المتاحف الخاصة في الإمارات.. ذاكرة وطنية بجهود تتحدى الصعاب

(MENAFN- Al-Bayan) حسٌّ وطني أصيل، وإيمان بقيمة التاريخ الساكن في الآثار، وحرص على توثيق سيرة الإنسان الإماراتي على هذه الأرض، هذه العوامل كلها دفعت الكثير من مواطني دولة الإمارات إلى تأسيس متاحف خاصة بهم، تزخر بروائح الماضي وعبق تفاصيله.

وبذل أصحاب تلك الجهود المقدَّرة ما في وسعهم في سبيل حماية التراث، لكنَّ تحديات لا تزال تعوق الخطى الحثيثة في هذا الاتجاه، الأمر الذي يفرض الوقوف على المسألة ودراستها، والعمل على تقديم الدعم الكافي.

شغف وتحديات

وقالت الدكتورة رفيعة غباش مؤسِّسة متحف المرأة في دبي، لـ((البيان)): إن المتاحف الخاصة تشكِّل شغفاً عند من يهتمون بموضوع محدَّد، ويجمعون مقتنيات تتعلَّق به، لكنَّ أولئك الهواة لم يسعهم إلا أن يخصِّصوا غرفاً في بيوتهم للحفاظ على ما جمعوه، مشيرةً إلى أنها أثارت في وقت سابق، عبر منصات التواصل الاجتماعي، التحديات التي تواجه تلك المتاحف.

وأضافت قائلة : ((تجاوبت وزارة الثقافة وهيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، ودائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، في ما ينبغي القيام به تجاه المتاحف الخاصة))، لافتةً إلى أنه ما زالت هناك تحديات تواجه المتاحف الخاصة.

وألمحت إلى الجهد الكبير الذي بذلته في سبيل إنشاء متحفي المرأة والفن، وما أنفقته خلال ذلك من أموال، بهدف أن يوازي مستواهما المتاحف العالمية، مؤكدةً أنها وظَّفت لتحقيق هذا الحلم، الذي لم يسبق له مثيل في الإمارات، خبرتها الأكاديمية والبحثية، بصفتها بروفيسورة في مجال الطب، ما مكَّنها من البحث والتوثيق والعرض بدقة عالية، اعتماداً على أفضل وسائل العلم.

ورأى الدكتور نجيب الشامسي مؤسس متحف رأس الخيمة، أن المتاحف الخاصة تحتاج إلى دعم كبير وإعادة تأهيل، لتؤدي دورها الوطني، لأنها في حقيقتها مخازن تفتقر إلى المعالجة، وتهوية ما تحويه من مقتنيات، داعياً الدوائر المحلية في الإمارات، إلى تقديم الدعم المادي بصورة شهرية لتلك المتاحف، حتى تغطي التزاماتها من طاقة كهربائية، وتوفير مساحات مخصصة.

وقال الشامسي: ((هناك عدد من أبناء الإمارات يمتلكون متاحف خاصة، أنفقوا عليها من جيوبهم، ليعبِّروا من خلالها عن حس رفيع تجاه وطنهم، وانتماء إلى موروثهم الشعبي، واعتزاز بالهوية الوطنية))، مشيراً إلى أن هذه المتاحف يربو عددها على نحو 110 متاحف، وتشتمل على مخطوطات ووثائق نادرة، ومع ذلك تفتقر إلى الوضعية الصحيحة، التي يمكن أن تدعم السياحة الإماراتية.

وشدد على ضرورة إصدار قانون ينظم عمل المتاحف الخاصة، ويوضح الفرق بين المقتنيات التراثية والأثرية وضوابط اقتنائها، مؤكداً أهمية توفير تقنيات متطورة، وخبراء يساعدون على حفظ مقتنيات المتاحف من التلف الذي قد تتعرض له بسبب طريقة الحفظ، وتسجيل وتوثيق القطع الأثرية الأصيلة في كل متحف، وإصدار شهادات خاصة بذلك.

MENAFN20092025000110011019ID1110088722

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.