
الإغلاق الحكومي الأمريكي يتواصل.. وخسائر الديمقراطيين تتعاظم
يُعدّ الإغلاق الحكومي الأخير في الولايات المتحدة - وهو السادس منذ أن بدأ نيوت غينغريتش هذه العادة عام 1995 - معركةً بين دونالد ترامب وإدارته التي يصفها كثيرون بالمتهورة وحزب ديمقراطي متردد.
وحتى لو نجح الديمقراطيون في انتزاع بعض التنازلات من البيت الأبيض، وهو أمر يشك فيه البعض، فإنهم يبدون يائسين في حربهم الإعلامية.
وقال الجمهوريون منذ بدء الإغلاق: ((مرحباً بكم في الإغلاق الديمقراطي))، وهو شعار يردده المحافظون كثيراً في جميع أنحاء البلاد، أما الديمقراطيون فلم يتوحدوا بعد حول شعار واضح، رغم هدفهم النبيل المتمثل في حماية ملايين الأمريكيين من ارتفاع أقساط الرعاية الصحية.
ولكن بينما يُحوّل فريق ترامب هذا الوضع إلى كرة هدم هائلة، فإن إرادة الديمقراطيين في القتال ستنهار غالباً في النهاية.
ويتبع الديمقراطيون قاعدة أن الطرفين سيتوصلان إلى تسوية ليعاد فتح الحكومة. لكن للأسف، يلعب الجمهوريون لعبة مختلفة، لأن ترامب انشغل خلال الأشهر الثمانية الأولى من ولايته، بمصادرة الإنفاق المُصرّح به من قِبل الكونغرس فيما فرض إلغاءاتٍ غير قانونية.
وكلا الأمرين غير قانوني، لكن هذا لا يُزعج البيت الأبيض بالمرة، فمن الناحية العملية، لا تُطبّق أي قواعد.
ومن الناحية الفنية، قد يمثل الكونغرس الفرع الأول للحكومة، لكن على أرض الواقع، تُسيطر السلطة التنفيذية الآن على المال. وإذا كان بإمكان ترامب تجاهل الأموال التي يُقرّها القانون وأبرزها رفضه إنفاق الأموال المعتمدة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، فلماذا تُؤخذ وعوده المُتفاوض عليها على محمل الجد؟
إن الديمقراطيين عالقون في دوامة زمنية. وكان بإمكان تشاك شومر وحكيم جيفريز، زعيمي الحزب الديمقراطي في مجلسي الشيوخ والنواب، جمع قادة الحزب الديمقراطي تحت سقف واحد للاتفاق على استراتيجية ما، وخاصة أن هناك العديد من الشخصيات، مثل حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم وجي بي بريتزكر من إلينوي، ممن لديهم الإرادة للقتال، وتشكيل موقف ديمقراطي موحد ضد تدمير الكونغرس وسيادة القانون، من شأنه أن يمنحهم بعض الفرص في مواجهة سلطة تنفيذية موحدة منحازة لإرادة ترامب.
وكان بإمكانهم كذلك رسم خط أحمر واضح والالتزام به، تاركين الأمريكيين بلا أي مجال للشك حول السبب وراءه. لكن هذه ليست طريقة الديمقراطيين.
إنهم يقضون وقتاً طويلاً في التفاوض في ما بينهم كما يفعلون مع الجمهوريين، فيما الجمهوريون ببساطة يتلقون الأوامر من زعيمهم.
ويمكن اعتبار هذا معركة تقليدية بين حزب يسار وسط يكافح من أجل حصول الشعب على الرعاية الصحية وحزب يميني يسعى لخفض الإنفاق.
أو يمكن اعتباره مواجهة بين حزب يلتزم بالقانون وحزب لا يلتزم به. وكلا الوصفين صحيح، لكن شومر وآخرين يتصرفون كما لو أن الأول فقط هو الصحيح. فماذا سيحدث بعد ذلك؟
ليس لدي أي فكرة عن المدة التي سيستغرقها هذا الإغلاق، لكننا نعلم أن البيت الأبيض يبدو سعيداً بالأمر، فمدير ميزانية ترامب، راسل فوغت، وهو أيضاً مهندس مشروع 2025، يستخدم الإغلاق بالفعل كغطاء لمعاقبة الوكالات التي لا يحبها ترامب، مثل وكالة حماية البيئة ودائرة الإيرادات الداخلية. كما سيتم تخصيص الأموال اللازمة للإنفاق على وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بالولايات المتحدة والحرس البريتوري لترامب، وعلى المفاوضين التجاريين.
كما سيستمر في الوقت نفسه العمل في بناء قاعة ترامب في البيت الأبيض التي تبلغ تكلفتها 200 مليون دولار.
وهكذا، فـ((لا رعاية صحية لكم أيها الفلاحون، ولكن قاعة رقص للملكة))، حسب ما نشر حساب حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم على منصة ((إكس)) مع صورة لترامب مرتدياً زي ماري أنطوانيت.
هذه إذن هي المعركة التي يلاحظها الناخبون، لكن لا يمكن للديمقراطيين فعل أي شيء تقريباً لمنع ترامب من تخريب النظام القائم لتحقيق هدفه.
وترى الزميلة لورين فيدور، المقيمة في واشنطن العاصمة، أن شومر وجيفريز لم يكن أمامهما خيار سوى خوض هذه المعركة، وللعلم ففي مارس الماضي، صوّت شومر لصالح جهد قاده الجمهوريون للحفاظ على تمويل الحكومة. وانضم إليه تسعة أعضاء ديمقراطيين آخرين في مجلس الشيوخ، وبذلك تم تجنب إغلاق حكومي باهظ التكلفة.
لكن ذلك جاء بكلفة سياسية باهظة، فقد تعرض شومر لانتقادات لاذعة من العديد من أعضاء حزبه لما اعتبروه استسلاماً غير مسؤول للبيت الأبيض.
وبعد ستة أشهر، ومع استمرار دونالد ترامب في تجاوز حدود السلطة التنفيذية، ازدادت المخاطر وتعرض القادة الديمقراطيون في الكونغرس لضغوط متزايدة من ناخبيهم لإظهار استعدادهم لاتخاذ موقف قوي.
وأضافت قائلة: لقد أدهشني بشكل خاص استطلاع رأي أُجري الشهر الماضي، حيث وجد أن ثلثي الديمقراطيين وحوالي ثلاثة أرباع المستقلين الذين يميلون إلى الحزب الديمقراطي يتفقون مع العبارة التالية: ((الحزب الديمقراطي لا يبذل جهداً كافياً لمواجهة دونالد ترامب وإدارته، ويحتاج إلى خوض معركة أشد)).
مع ذلك، أشارككم تشكككم في قدرة القادة الديمقراطيين على كسب هذه المعركة السياسية.
في مبنى الكابيتول، ثمة دلائل على أن أعضاء الحزب الديمقراطي العاديين قلقون من إغلاق حكومي طويل الأمد، ولذلك اتفق ثلاثة أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ بالفعل مع قرار الجمهوريين.
ومن المرجح أن يحذو المزيد من الديمقراطيين حذوهم وخاصة إذا استمر الإغلاق، وبدأ البيت الأبيض إلغاء المشاريع بشكل دائم وتسريح عشرات الموظفين الفيدراليين.
أما خارج واشنطن العاصمة، فإن أمام الديمقراطيين مهمة شاقة. ففي وقت وصلت فيه نسب تأييدهم إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، يُخاطر الحزب مرة أخرى بخسارة حرب الرسائل الإعلامية أمام عملية علاقات عامة فعالة للغاية في البيت الأبيض.
عندما ابتكر الجمهوريين الشعار الجذاب ((إغلاق شومر))، تذكرت ما قاله لي أحد كبار المسؤولين الديمقراطيين قبل بضعة أشهر: ((لا يستطيع الديمقراطيون التسويق جيداً لطريقتهم في الخروج من مشكلة ما وحتى لو حاولوا)).
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
الإغلاق الحكومي الأمريكي يتواصل.. وخسائر الديمقراطيين تتعاظم...
ترامب يحذر حماس من الإبادة إذا بقيت في حكم غزة...
965 حادثا سيبرانيا في الأردن خلال الربع الثاني من العام الحالي...
خيرالدين الزركلي.. خير علم ترجم للأعلام في القرن الـ 20...
بالتنسيق مع الأردن .. هولندا تسقط مساعدات يومياً لأهالي القطاع...