
محمد أبو رمان: عملية الجسر مرآة للتحوّلات الإقليمية وليست مجرد فعل فردي
وأوضح أبو رمان أنّ المؤشرات الأولية لا تدل على انتماء القيسي لأي حزب أو جماعة منظّمة، مرجحاً أن تكون العملية أقرب إلى الفعل الفردي المدفوع بمشاعر الغضب إزاء ما يجري من إبادة علنية في غزة، لكنه شدد في الوقت ذاته على خطأ النظر إليها بمعزل عن السياقات المحلية والإقليمية.
وأشار الكاتب إلى أنّ الأردن شهد في الفترة الأخيرة سلسلة من الأحداث المترابطة، بدءاً بمحاولة شابين من جماعة الإخوان النزول إلى الميدان، مروراً بقضية ماهر الجازي، وملفات تصنيع الأسلحة والتهريب المرتبطة بمتعاطفين مع حركة حماس، وصولاً إلى اعتقالات في صفوف التيار السلفي الجهادي. كل ذلك – بحسب أبو رمان – يعكس حالة متراكمة من الغضب الشعبي والاحتقان التي لم تعد مرتبطة بفئة بعينها، بل شملت مختلف الأعمار والمستويات الاقتصادية والتعليمية، لتشكّل مزاجاً عاماً متصاعداً يتجاوز الحواجز التقليدية بين الطبقات والأجيال والمناطق.
أما على الجانب الإسرائيلي، فيرى أبو رمان أنّ رد الفعل السريع بربط العملية بخطاب "التحريض" الدبلوماسي الأردني يعكس التحوّلات الجارية، مشيراً إلى أنّ الإعلام والسياسة في إسرائيل، خصوصاً الأوساط اليمينية والصهيونية المسيحية، كثّفت مؤخراً من استهداف الأردن إلى جانب قطر وتركيا، في ظل حالة توتر متزايدة مع هذه الدول.
ووضع أبو رمان هذه التطورات في إطارها الإقليمي، مؤكداً أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر تصريحاته ومواقف وزير خارجيته مايك روبيو، منحت ضوءاً أخضر لنتنياهو لمواصلة سياسات التهجير والإبادة في غزة، وربما ضم الضفة الغربية وإلغاء السلطة الفلسطينية. وبرغم ما يُشاع عن خلافات بين الطرفين، يرى الكاتب أنّ الواقع يشير إلى تفاهم عميق بين واشنطن وتل أبيب، وهو ما يغذّي مشاعر الغضب في المنطقة ضد إسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء.
في المقابل، لفت أبو رمان إلى بوادر تحركات عربية وإسلامية مهمة، مثل التقارب الأردني – القطري، والاتفاقية الدفاعية بين السعودية وباكستان، وتراشق الخطابات بين نتنياهو وأردوغان، واعتبرها خطوات أولية نحو بناء تحالف إقليمي قادر على مواجهة السياسات الإسرائيلية. لكنه شدّد على أن هذه الخطوات لا تزال متفرقة وتحتاج إلى مزيد من التنسيق وصياغة خطاب سياسي واحد يرفع الكلفة السياسية والاقتصادية للدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل.
وختم أبو رمان مقاله بالتأكيد على أنّ "عملية الجسر" ليست فعلاً فردياً معزولاً ولا مجرد انفعال عشائري، بل مرآة تعكس المزاج الشعبي المتصاعد، ونتاج لحظة سياسية إقليمية خطيرة، محذراً من أنّ استمرار الانسداد الرسمي العربي أمام مشهد الإبادة في غزة قد يدفع إلى سيناريوهات أكثر قسوة وتهديداً للاستقرار الداخلي، ما لم يُترجم هذا الغضب إلى قوة سياسية منظّمة وتحالفات إقليمية فاعلة.

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
دور المدينة المنورة في تحقيق رؤية السعودية 2030...