ذكاء اصطناعي وهمي وصفقات مزيفة.. قصة سقوط شركة برمجيات واعدة

(MENAFN- Al-Bayan) ">انهارت شركة "بيلدر إيه آي" للبرمجيات في يونيو 2025، بعد سلسلة من الفضائح المالية والتقنية التي هزت قطاع الذكاء الاصطناعي. الشركة، التي كانت تُروج لتطوير التطبيقات باستخدام الذكاء الاصطناعي، تبين لاحقًا أنها اعتمدت على مهندسين بشريين في الهند لأداء معظم الأعمال، مما أثار تساؤلات حول مصداقية تقنياتها.

في مايو 2025، أعلنت الشركة عن إجراءات إفلاس بعد أن استولى المقرضون على معظم أموالها. أظهرت التحقيقات أن إيراداتها لعام 2024 كانت أقل بكثير من المعلن، مما دفعها إلى تقديم طلب إفلاس رسمي في يونيو 2025.

هذه الحادثة سلطت الضوء على أهمية الشفافية والمصداقية في وعود الشركات الناشئة، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي.

التقارير كشفت أن الشركة كانت تضخم إيراداتها وتسوّق مشاريع غير موجودة، بينما كان معظم العمل يُنجز بواسطة مهندسين بشريين وليس عبر الذكاء الاصطناعي كما كان يُعلن. هذه الممارسات أدت إلى فقدان ثقة المستثمرين والعملاء على حد سواء، وسرعان ما انهارت الشركة، مخلفة وراءها خسائر مالية كبيرة وسمعة متضررة بشكل كامل.

الحادثة أثارت جدلاً واسعًا حول مصداقية الشركات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في التسويق لأعمالها، وأصبحت درسًا مؤلمًا يذكر المستثمرين والقطاع التقني بأهمية التحقق من الواقع وراء الوعود الكبيرة.

الشركة التي رفعت شعار "التطبيقات تُبنى بالذكاء الاصطناعي" وجذبت استثمارات من عمالقة التكنولوجيا وصناديق استثمارية كبرى، تواجه الآن اتهامات بأنها زيّفت صفقات تجارية بغرض تضخيم إيراداتها وإظهار نمو وهمي أمام المستثمرين.

صفقات بلا خدمات حقيقية

وفقًا تقرير لـ "bloomberg"، اتُّهمت شركة بيلدر بأنها دخلت في تعاملات "غير حقيقية" مع شركة هندية بارزة تُدعى فيرس للابتكار (المالكة لتطبيق الأخبار دايلي هانت)، بين عامي 2021 و2024.

وبحسب المصادر، اعتمدت الشركة على ما يُعرف بممارسات "الفواتير الدوّارة"، أي تبادل فواتير بين الطرفين بمبالغ متقاربة، دون أن تقابلها خدمات أو منتجات فعلية. الهدف: إظهار أرقام مالية ضخمة تضاعف من قيمة الشركة وتجذب المزيد من الاستثمارات.

ردود متباينة

شركة فيرس رفضت الاتهامات ووصفَتها بأنها "باطلة ولا أساس لها"، مؤكدة أنها لم تشارك في أي تضخيم للإيرادات.

أما "بيلدر إيه آي"، فقد حاولت الإدارة الجديدة بقيادة مانبريت راتيا تدارك الأزمة بعد استقالة المؤسس ساتشين ديف دوغال. وأقرّت الإدارة بوجود مشكلات في المرحلة السابقة، لكنها أكدت أن ما تم كشفه“يعود إلى ممارسات إدارية سابقة” وأنها تعمل الآن على إعادة بناء الثقة.

الانهيار السريع

الفضيحة لم تتوقف عند الاتهامات فقط، بل أدّت إلى تداعيات مالية كارثية. بعد أن اكتشف المقرضون أن الأرقام المعلنة لا تعكس الواقع، قاموا بمصادرة حسابات الشركة. النتيجة عجز مالي خانق أجبر بيلدر على التقدّم بطلب إفلاس رسمي في يونيو 2025.

مع انهيار الثقة، تم تسريح ما يصل إلى 80% من موظفي الشركة، وتراجعت توقعات الإيرادات لعام 2024 بشكل حاد مقارنة بما كانت تعلنه سابقًا.

خفايا الذكاء الاصطناعي

الأزمة أثارت أيضًا تساؤلات حول مدى اعتماد الشركة على الذكاء الاصطناعي بالفعل. فبينما سوّقت بيلدر نفسها على أنها منصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتسريع بناء التطبيقات، تبيّن أن جزءًا كبيرًا من العمل كان يتم بواسطة مهندسين بشريين يعملون خلف الكواليس، في تناقض مع الصورة التسويقية للشركة.

دروس للمستثمرين والقطاع

سقوط "بيلدر إيه آي" تمثل جرس إنذار بشأن حوكمة الشركات الناشئة ومدى التحقق من وعودها التسويقية. ففي سباق الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، يبدو أن بعض الشركات تميل إلى تضخيم قدراتها أو التلاعب بأرقامها لتأمين التمويل.

القضية أيضاً تمثل تحذيراً للمستثمرين، أن التحقق والشفافية أهم من الشعارات، حتى لو كانت الشركة مدعومة من أسماء لامعة.

قصة بيلدر تكشف الوجه المظلم من“طفرة الذكاء الاصطناعي” وتؤكد أن القطاع بحاجة ماسّة إلى رقابة صارمة، شفافية حقيقية، ومحاسبة جادة.

MENAFN24092025000110011019ID1110104622

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.