سيد جعفر يسرد لـ "أخبار الخليج الرياضي" تجربته مع تقنية "الجلنج" ويؤكد:"الجلنج" نقلة تاريخية في تحكيم الطائرة البحرينية
في ظل التطور الكبير الذي تشهده الكرة الطائرة المحلية، برز اسم الحكم الدولي سيد جعفر سيد حسين كأحد الوجوه التحكيمية الواعدة، خاصة بعد مشاركته الناجحة في تطبيق تقنية فيديو التحدي (الجلنج)، التي اعتمدها اتحاد الطائرة مؤخرا، في هذا الحوار، نقترب من تفاصيل تجربته، وما أضافته له هذه الخطوة، ورؤيته لمستقبل التحكيم.
* بداية، كيف كانت أول خطواتك مع تقنية الجلنج ومن الذي رشحك للمشاركة في هذه التجربة؟
-جاء ترشيحي من رئيس لجنة الحكام في الاتحاد راشد جابر، بعد مسيرة طويلة في التحكيم بدأت عام 2004، هذا الترشيح كان ثمرة ثقة بنيت على أدائي في البطولات المحلية والدولية. * كيف تصف إحساسك في أول مباراة عملت فيها ضمن فريق الجلنج؟
-كان شعوري مزيجا من الفخر والحماس والمسؤولية، كنت أدرك أننا أمام مرحلة جديدة ستغير شكل التحكيم المحلي، لحظة جلوسي أمام الشاشات ومتابعتي للقطات الدقيقة والسريعة جعلتني أشعر أنني جزء من نقلة تاريخية، لكن في الوقت نفسه كنت حذرا من تأثير التقنية على سير المباريات وكيفية التعامل مع احتجاجات الفرق.
* ما أبرز المواقف التي علقت في ذهنك من تلك التجربة؟
-أذكر حالة الخطأ الأولى التي ظهرت في إحدى المباريات، إذ عرضت لقطة لم يطلبها الفريق، ما أثار احتجاجا عنيفا استغرق وقتا طويلا لشرح القانون، هذا الموقف أكد لي أهمية نشر ثقافة القانون بين اللاعبين والجماهير.
* ما أبرز الصعوبات التي واجهتك عند التعامل مع التقنية في بدايتها؟
-البدايات لم تكن سهلة، فالتحدي الأكبر كان في سرعة استخدام النظام وسط ضغط جماهيري كبير، كنا بحاجة إلى تنسيق عال مع الحكام وتطوير مهاراتنا التقنية، ومع التدريب والممارسة، أصبح التعامل أكثر سلاسة.
* هل شعرت أن «الجلنج» خفف الضغط على الحكام الميدانيين أم أضاف لهم مسؤولية جديدة؟
-هو خفف الضغط من جانب القرارات الخاطئة، إذ أصبح لدينا دليل بالصورة لإثبات صحتها، لكنه في المقابل أضاف مسؤولية أكبر تتعلق بسرعة التحليل ودقة اختيار الزوايا، يمكن القول إن الضغط أصبح تقنيا أكثر من كونه بشريا.
* برأيك، هل تحتاج هذه التقنية إلى مواصفات خاصة في الحكم الذي يديرها؟
-بلا شك، فليس كل حكم قادر على إدارة الجلنج، الحكم يحتاج سرعة بديهة عالية، تركيزا شديدا، فهما للتقنية، وقدرة على اتخاذ قرار محايد بعيدا عن الضغوط.
* ما أهم المهارات أو المعارف التي اكتسبتها من خلال العمل مع تقنية الجلنج؟
-تعلمت كيف أقرأ الصورة وأحلل الحركة في أجزاء من الثانية، وكيف أنسق بسرعة مع فريق التحكيم، اكتسبت أيضا هدوءا أكبر في اتخاذ القرار ومهارات تقنية في التعامل مع الأنظمة والتواصل مع الفنيين.
* كيف انعكست هذه الخبرة على مستواك كحكم داخل الملعب؟
-انعكست التجربة بشكل إيجابي، فأصبحت أكثر دقة وثقة في قراراتي، كما منحتني رؤية أوسع لفهم كيف ينظر الجمهور للقطات وكيف تكشف الكاميرات تفاصيل قد لا تراها العين المجردة.
* هل لاحظت تغيرا في ردود فعل اللاعبين والمدربين بعد تطبيق التقنية؟
- بالتأكيد، لاحظت التزاما أكبر واحتجاجات أقل، الجميع بات يدرك أن التقنية ستكشف الحقيقة خلال ثوان، ما خلق بيئة أكثر عدلا وهدوءا.
* كيف ترى جاهزية الكوادر البحرينية لمواكبة التقنيات الحديثة في التحكيم؟
-الكوادر البحرينية لديها شغف كبير بالتعلم والانفتاح على كل جديد، الاتحاد يعمل باستمرار على تنظيم ورش ودورات تدريبية لرفع كفاءة الحكام، ما يجعلنا قادرين على مواكبة أحدث تقنيات العالم.
* هل تفكر في التخصص مستقبلا في التحكيم عبر تقنية الفيديو فقط؟
-أحب التحكيم الميداني كثيرا لأنه يمنحني التفاعل المباشر مع اللاعبين والجماهير، لكن في الوقت ذاته أجد متعة في العمل على الجلنج، بالنسبة لي، كلاهما يكمل الآخر.
* لو خيرت بين التحكيم الميداني وإدارة الجلنج، أيهما تختار ولماذا؟
-لو خيرت بين الميداني والجلنج سأختار التحكيم الميداني لأنه يضعني في قلب الحدث، لكنه لا يمنعني من الاستمتاع بالعمل عبر الفيديو في بعض البطولات.
* ما نصيحتك للحكام الشباب الذين يرغبون في دخول هذا المجال؟
-أنصحهم بتطوير مهاراتهم البدنية والفنية أولا من خلال قراءة القانون وكتيب الحالات، ثم الاستعداد لتعلم التقنيات الحديثة مثل الجلنج والتسجيل الإلكتروني. المستقبل سيكون لمن يجمع بين الخبرة الميدانية والمهارة التقنية.
* كيف ترى مستقبل التحكيم في الكرة الطائرة خلال السنوات القادمة؟
-المستقبل واعد وأكثر دقة، والتكنولوجيا ستصبح عنصرا أساسيا في كل بطولة، لكن الحكم سيبقى العنصر البشري الرئيسي مع دعم تقني متطور.
* هل تتوقع دخول تقنيات جديدة أخرى لدعم التحكيم قريبا؟
-أتوقع دخول الذكاء الاصطناعي في تحليل الكرات والقرارات، وربما تقنيات ثلاثية الأبعاد لتوضيح المسارات بدقة أكبر، بالفعل هناك شركات كبرى أدخلت تقنيات مثل «عين الصقر»، وهي شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي.
* ما خطتك لتطوير نفسك على المستوى الدولي في هذا المجال؟
-أحرص على حضور الدورات الدولية المعتمدة والمشاركة في النقاشات الخاصة بالقانون، إضافة إلى متابعة كل تحديثات اللوائح وأحدث تقنيات التحكيم.
* ما أصعب موقف مررت به كحكم، وكيف تعاملت معه؟
-في عام 2009، كنت حكما أولا في مباراة، وخلالها وردت عدة اتصالات اضطر مشرف المباراة للرد عليها، ليتضح أن زوجتي قد دخلت غرفة العمليات لولادة ابني الثاني، عشت لحظات صعبة بين البقاء لإكمال المباراة أو التوجه إلى المستشفى.
* من هو الحكم أو الشخصية التي تلهمك في مسيرتك التحكيمية؟
-أستلهم من كبار الحكام الدوليين الذين أسسوا للتحكيم الحديث، ومن رؤساء لجنة الحكام في الاتحاد البحريني للكرة الطائرة.
* ما الرسالة التي تحب توجيهها للجمهور حول عمل الحكم وتقنية الجلنج؟
-أقول للجمهور إن الحكم بشر يخطئ ويصيب، لكن التقنية وجدت لتقليل الخطأ وضمان العدالة، هدفنا أن نحافظ على متعة اللعبة ونضمن تكافؤ الفرص، الجلنج لا يلغي دور الحكم بل يعززه، ليكون القرار أقرب ما يكون للصواب.
من خلال هذه التجربة الغنية، يثبت الحكم الدولي سيد جعفر سيد حسين أن التحكيم لم يعد مجرد صفارة وقرار، بل تحول إلى علم وتقنية تحتاج لوعي وثقافة وصبر ودقة، وبين شغفه بالميدان ومتعة التقنية، يواصل مشواره برؤية متفائلة لمستقبل التحكيم المحلي، مؤكدا أن التكنولوجيا مهما تطورت، ستبقى رهينة لضمير الحكم وعدالته، فهي أداة مساندة وليست بديلا عن الإنسان.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
حميد بن راشد: يوم العلم تجديد للعهد لتبقى راية الوطن خفاقة بالعز والمج...
الاحتلال يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار.. إصابات وقصف على خان يونس...
40ألف مشارك في "تحدي دبي للدراجات الهوائية"...
بعد اتهامات ترامب.. الصين تنفي إجراء تجارب للأسلحة النووية...
أسواق الأسهم اليابانية في عطلة رسمية احتفالاً بيوم الثقافة...
البرلمان العربي يؤكد ضرورة التكامل العربي الإسلامي لمواجهة التحديات ...