
هدنة غزة.. رغبة دولية وحسابات إسرائيلية
ورغم قيام الجيش الإسرائيلي بسحب آلياته من بعض مناطق العمليات في قطاع غزة، إلا أنه من السابق لأوانه القول إن هذا مؤشر على قرب انتهاء الحرب، كما أنه من المبكر الحديث عن أن هناك تصوراً إسرائيلياً بشأن مستقبل قطاع غزة، يقبل بنوع من التعامل مع حركة حماس المسيطرة عليه منذ العام 2007.
فالتصورات الإسرائيلية المطروحة في الجانب الرسمي، والمقصود هنا، الحكومة الإسرائيلية، ما زالت تتعامل مع قطاع غزة، ككيان معادٍ، ويستحق العقاب الجماعي بكل الطرق والحيل، وهذه الإعادة في التعريف والتوصيف، وفق مراقبين، يمكن أن تعني استمرار العمليات العسكرية، وتواجد الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، حتى في ظل الحديث عن قرب اتفاق لوقف الحرب.
هذا السياق العام تحدث عنه مراقبون باعتباره فرصة قد لا تتكرر أمام حركة ((حماس))، التي تدرك تماماً حجم الزخم العالمي المطالب بوقف الحرب، وهي في غنى عن الصدام مع العالم، وخصوصاً بعد أن أخذت مساحات الدبلوماسية تضيق أمامها، وعليه، يترقب العالم تحولاً في ديناميكية الحركة تجاه المقترح الأمريكي.
أما في تل أبيب، فالإسرائيليون يخشون من مفاجآت نتانياهو، والتي يسير على دربها كبار مساعديه، وخصوصاً بن غفير وسموتريتش، إذ المقترح الأمريكي يجرده من مخططات وأطماع الضم للضفة الغربية، ورفضه يدخله في صالة صدام مع الشارع الإسرائيلي، بينما الموافقة عليه تتداعى عليه بتصدعات في ائتلافه.
ورغم قتامة المشهد إسرائيلياً، إلا أن هناك رغبة دولية في إنهاء الحرب، وحتى واشنطن نفسها ترى أن حلفاءها في العالم، ومن بينهم الحلفاء العرب، يريدون للحرب أن تنتهي، ويدفعون باتجاه الحل السياسي، وهذا لن يجعل الرئيس ترامب يقف وحيداً مع نتانياهو وائتلافه، إذ حسابات وقف الحرب تتجاوز حدود العلاقة مع إسرائيل، فهل يؤدي هذا الحراك إلى وقف الحرب؟
يجيب المحلل السياسي محمـد دراغمة، بـ((نعم)) معللاً: ((من الصعب قبول المقترح الأمريكي، لكن من الأصعب رفضه، خصوصاً وأن حركة حماس، باتت مستعدة لتقديم تنازلات جوهرية في موضوعات حكم غزة، والسلاح، وإبعاد عدد من قادتها إلى الخارج، في حال توفير ضمانات في مسألتين جوهريتين: وقف الحرب، والانسحاب التام للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وهذا ما يجري البحث عن ضمانات بشأنه مع الوسطاء)).
لكن دراغمة حذر من ثغرات في الخطة الأمريكية، وأبرزها، أنها تضمن وقف الحرب، لكنها تسمح بعمليات حربية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في حالات معينة، ولا تضمن الانسحاب، فهي تنص على انسحاب تدريجي، لكن هذا الانسحاب قد يتوقف لسبب ما، وقد يستمر لأسابيع أو يستغرق أعواماً.
وثمة افتراض آخر لم يغفله مراقبون، بأن يعود قطاع غزة إلى السيادة المصرية، أو أن تتحمل القاهرة بعض أوزار الحرب، وخصوصاً لجهة إغاثة وحماية السكان الجوعى، لكن هذا يبقى رهناً للتصورات الإقليمية لمستقبل قطاع غزة، بعد أن تضع الحرب أوزارها.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
إضافة المواليد على بطاقات التموين 2025 وطريقة تحديث البيانات...
المجلس الوطنى الفلسطينى: رفع العلم دعوة صادقة للوقوف إلى جانب الحق ور...
وزير العدل الكويتى يؤكد استكمال المرحلة الأولى من خطة تكويت السلطة ا...
تعرف على القديس مارمرقس الرسول أول من أدخل المسيحية إلى مصر...
ويتكوف: الاتصال بين نتنياهو ورئيس الوزراء وزير خارجية قطر تاريخى...
الكرملين: سلطات مولدوفا ترفض أى حوار مع روسيا...