ظواهر فلكية نادرة.. 3 أقمار عملاقة تزين السماء في هذه المواعيد

(MENAFN- Al-Bayan) ">سيكون عشّاق الفلك ومتابعو الظواهر السماوية على موعد مع مشهد كوني استثنائي، حيث تشهد سماء الأرض اصطفافاً نادراً لثلاثة أقمار عملاقة متتالية في أكتوبر ونوفمبر وديسمبر 2025. هذا الحدث الذي يجمع بين العلم والجمال يُتوقع أن يكون من أبرز الظواهر الفلكية خلال العام، وسيمنح سكان الأرض فرصة فريدة للتأمل في روعة الكون ودقّة حركته.

يحدث القمر العملاق عندما يتزامن اكتمال القمر مع وصوله إلى أقرب نقطة له من الأرض في مداره البيضاوي، المعروفة باسم "الحضيض". وبما أن مدار القمر ليس دائريًا تمامًا، فإن المسافة بينه وبين الأرض تتغير قليلاً كل شهر. وعندما يتصادف أن يكون القمر في مرحلة البدر أثناء وجوده في أقرب مسافة له من كوكبنا، يبدو لنا أكبر حجمًا وأكثر سطوعًا من المعتاد. ووفقًا لتقديرات علماء الفلك، يمكن أن يبدو القمر العملاق أكبر بنسبة 14% وأكثر إشراقًا بنسبة 30% مقارنة بالبدر العادي.

لكن ما يجعل الظاهرة أكثر إبهارًا هو وهم القمر البصري، إذ يبدو القمر أكبر عند شروقه أو غروبه بسبب مقارنته بمعالم أرضية مثل الأشجار والمباني والجبال. هذا الوهم يجعل من مشاهدة القمر العملاق تجربة بصرية ساحرة، خصوصًا عندما يطلّ من خلف الأفق بلونه الذهبي المائل إلى البرتقالي.

خلال عام 2025، سيُتاح لهواة مراقبة السماء متابعة ثلاثة أقمار عملاقة متتالية في تواريخ محددة:

قمر الحصاد

6 أكتوبر: يظهر قمر الحصاد، الذي يرمز تقليديًا إلى نهاية موسم الحصاد في نصف الكرة الشمالي، حيث كان المزارعون في العصور القديمة يعتمدون على نوره للعمل في الحقول حتى وقت متأخر من الليل.

قمر القندس

5 نوفمبر: يتبع ذلك قمر القندس، الذي استمد اسمه من سلوك القنادس خلال هذا الشهر، حين تبدأ بإصلاح سدودها استعدادًا لفصل الشتاء، وكان أيضًا وقتًا مناسبًا للصيادين لصيدها قبل تجمد الأنهار.

القمر البارد

4 ديسمبر: يختتم العام بـ القمر البارد، الذي يشير إلى حلول الليالي الطويلة والبرد القارس، وهو رمز لبداية فصل الشتاء في كثير من الثقافات.

ويشير تقرير حديث نشرته مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" إلى أن ظهور الأقمار العملاقة على التوالي بهذه الدقة يُعدّ حدثًا نادرًا، إذ لا يتطابق اكتمال القمر مع نقطة الحضيض في كل دورة قمرية. وغالبًا ما يحدث ذلك مرة أو مرتين سنويًا، لكن أن تتكرر الظاهرة ثلاث مرات متتابعة كما في عام 2025، فهو اصطفاف فلكي استثنائي يعكس دقة حركة القمر وتعقيد مداره.

أربعة أقمار عملاقة متتالية 2026

والأكثر إثارة أن هذا العرض السماوي لن يتوقف هنا؛ فبحسب علماء الفلك، فإن سلسلة جديدة من أربعة أقمار عملاقة متتالية ستحدث في مطلع عام 2026، بدءًا من الثالث من يناير، ما يجعل عامي 2025 و2026 من أكثر الأعوام غنى بالمشاهد القمرية المبهرة.

أما عن أفضل طرق مشاهدة القمر العملاق، فيوصي الخبراء بالتوجه إلى أماكن مفتوحة بعيدة عن أضواء المدن مثل الصحارى أو الشواطئ أو المناطق الجبلية، حيث تكون الرؤية أوضح والسماء أكثر ظلمة. وتُعتبر لحظة شروق القمر بعد غروب الشمس مباشرة هي الوقت الأمثل لمراقبته، إذ يكون قريبًا من الأفق ويبدو بحجمه الأكبر وسطوعه الأجمل. أما المصورون الهواة والمحترفون، فيمكنهم استغلال هذا التوقيت لالتقاط صور مذهلة للقمر وهو يطلّ على الأفق، خصوصًا إذا تم تضمين عناصر طبيعية أو معمارية في الإطار لزيادة التأثير البصري.

إلى جانب جمال المشهد، تحمل هذه الظاهرة دلالات علمية مهمة. فهي تذكّرنا بمدى تأثير الجاذبية المتبادلة بين الأرض والقمر، وبالدقة المتناهية التي يتحرك بها هذا الجرم السماوي في مداره. كما تسلّط الضوء على الطريقة التي تؤثر بها هذه الظواهر على المد والجزر والمناخ وحتى على الحياة اليومية في بعض الثقافات التي ما زالت تربط أنشطتها بمراحل القمر.

وفي وقتٍ تتسارع فيه التكنولوجيا ويبتعد الإنسان عن التأمل في الطبيعة، تمثل هذه الظواهر فرصة نادرة لإعادة التواصل مع السماء. ففي ليالي خريف 2025، كل ما تحتاجه هو لحظة هدوء، ونظرة إلى الأعلى، لتشهد كيف يمكن للقمر – جارنا الفضي القديم – أن يُعيد إلينا إحساس الدهشة الأولى أمام اتساع الكون وروعة تفاصيله.

MENAFN04102025000110011019ID1110150843

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.