
هل وقعت إسرائيل في فخ العزلة؟
غزة باتت معزولة، إذ يعاني سكان المدينة من صعوبات في الاتصال والتواصل مع العالم الخارجي، بفعل تشويش متعمد، وتدمير العديد من مقويات الإرسال والأبراج الهوائية الخاصة بشبكات الاتصالات وخدمات الإنترنت في المدينة، ما أخرج مناطق واسعة في قطاع غزة من دائرة تلك الخدمات، وسط مخاوف من قطع كل وسائل الاتصال، ووضع المدينة في حالة عزلة تامة عن العالم.
لكن في المقابل لم يعد خافياً أن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على إخضاع الحرب على قطاع غزة لخدمة أجنداته الشخصية والسياسية، يمكن أن يذهب بإسرائيل إلى عزلة دولية، وزاد الطين بلة باستهداف دولة قطر التي ترعى جهود التفاوض ما بين إسرائيل وحركة حماس، للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب.
ولئن كان العدوان على الدوحة تقصّد -شكلاً- اغتيال قيادات حركة حماس حتى خلال دراستها للمقترح الأمريكي، فإن مضمونه قطع الطريق على الدبلوماسية والمساعي السياسية، وفيه حكم بالإعدام على ما تبقى من رهائن إسرائيليين في قطاع غزة.
في الشارع الإسرائيلي يرى مراقبون ومحللون أن وقوع إسرائيل في عزلة دولية أصبح حقيقة مريرة تنتشر كالنار في الهشيم خارج الحلبة السياسية، ويمكن لها أن تؤثر في المجالات الاقتصادية والسياحية والرياضية والثقافية، وغيرها.
يقول المحلل المختص في الشؤون السياسية الإسرائيلية، إيتمار أيخنر: إن تصريحات نتانياهو بشأن عزلة سياسية يُرجَح أن تدخل فيها إسرائيل، ليست مجرد إعلان سياسي بل حقيقة صعبة، حولت إسرائيل إلى دولة منبوذة.
مشيراً إلى أن عزلة إسرائيل الدولية قد تفرض قيوداً شخصية على الإسرائيليين في مختلف دول العالم، وقد تلغي اتفاقيات عدة بحجة التحقيق في تورط تل أبيب في جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة.
ويضيف المحلل الإسرائيلي: ((كثير من الإسرائيليين واجهوا إلغاء حجوزات مع شركات طيران أو فنادق، لمجرد أنهم إسرائيليون، وحتى اليوم يتمتعون بإعفاء من التأشيرة في 131 دولة، لكن العزلة الدولية قد تغير ذلك، وإذا مضت إسرائيل في تدمير غزة بشكل كامل وهجّرت سكانها، فستكون ردات الفعل بحقها قاسية، أبرزها خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي، وإعادة السفراء، وقطع العلاقات)).
إجراءات عقابيةويرى أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، أن إسرائيل قد تواجه سلسلة إجراءات عقابية من مختلف دول العالم، يبرز في مقدمتها العقوبات الاقتصادية، وحظر بيع السلاح، والمقاطعة الرياضية والثقافية والأكاديمية، مع إبقاء القطاع السياحي تحت النار.
ويشير البرغوثي إلى أن هنالك مقترحات لعقوبات صعبة وخطيرة ضد إسرائيل، تجري مناقشتها في مختلف دول الاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن تتم الموافقة عليها، رداً على حرب الإبادة والتهجير والتجويع التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، فضلاً عن الاعتداءات التي أخذت تتصاعد في عموم أرجاء الضفة الغربية.
وتتسارع حملات المقاطعة ضد إسرائيل في شتى المجالات، إذ أوقفت دول أوروبية عدة صفقات كبيرة لمد إسرائيل بالسلاح، بلغت نحو 700 مليون يورو، بينما تواجه الرياضة الإسرائيلية تهديداً خطراً بمنع إسرائيل من المشاركة في البطولات الأوروبية، حتى الألعاب الأولمبية العالمية، فيما يشبه العقوبات الدولية المفروضة على روسيا بفعل الحرب مع أوكرانيا.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
انطلاق فعاليات مهرجان العنب الأول في الفحيص...
ترمب: ملتزم بشراء غزاء وامتلاكها...