معرض الكتاب بين ارتباك المواعيد وتشتت المكان - جريدة الوطن السعودية

(MENAFN- Al Watan) يمثل معرض الكتاب الدولي في أي دولة واجهةً حضارية، وركيزةً أساسية في خارطة الفعاليات الثقافية. وثبات موعده واستقرار مكانه يعدان من أبرز مقومات نجاحه، ويجعلان منه حدثًا ينتظره القارئ والناشر والكاتب على حد سواء، ويخطط له الجميع بوضوح واحترافية.
غير أن ما نشهده في المملكة يثير تساؤلات مشروعة؛ فكل عام يتبدل تاريخ المعرض، ويتغير موقعه، وكأننا أمام فعالية تجريبية تبحث عن هويتها، لا حدثًا ثقافيًا راسخًا يُفترض أن يُدار بأعلى درجات المهنية والتنظيم.
هذه الارتباكات المتكررة لا تربك الزوار فحسب، بل تعطل الناشرين، وتضعف أثر المعرض، وتحد من قدرته على أن يكون منصة فاعلة تليق بمكانة المملكة وطموحاتها.
إن هيئة الأدب والنشر والترجمة مطالَبة بإعادة النظر في طريقة إدارتها لهذا الحدث.
فالمعرض ليس مهرجانًا متنقلًا أو نشاطًا موسميًا عابرًا، بل هو مؤسسة ثقافية يجب أن تُبنى على أساس الثبات، وأن ترسخ في ذاكرة المجتمع بموعدٍ محدد ومكانٍ ثابت، شأنه شأن كُبريات معارض الكتب في العالم، من فرانكفورت إلى القاهرة.
العالم ينظر إلى معارض الكتب الدولية بوصفها منصات للتأثير الثقافي والدبلوماسي، ونحن نملك كل مقومات الريادة: سوق نشر واعد، وجمهور قارئ متعطش، وحضور لافت لدور النشر العالمية.
لكننا نخسر كثيرًا حين يظهر هذا الحدث بصورة مرتبكة، توحي بأن الثقافة تُدار بعقلية ((التجريب المستمر)).
الثقافة لا تنمو وسط الفوضى، ولا تزدهر على أرضية غير مستقرة. هي بحاجة إلى وضوح، وثبات، وتخطيط بعيد المدى يضمن لها الحضور الدائم والتأثير المستمر.

MENAFN23092025000089011017ID1110100961

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.