
لقاء ترامب نتنياهو... ما بين الخروج عن المألوف والسيناريو المكرر
ويرى محللون أن فرص إعلان كهذا تراجعت بنسبة كبيرة بعد تأكيد ترامب أنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة، وهو ما أثار خيبة أمل في الأوساط الإسرائيلية التي كانت تعول على الدعم الأمريكي اللامحدود وإطلاق يد تل أبيب لتفعل ما يحلو لها، كما هو على الناحية الأخرى وتحديدا في قطاع غزة.
وصورت وسائل إعلام إسرائيلية ذلك على أنه هزيمة نكراء للدبلوماسية الإسرائيلية، ملقية الضوء على تزايد عدد الدول التي تعترف بالدولة الفلسطينية، حيث قدرت صحيفة يديعوت أحرونوت نسبتها بأكثر من 80% من دول العالم.
كما ترافقت هذه التطورات مع حديث عن الخطة الأمريكية الأحدث لإنهاء الحرب في غزة، بعد أسابيع من العمل العسكري المكثف الذي لم تنجح إسرائيل خلاله في القضاء على حركة حماس أو تحرير من تبقى من الرهائن لدى الحركة، على الرغم مما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن تقدم الجيش نحو "مرحلة الحسم".
وتحدث كاتس عن نزوح أكثر من 750 ألفا من سكان مدينة غزة نحو الجنوب، متوعدا من جديد بتدمير القطاع والقضاء على حماس، إذا لم تفرج عن الرهائن. وشدد على عدم وقف العمليات العسكرية "حتى تتحقق جميع أهداف الحرب".
كما دخل وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بطبيعة الحال على الخط نفسه، معلنا أن نتنياهو "لا يملك تفويضا لإنهاء الحرب قبل القضاء على حماس".
بينما نقلت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية عن مصادر أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وضع ثلاثة شروط لنتنياهو تتمثل في عدم وجود دور للسلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة ما بعد الحرب، والقضاء على حماس ونزع سلاحها، وفرض سيادة إسرائيلية على الضفة الغربية دون إقامة دولة فلسطينية.
في غضون ذلك، نقلت القناة الإسرائيلية نفسها عن مصدر أمني، لم تكشف عنه، أن الولايات المتحدة اتخذت قرارا بالذهاب نحو صفقة. كما نقلت عن مصادر أمريكية أن ترامب سيمارس ضغوطا على نتنياهو خلال لقائهما غدا، بينما ذكرت أن إسرائيل ستطالب بتقديم "تنازلات كبيرة" في إطار خطة ترامب ذات الواحد والعشرين بندا، وذلك نقلا عن مصادر مقربة من نتنياهو.
ومن جهتها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن خطة ترامب ليست نهائية وأن هناك مشاورات إسرائيلية أمريكية بهدف تعديل بعض بنودها، مضيفة أن الخطة تشمل ضمانات لإسرائيل بالعودة إلى الحرب "إذا خرقت سيادتها".
وتنص الخطة الأمريكية على اضطلاع السلطة الفلسطينية بدور في إدارة القطاع ما بعد الحرب، وهو ما يتعارض مع توجه سموتريتش، أحد شركاء نتنياهو الأساسيين في الحكومة، والذي يلقى باللوم عليه هو وبن غفير في إفشال معظم، إن لم يكن جميع، المساعي السابقة لإنهاء الحرب.
ووفقا لما سبق ربما يبدو للوهلة الأولى أن نتنياهو في مأزق وفي موقف لا يحسد عليه بين رؤى متضاربة من قبل الأعمدة الأساسية وشركائه في الحكم وما بين داعمه الأول الرئيس الأمريكي، لكن هذا المشهد تكرر كثيرا منذ أن عاد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث أشيع أن ثمة خلافات كبيرة بين نتنياهو وترامب، لكن سرعان ما برهنت التطورات اللاحقة أن ما أثير في هذا الصدد ما هو إلا مجرد تمويه لتمرير أو تنفيذ مخطط معين.
وربما لتكتمل السردية المكررة، خرج زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد ليجدد تأكيده للإدارة الأمريكية أنه سيوفر لنتنياهو شبكة أمان حال إبرامه صفقة لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب، مشددا على أن "هناك أغلبية في الكنيست وأغلبية في الدولة، ولا داعي للانشغال بتهديدات فارغة من بن غفير وسموتريتش".
ووسط تساؤلات حول جدية الوسيط الأمريكي هذه المرة، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن ثمة تقديرات في إسرائيل أن الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي ستنفذ، مضيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي طلب تعديل بعض بنودها قبل لقاء ترامب، دون الإشارة إلى أي البنود تحديدا.
ويترقب أهالي الرهائن انفراجة تعيد ذويهم، معتبرين أن الاستمرار في الحرب لا طائل منه وأنه يعرض حياة أبنائهم للخطر الشديد، محملين وزير الدفاع الإسرائيلي المسؤولية المباشرة عن مقتل أو إصابة أي منهم.
وما بين آمال معلقة على تحقيق اختراق هذه المرة وإنهاء حرب تقترب من إتمام عامها الثاني، راح ضحيتها أكثر من مئتي ألف قتيل وجريح، وما بين مخاوف من تكرار نفس نهاية المحاولات السابقة، ربما يسعى الرئيس الأمريكي، الذي لا يدع فرصة إلا ويتباهى بدوره في "إنهاء 7 حروب"، لإضافة الحرب الأخطر لسجل إنجازاته وتعزيز فرصه في الحصول على جائزة نوبل السلام لهذا العام.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
30 شهيدا فى غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة بغزة منذ فجر اليوم...
المواعيد الشتوية لفتح وغلق المحلات والمطاعم والكافيهات فى الجيزة...
الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس والظواهر الجوية ودرجات الحرارة المتوقع...
وزير خارجية سلطنة عمان يدعو من الأمم المتحدة لفرض عقوبات على إسرائي...
العراق والولايات المتحدة يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتم...
استشهاد 8 فلسطينيين فى قصف الاحتلال الإسرائيلى منزلين فى مخيم النصير...