
الترجمة وسيلة أساسية لتشارك التراث الإنساني
وبيّنت كيم أن بداياتها مع اللغة العربية كانت خلال دراستها الثانوية، مشيرة إلى أنها تأثّرت بعمق بكتاب ((النبي)) لـ((جبران خليل جبران))، وكان هذا هو السبب الذي دفعها إلى الاهتمام بالأدب العربي، ثم تابعت دراستها الجامعية في اللغة العربية، وبعدها تخصّصت في الدراسات العليا في الأدب العربي.
وحول حصولها على جائزة ابن خلدون للعلوم الإنسانية لعام 2025، قالت كيم: ((هذه الجائزة لا تمثّل شرفاً شخصياً فحسب، بل هي أيضاً اعتراف بقيمة جهودي في بناء جسر بين كوريا والعالم العربي، وأرى أن هذا التقدير ليس لي وحدي، بل أشاركه مع المجتمع الأكاديمي في كوريا، ومع كل من يعمل من أجل الحوار بين الثقافات)).
وأشارت إلى أنها اختارت ترجمة كتاب المقدمة لابن خلدون تحديداً إلى اللغة الكورية لأنها ترى أن مقدمة ابن خلدون ليست كتاباً تاريخياً عادياً، بل هي عمل فكري يدرس قوانين المجتمع والحضارة.
وأضافت: ((تعرّفت إليه لأول مرة خلال مرحلة الدكتوراه، ومنذ ذلك الوقت رغبت في أن أقدّمه للقراء الكوريين، فالمسافة بين كوريا والعالم العربي بعيدة، ومعها الفجوة في المعرفة بالحضارة العربية الإسلامية، لذا أردت أن أسهم في تقليل هذه الفجوة)).
وتابعت كيم: ((أهمية ترجمة المقدمة لا تقتصر على الجانب الأكاديمي، فكثير من الباحثين يرون أن ابن خلدون قد جعل التاريخ علماً مستقلاً، كما أن مفهوم العصبية الذي طرحه أصبح مصطلحاً أساسياً في علم الاجتماع، وأعتقد أن القرّاء الكوريين يمكن أن يكتسبوا من هذا الكتاب رؤية جديدة لفهم صعود الحضارات وسقوطها، كما يمكن أن يجد فيه إلهاماً للتفكير في تحديات المجتمع الكوري، وهو أيضاً فرصة لتعريف الكوريين بالحضارة العربية الإسلامية، التي تصلهم في بعض الأحيان بصورة متجزأة أو مشوّهة)).
وتحدثت عن مدى الصعوبات التي واجهتها خلال ترجمتها للكتاب، والتي تمثلت في الحجم الكبير للكتاب، وكثرة الأحداث التاريخية، وتعدد الأسماء، ومن أجل التغلب على ذلك اعتمدت، كما قالت، على الشروح والدراسات الأكاديمية ونقلت النص بدقة، قدر المستطاع.
كما أكدت أنها حرصت على تعريف المجتمع الكوري بهذا الكتاب لأنها ترى أن أفكار ابن خلدون من شأنها أن تعطي أدوات فكرية لفهم دورات الحضارات وتغيّر المجتمعات، وتابعت: ((كنتُ أتمنى أن يقرأ الكوريون هذا الكتاب ليكتشفوا حكمة الحضارة العربية الإسلامية، وليستعملوه كمرآة يتأملون من خلالها واقعهم، كما أردت أن أُبرز الصورة الحقيقية لعظمة هذه الحضارة العربية الإسلامية أمام القرّاء في المجتمع الكوري)).
وأوضحت أنها لا تعتبر الترجمة مجرد نقل لغوي، بل هي جسر يصل بين الحضارات والتجارب التاريخية، وعبرها نستطيع أن نتعرّف إلى عوالم الآخرين، وأن نعيد صياغة هذا الفهم بلغتنا، وبهذا الشكل تُصبح الترجمة وسيلة أساسية لتقاسم التراث الإنساني المشترك.
وقالت: أنا أؤمن أن الترجمة تجعل العالم أكثر عمقاً وفهماً، ورسالتي: ((الترجمة جسر، ومن خلال هذا الجسر يمكننا أن نمشي إلى عوالم الآخرين)).
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
إضافة المواليد على بطاقات التموين 2025 وطريقة تحديث البيانات...
المجلس الوطنى الفلسطينى: رفع العلم دعوة صادقة للوقوف إلى جانب الحق ور...
وزير العدل الكويتى يؤكد استكمال المرحلة الأولى من خطة تكويت السلطة ا...
تعرف على القديس مارمرقس الرسول أول من أدخل المسيحية إلى مصر...
ويتكوف: الاتصال بين نتنياهو ورئيس الوزراء وزير خارجية قطر تاريخى...
الكرملين: سلطات مولدوفا ترفض أى حوار مع روسيا...