هل نودع فواتير الكهرباء قريباً؟... الجليد المملح يحوّل برودة الشتاء إلى كهرباء

(MENAFN- Al-Bayan) في اختراق علمي مذهل، اكتشف فريق من الباحثين في جامعة شيان جياوتونغ الصينية طريقة لتوليد الكهرباء من الجليد المملح، ما يفتح آفاقا جديدة للطاقة النظيفة والمستدامة، وقد يغير مستقبل صناعة الطاقة التقليدية.

تقوم الفكرة على ظاهرة تعرف باسم الكهرباء الانكسارية (Flexoelectricity)، حيث يمكن لثني الجليد أن يولد تيارا كهربائيا. وأظهرت التجارب أن إضافة الملح العادي إلى الجليد يعزز قدرة التوليد بشكل كبير، بحيث يمكن إنتاج شحنة كهربائية تصل إلى 1000 مرة أكثر من الجليد النقي، وفقا لموقع energy-reporters.

وقال الباحثون إن سر هذه الكفاءة العالية يكمن في القنوات المجهرية المملوءة بالمياه المالحة داخل الجليد. فعندما ينحني الجليد، تتدفق المياه داخل هذه القنوات، مكونة تيارا كهربائيا مستمرا. وبهذه الطريقة، يتحول الجليد من مجرد عنصر شتوي مزعج إلى مصدر محتمل للطاقة النظيفة، وهو اكتشاف قد يكون حاسما في مواجهة تحديات تغير المناخ وطلب الطاقة العالمي المتزايد.

ويشير العلماء إلى أن هذه التقنية يمكن أن تُستغل في المناطق الباردة التي تعاني من ندرة مصادر الطاقة التقليدية، كما أن لها تطبيقات محتملة على الأقمار الجليدية للكواكب الأخرى، حيث يمكن استخدام الجليد لتوليد الطاقة في بيئات فضائية طبيعية.

ورغم هذه الإمكانيات الواعدة، يواجه العلماء تحديات كبيرة قبل تحويل الفكرة إلى تطبيق عملي. من أبرز هذه التحديات نقص الكفاءة الميكانيكية للجليد الملحي، إذ إن الانحناء المتكرر يقلل من القدرة على التوليد بنسبة تصل إلى 80%. كما أن كفاءة الأجهزة الحالية أقل من الأجهزة الكهروضغطية التقليدية، ويُفقد جزء كبير من الطاقة على شكل حرارة. لذلك، يتطلب الأمر مزيدا من البحث لتقليل فقدان الطاقة وزيادة عمر الأجهزة وتحسين متانتها.

ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن تغطية الجليد حوالي 10% من سطح الأرض تمثل موردا هائلا وغير مستغل للطاقة النظيفة، يمكن أن يغير طريقة إنتاج الكهرباء في المناطق القطبية والمناطق الباردة حول العالم.

ويرى الباحثون مستقبلا يكون فيه الجليد عنصرا رئيسيا في إنتاج الطاقة النظيفة، ليس فقط على الأرض بل وعلى المستويين الفضائي والكوكبي، حيث يمكن تطوير تقنيات مشابهة لتوليد الكهرباء على الأقمار الجليدية. ويؤكد هذا الاكتشاف على أهمية البحث العلمي في تحويل ما كان يُعتبر خطرا أو عائقا إلى فرصة واعدة لمستقبل الطاقة المستدامة.

يُعد هذا الإنجاز خطوة كبيرة نحو تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ويعكس الدور المتنامي للتقنيات المبتكرة في مواجهة التحديات المناخية والاقتصادية في القرن الحادي والعشرين.

MENAFN21092025000110011019ID1110089335

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

آخر الأخبار