمير 436،000 منزلٍ في القطاع (92%)، ونحو 3،500 كم من الطرقات (77% من الشبكة)، وأكثر من 90% من المدارس، أو تضرّرها.

وتتركز حوالي 70% من مواقع الصرف الصحي والمياه داخل مناطق عسكرية إسرائيلية، وهي بالتالي بعيدة عن متناول السكَّان المدنيين.

وخلّفت الحرب الحالية في غزة كمية أنقاض وركام فاقت مجموع ما خلّفته أكثر الصراعات تدميرًا خلال السنوات الأخيرة.

External Content

تحرير: نيريس أفيري وفيرجيني مانجان

ترجمة: ناتالي سعادة (النص)، ريم حسونة (الرسوم البيانية والفديوهات)

مراجعة: ريم حسونة وعبد الحفيظ العبدلّي

التدقيق اللغوي: لمياء الواد

MENAFN10102025000210011054ID1110177044

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.