"ثورة الهيدروجين" تهدد تسلا والمركبات الكهربائية

(MENAFN- Al-Bayan) بينما يواصل العالم تحوله الأخضر لمكافحة الاحتباس الحراري، لا يزال قطاع النقل يواجه تحديات، خاصة في ما يتعلق بالمركبات الكهربائية (EVs). ورغم الأرقام المبهرة التي أوردها تقرير وكالة الطاقة الدولية، والتي تُشير إلى وجود ما يقرب من 58 مليون مركبة كهربائية على الطرقات عالمياً بنهاية عام 2024، إلا أن عيوب هذه السيارات - من أوقات الشحن الطويلة، إلى الاعتماد على مواد التعدين الثقيلة مثل الليثيوم - بدأت تلقي بظلالها.
لكن يبدو أن حلبات السباق العالمية لديها إجابة ثورية ((وداعاً للمحركات الهجينة القابلة للشحن، ومرحباً بالهيدروجين!)).

الهيدروجين يغزو الحلبات الكبرى
يُشاع أن عام 2025 هو عام التحول الجذري في عالم سباقات السيارات. فبالتزامن مع الجهود المستمرة لتطوير الفورمولا 1 (Formula 1)، لتبقى في الطليعة التكنولوجية، تظهر سلسلة سباقات جديدة بالكامل، تُركز على الطاقة النظيفة، حيث تعتبر بطولة إكستريم إتش (Extreme H): أول بطولة سباق سيارات هيدروجينية على الطرق الوعرة في العالم، والتي يُطلقها الاتحاد الدولي للسيارات (FIA).
واتفقت إكستريم إي (Extreme E)، السلسلة الأم، مع الاتحاد الدولي للسيارات، على تحويل إكستريم إتش إلى بطولة تابعة للـ (FIA)، مع نية تحويلها إلى بطولة عالمية رسمية، اعتباراً من عام 2026.
يُظهر هذا التطور التزاماً راسخاً بدمج الهيدروجين في السباقات، حيث تم الإعلان عن خطط لتوحيد مجموعة عمل الهيدروجين التي ستشرف على توسعات وتطورات تقنية الهيدروجين في خلايا الوقود وأنظمة البطاريات.

الهيدروجين أفضل من الكهرباء
إن الاندفاع نحو الهيدروجين ليس مجرد موضة، بل هو قرار تكنولوجي مدعوم بفوائد عملية، خاصة في مجال السباقات عالية الأداء. ووفقاً لمجموعة BMW، أحد الداعمين لتقنية خلايا الوقود الهيدروجينية، فإن الأسباب الرئيسة لتأييد هذه التقنية، هي: صفر انبعاثات ينتج الهيدروجين الماء فقط كناتج ثانوي، دون أي انبعاثات ضارة أخرى. وإعادة التزود السريع بالوقود، حيث تتمتع سيارات الهيدروجين بأوقات إعادة تزويد بالوقود سريعة، ما يحل معضلة انتظار شحن السيارات الكهربائية. فضلاً عن كونها توفر مدى قيادة أكبر بكثير، مقارنة بمعظم السيارات الكهربائية الحالية. ولا تتطلب خلايا الوقود الهيدروجينية تعدين ومعالجة مواد مثل الليثيوم، على عكس بطاريات المركبات الكهربائية. وتتراوح تطبيقاتها من الشاحنات التجارية والحافلات والسيارات الخاصة، وصولاً إلى عالم سباقات السيارات.

تحالفات قوية
لا يتوقف الأمر عند التكنولوجيا الجديدة، بل يمتد إلى تحالفات القوة في رياضة المحركات. هناك بالفعل تحالف قوي بين الفورمولا 1 وإكستريم إي/إكستريم إتش، حيث يمتلك أبطال العالم في الفورمولا 1، مثل السير لويس هاميلتون ونيكو روزبرغ وجنسون باتون، ثلاثة من فرق السلسلة. هذا الدعم من عمالقة الفورمولا 1، يُظهر التزام السلسلة الأبرز عالمياً بالنمو نحو مستقبلها المعتمد على الهيدروجين، ويُبشّر بأننا قد نرى قريباً المزيد من التكنولوجيا المشتقة من الفورمولا 1، تُطبق في سيارات الهيدروجين التجارية.
مع انتظار الموافقات النهائية من المجلس العالمي لرياضة السيارات التابع للـ (FIA)، تتجه أنظار العالم نحو حلبات السباق التي ستُشعل المنافسة، ليس بالبنزين أو الكهرباء، بل بوقود المستقبل النظيف: الهيدروجين.

MENAFN28092025000110011019ID1110121650