"نسيج" فني بانورامي في "تشكيل" يسرد حكايات الذاكرة والانتماء

(MENAFN- Al-Bayan) بين الذاكرة والارتحال، تنسج الفنانة التشكيلية السورية – اللبنانية رنيم الحلقي، وفي أول معارضها الفردية، ضمن مركز ((تشكيل)) بدبي، سرديات شيقة حافلة بقصص الذاكرة والانتماء، تستحضر الماضي الشخصي والذاكرة الجماعية، ويتضمن المعرض القائم تحت عنوان ((نسيج من الارتحال))، أعمالاً بصرية متعددة الطبقات، تجسد ثمرة عام كامل من البحث والتجريب، ضمن برنامج ((الممارسة النقدية))، الذي يحتضنه المركز.

ويعكس هذا المعرض، الدور الحيوي الذي يلعبه ((تشكيل)) في دعم الفنانين في الإمارات، عبر توفير: الاستوديوهات، التمويل، الإشراف النقدي المتخصص، الذي يمنحهم مساحة للتجريب وصقل تجاربهم الفنية. فمنذ تأسيس برنامج ((الممارسة النقدية)) عام 2014، شكّل هذا الإطار منصة نادرة، تتيح للفنانين المقيمين تطوير مشاريع طموحة، تتجاوز حدود الممارسة التقليدية، وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة في البحث الفني والتعبير البصري.

عوالم

في ((نسيج من الارتحال))، تفتح رنيم أرشيفاً من الذكريات الشخصية المرتبطة بجدتها ((أميّة))، ومنزل العائلة الدمشقي، لتعيد صياغته بلغة الفن المعاصر، من خلال الطباعة على: الأقمشة، السيانوتايب، التسجيلات الصوتية، والمنسوجات المطبوعة. وتتقاطع في هذه الأعمال مع: الاغتراب، الاسترجاع والانقطاع، لتطرح تساؤلات حول الهوية والانتماء، وكيف يمكن للفن أن يحفظ الذاكرة في زمن التحولات.

هوية

((البيان)) التقت بالفنانة رنيم الحلقي، إذ تحدثت عن تجربتها وأفكارها، وكيفية تحويلها الذاكرة والهجرة والفقد، إلى لغة بصرية: ((المعرض يجسد عملي في مختلف المجالات، فأنا مصممة جرافيك وفنانة تشكيلية. إن موضوع الهوية البصرية كان ويبقى محور عملي، وبما أن هذا أول معرض خاص لي، ففضّلت أن أعود إلى قصتي الشخصية مع جدتي، وكيف بُني العمل الفني خلال عشر سنوات. وكأنني رجعت خطوة إلى الوراء، وبدأت من البداية، متفرعة مثل الجذور التي تعود إلى الأصل)).

وعن دور الفن في حفظ الذاكرة الفردية والجماعية، أشارت الفنانة إلى أن ((الفن يوثق الثقافة والتقاليد التي نخسرها، حيث إنه قادر على أن يخاطب عوالم مختلفة، بطرق جميلة وطبيعية. فكلما تقدمنا نحو المستقبل وابتعدنا عن الملموس، كالورق والمنسوجات، تزداد الحاجة إلى أن يوثق الفن تلك التفاصيل ليحفظها من النسيان)).

وفي ما يتعلق بتداخل الفن مع التصميم والطباعة، أوضحت: ((مشروعي منذ التخرج بعنوان (50 متراً من قصص أمية)، كان أقرب للفن منه إلى الجانب التجاري، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت أعمالي مزيجاً من العالمين، سواء كان المشروع فنياً أو بتكليف، يظل البحث والقصص والمحادثات أساس العملية التي تدمج العمل مع بعضه)).

اتجاهات

أما عن الرسالة التي تود أن يخرج بها الزوار من المعرض، فقالت: ((المعرض يطرح أسئلة متكررة في ذهني عن الانتماء، وهي أسئلة بلا إجابات حاسمة. أنا مغتربة، ولم أعش في دمشق، لذلك تساءلت: كيف ينتمي المرء لمكان؟ وما معنى الانتماء؟ أحب أن يخرج الزوار بوعي تجاه هذه الأسئلة، ليطرحوا بدورهم تساؤلاتهم الخاصة)).

وأضافت: ((الاتجاهات الفنية بالنسبة لي مرتبطة بإجراءات العمل الفني، والقصص التي تكبر معي. في هذا المعرض، مثلاً، نلمس الحاضر من خلال تفاصيل شوارع الإمارات، كما هو واضح في الجزء الرابع)).

وفي تقييمها للمشهد الفني في الإمارات، أكدت رنيم أن ((المشهد الفني في الدولة تطوّر بشكل لافت، وأصبح أكثر تميزاً، على المستويين الفكري والإبداعي. هناك اليوم تنوع في الإبداعات، يعكس هوية المجتمع الإماراتي، وتعدد الثقافات المقيمة، ما أتاح فرصاً أوسع للتجريب والتعبير، وأسهم في ترسيخ مكانة الدولة وجهة إبداعية رائدة، خاصة من خلال المنصات الداعمة، مثل تشكيل)).

جسر للتواصل

وحول دور الفن كجسر للتواصل بين الثقافات، ختمت بقولها: ((الفن في الإمارات يلعب دوراً محورياً في خلق لغة مشتركة بين الثقافات المتنوعة. المعارض والمشاريع تتيح مساحات للتبادل، حيث يلتقي المحلي بالعالمي. كما أن الفن المعاصر يسهم في صياغة هوية بصرية جديدة للمنطقة، تستند إلى التراث والذاكرة، لكنها منفتحة على التجريب والابتكار، وهو ما يجعل الهوية بصرية متحركة ومتعددة الطبقات)).

MENAFN22092025000110011019ID1110096643

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.