
كارثة بيئية تهز العالم.. أحد أكبر بحار العالم يحتضر
بحر قزوين، أكبر مسطح مائي داخلي مغلق على وجه الأرض يعد رمزاً ثابتاً لجغرافيا آسيا الوسطى، ولكنه الآن يتقلص بسرعة كبيرة لدرجة أنه انخفض إلى أقل من أدنى مستوى مسجل له منذ بدء القياسات الحديثة، حيث انخفض إلى أقل من -29 متراً، وفقاً لمعهد أبحاث مصايد أسماك بحر قزوين الروسي وفق ديلي جالاكسي.
تسارعت الأزمة، التي تتشكل منذ عقود، بشكل حاد في السنوات الأخيرة بحسب بحث نُشر في مجلة "اتصالات الأرض والبيئة" التابعة لمجلة "نيتشر"، وبناءً على سيناريوهات الانبعاثات العالمية، قد ينخفض منسوب بحر قزوين بما يصل إلى 18 مترًا بحلول نهاية القرن.
وحتى في ظل ارتفاع معتدل في درجات الحرارة، يُتوقع انخفاض يتراوح بين 8 و10 أمتار ، وهو ما يكفي لاستنزاف مساحات شاسعة من حوضه الشمالي وتغيير البيئة المحيطة به بشكل دائم.
في حين أن بيانات الأقمار الاصطناعية من وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة ناسا تتبعت التغيرات التدريجية منذ تسعينيات القرن العشرين، فإن الأرقام الأكثر حداثة تظهر اتجاها جديدا مذهلا: خسارة سنوية تصل إلى 30 سنتيمترا منذ عام 2020، وهو ثلاثة أضعاف المعدل السابق.
لا يُعزى انكماش البحر إلى تحويلات المياه البشرية فحسب، كما كان الحال في بحر آرال، فالعامل الرئيسي هو ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على التبخر .
ووفقاً للباحث الرئيسي في الدراسة، ماتياس برانج من جامعة بريمن ، فإن الاحترار يُطلق "نقطة تحول هيدرولوجية" حيث يفوق التبخر الآن هطول الأمطار وتدفق الأنهار، وخاصةً من نهر الفولغا ، الذي يُسهم بنسبة 80% من المياه العذبة في بحر قزوين.
يقول الدكتور سيرجي ف. ميلنيكوف ، الباحث الأول في معهد كاسبنيرك: " البحر ينزف بالفعل، فالتبخر يتزايد، وتدفق المياه الداخلة يتناقص، وكل هذا يتفاقم بسبب الاستخدام البشري للزراعة والصناعة، الحوض الشمالي يتحول بالفعل إلى صحراء".
الموانئ وخطوط الأنابيب والسياسةمع تراجع بحر قزوين، تمتد آثاره السلبية إلى كازاخستان وروسيا وأذربيجان وإيران وتركمانستان، أصبحت مرافق الموانئ في أكتاو وباكو بأكملها معزولة على بُعد أميال من الساحل، وتُجبر الشركات على حفر قنوات أطول لمجرد الحفاظ على إمكانية الوصول إلى منصات النفط والغاز البحرية.
والأهم من ذلك، أن قناة فولغا-دون ، الرابط البحري الوحيد بين بحر قزوين والبحر الأسود ، تواجه الآن تراجعًا في قابلية الملاحة، وهذا يُهدد ما يُسمى " الممر الأوسط "، وهو طريق تجاري استراتيجي يربط الصين بأوروبا ويتجاوز روسيا.
تقول الدكتورة نيجار بيراموفا ، خبيرة السياسات المائية في جامعة باكو الحكومية : "لا يقتصر الأمر على المناخ فحسب، بل يتعلق بالجغرافيا السياسية" . وتضيف : "لا يُعد بحر قزوين حيويًا للتجارة فحسب، بل لأمن الطاقة. ومن شأن اختفائه أن يُعيد تشكيل التوجهات الاقتصادية في المنطقة".
التداعيات العالميةيُنظر إلى جفاف بحر قزوين باعتباره مؤشراً على مستقبل أنظمة المياه الداخلية في جميع أنحاء العالم ، حيث يُقارن الباحثون بينه وبين الأزمات في بحيرة تشاد ، وبحيرة الملح الكبرى ، وبحيرة تيتيكاكا .
وتُعد الأحواض الداخلية - البحيرات التي لا تتدفق منها المياه - حساسة بشكل خاص للتغيرات المناخية، ويُمثل بحر قزوين مؤشرًا تحذيريًا لها.
تُظهر التوقعات باستخدام أحدث نماذج المناخ CMIP6 أنه ما لم تنخفض الانبعاثات بشكل حاد، فإن الاحتباس الحراري وحده قد يدفع مستوى سطح البحر إلى الانحدار النهائي، ويمكن لارتفاع درجة الحرارة العالمية بمقدار درجة مئوية واحدة أن يُؤدي إلى انخفاض إضافي في مستوى سطح البحر بمقدار مترين تقريباً.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
سفير كازاخستان في الأردن: رحلات طيران مباشرة مع الأردن العام المقبل...
بيجو لايف تحتفل باليوم الوطني السعودي في سوق البث المباشر البالغ 16 مل...
إذاعة الأولى تطلق دورتها البرامجية الجديدة...
ختام سباق ماراثون سور الصين العظيم – هواريو وسباق زايد الخيري 2025 بمش...
تكريم مدرسة النور العالمية بالدرع الذهبي من قبل هيئة جودة التعليم وا...
نيابة الاتجار بالأشخاص تحصل على الجائزة الدولية للتميز من الجمعية ال...