شرارة Gen Z تُشعل أكبر احتجاجات مغربية منذ سنوات

(MENAFN- Al-Bayan) شهد المغرب نهاية الأسبوع الماضي أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ سنوات، حيث اشتبك متظاهرون يقودهم الشباب مع الشرطة في ما لا يقل عن 11 مدينة في جميع أنحاء المملكة.

اندلعت هذه المظاهرات، التي أشعلها "الجيل Z" (المواليد بين 1995 و2010)، للتنديد بما وصفه المحتجون بـ "الأولويات الحكومية الخاطئة".

وجّه مئات الشباب المغاربة انتقادات لاذعة للفساد، معربين عن غضبهم من ضخ الحكومة للأموال في استضافة فعاليات رياضية دولية ضخمة على حساب القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم.

ربط المتظاهرون بشكل مباشر بين التدهور المستمر في نظام الرعاية الصحية الحكومي والاستثمارات الضخمة في البنية التحتية الرياضية استعداداً لاستضافة كأس العالم 2030 وكأس الأمم الأفريقية المقبلة.

في صرخات احتجاجية مدوية، رفع المتظاهرون شعار: "الملاعب موجودة، فأين المستشفيات؟". ويأتي هذا الغضب في وقت يعكف فيه المغرب على بناء ثلاثة ملاعب جديدة وتجديد أو توسيع ما لا يقل عن ستة ملاعب أخرى.

تفاقمت حدة الاضطرابات مؤخراً بعد المأساة التي وقعت في مستشفى عمومي بمدينة أكادير الساحلية (جنوب الرباط)، حيث توفيت ثماني نساء أثناء الولادة، وهو ما كان بمثابة نقطة تحول كبرى لغضب شعبي كان متراكماً بالفعل بسبب الحرمان في المناطق المتضررة من زلزال 2023 المدمر.

حركة "بلا قيادة"

على عكس الاحتجاجات السابقة التي كانت تقودها النقابات أو الأحزاب السياسية، تميزت حراك نهاية الأسبوع بأنه حركة "بلا قيادة"، وتم الترويج له بشكل أساسي عبر منصات التواصل الاجتماعي التي تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب، مثل "تيك توك" و "ديسكورد" .

دعت مجموعتان شبابيتان رئيسيتان، هما "الجيل Z 212" و"أصوات شباب المغرب"، إلى "احتجاجات سلمية وحضارية"، حتى مع تزايد المطالب الجذرية لبعض أنصارهما.

قامت الشرطة، سواء بالزي المدني أو بمعدات مكافحة الشغب، بتفريق الاحتجاجات في مدن عدة مثل الرباط ومراكش، وتم اعتقال العشرات من المتظاهرين، خاصة في الدار البيضاء.

ونددت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بعمليات الاعتقال والاعتداءات الجسدية التي تعرض لها بعضهم، مؤكدة أن هذه الإجراءات "تؤكد القمع ضد الأصوات الحرة وتقييد الحق في حرية التعبير".

في المقابل، نفى المسؤولون الحكوميون أن تكون هناك أولوية لإنفاق كأس العالم على حساب البنية التحتية العامة، مؤكدين أن المشكلات التي يواجهها القطاع الصحي هي مشكلات موروثة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، دافع رئيس الوزراء الملياردير عزيز أخنوش عن ما أسماه "إنجازات الحكومة الكبرى" في قطاع الصحة، قائلاً: "لقد أدرنا الإصلاحات، وقمنا بترقية النفقات، ونحن بصدد بناء مستشفيات في جميع مناطق البلاد" مستشفى أكادير" يواجه مشكلات منذ عام 1962 ونحن نحاول حلها".

وفي أعقاب الاحتجاجات المشتعلة، أصدر وزير الصحة المغربي أمين الطهراوي قرارًا بإقالة مدير المستشفى ومسؤولين صحيين آخرين في المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن بيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2023 تشير إلى أن المغرب يمتلك 7.7 مهني صحي فقط لكل 10,000 نسمة، وهو رقم يقل بكثير عن النسبة الموصى بها عالميًا (25 لكل 10,000 نسمة).

MENAFN29092025000110011019ID1110126417

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.