
الممر الأمريكي شمال إيران
ولا تزال فرص إنهاء أي منهما بعيدة عن التحقيق، وهو ما يسبب قدراً كبيراً من الإحراج لإدارته وللفريق الذي دعمه وجاء به إلى سدة الحكم في حملة انتخابية أحد أبرز شعاراتها الرئيسية إطفاء الحروب المشتعلة في العالم.
على محور آخر، وفي السياق نفسه، عمل الإعلام الموالي للرئيس ترامب على الترويج بأن الرئيس ترامب هو من قام باحتواء الخلاف المتفجر بين الهند وباكستان، الذي انعكس في مواجهة جوية بين قوتيهما، وهو خلاف مزمن بين البلدين النوويتين على خلفية قضايا عدة، أبرزها قضية كشمير.
وهو -أي الرئيس ترامب- من منع تطور هذه المواجهة إلى صدام حقيقي بين البلدين.. ادعاء سارع رئيس الوزراء الهندي إلى نفيه، وعزا تسوية النزاع إلى جهوده مع الرئيس الباكستاني لتطويق تداعياته، ما أوجد قدراً من التوتر في العلاقات الأمريكية الهندية.
وعلى محور ثالث تأتي الهجمة الإسرائيلية على الدوحة لتفرض دلالات تتجاوز في أهميتها ما هو معلن، وهو القضاء على قيادة حركة حماس التي تُجري مفاوضات ترعاها الإدارة الأمريكية، إلى التبشير بمعالم الشرق الأوسط الجديد، وإلى الصوت المرتفع المتوقع لإسرائيل في أرجائه لتزيد من متاعب الرئيس الأمريكي في تنفيذ أجندته السياسية على مستوى المنطقة، وهو بهذه الدرجة من الضعف في مواجهة التحديات العالمية.
الرئيس الأمريكي يحرص على ترك بصمة متميزة على معالم الوضع السياسي في العالم، إلا أن منطقة الشرق الأوسط كانت محور اهتمامه؛ لأنها الأطوع لتحقيق ذلك أمام الضغوطات الأمريكية من منطلقين اثنين:
أولهما ضمان مظلة أمنية وقائية لإسرائيل -كما عهدنا في الإدارات الأمريكية المتعاقبة جمهورية وديمقراطية- وثانيهما لأن هذه المنطقة أكثر مناطق العالم ثراء بالأزمات التي تمس تداعياتها مصالح الدول العظمى، وبالأخص مصالح بلاده على المستوى العالمي.
الولايات المتحدة لها قدرات على فرض سياسات في هذه المنطقة من منطلقات عدة، فعلاوة على مداخل عدة وجدتها واشنطن جاهزة لولوجها في الشرق الأوسط منذ بدأ انشغالها برسم مستقبله بُعيد الحرب العالمية الثانية.
وجدت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي -مطلع تسعينيات القرن الماضي- مداخل جديدة تخدم رؤاها الحالية مستقبل السياسة الأمريكية في هذه المنطقة المهمة من العالم، فقد وجدت مدخلاً جديداً لفرض رؤاها لشرق أوسطي جديد، مستغلة الضعف الروسي في جنوب القوقاز بسبب الحرب في أوكرانيا، موظفة الصراع بين أذربيجان وأرمينيا.
وهما الدولتان القوقازيتان اللتان انفصلتا عن الاتحاد السوفيتي السابق مطلع تسعينيات القرن الماضي، ما يجعل لها مدخلاً جديداً يعزز من رؤيتها لمستقبل الشرق الأوسط.
تمكن مستشارو ترامب -في سياق صنع شرق أوسط جديد- من وضع الأسس لاتفاقية بين هاتين الدولتين من خلال إنشاء ممر زنغزور لربط أذربيجان بإحدى مقاطعاتها التي تفصلها أرمينيا عنها، وهو ممر يسمح لواشنطن بحقوق تطويره، ممر أمريكي يضع حدوداً شمالية لمنطقة الشرق الأوسط، ويعزل إيران عن دول القوقاز..
هذا الممر يمس مصالح دول عدة اقتصادياً في منطقة القوفاز، وتنظر له بعض الدول -أبرزها إيران- من زاوية أمنية تعزلها عن حليفتها أرمينيا، وتمنح الولايات المتحدة بعداً جديداً يعزز من قدراتها على محاصرتها، وتعده روسيا تجاوزاً لأبجديات ما تم التوافق عليه حول تبعية الدول التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي السابق.
فكرة إنشاء هذا الممر بدأت في العاصمة الأذربيجانية باكو، وقد دعمتها بقوة أنقرة التي يسمح هذا الممر لها بالوصول إلى آسيا الوسطى عبر باكو ونخجوان، من دون المرور بالأراضي الإيرانية، وهو ما يهمش دور إيران كممر ترانزيت رئيسي في المنطقة.
من السابق لأوانه الحكم على مدى نجاح الولايات المتحدة في تمرير هذه الاتفاقية، وإرساء قواعد وجودها على أرض الواقع في وجه العقبات التي تواجهها على مستوى إقليمي ودولي.
وفي سياق الأوضاع العالمية التي تزداد تعقيداً وخطورة، والتي تحمل نذر تأجيج الحروب لا إطفائها، أصدر الرئيس الأمريكي قراراً يحمل دلالات كثيرة مقلقة بإعادة تسمية وزارة الدفاع الأمريكية إلى الاسم الذي كانت تحمله قبل نشوب الحرب العالمية الثانية وهو وزارة الحرب.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
اتحاد التنس يجتمع مع ممثلي أندية التنس والأكاديميات...
كسوف الشمس.. كيف تعرف ناسا الزمان والمكان بدقة مذهلة؟...
شيماء منصور تكتب.. بين الفقد والجنون.. أحمد الرافعى مبدع يبحر في أعم...
مراقب جوى كاد يتسبب فى كارثة لطائرة بسبب نومه أثناء العمل.. اعرف الت...
المعابر والحدود: إغلاق معبر الكرامة غدا السبت...
الشرق الأوسط يقود الجهود العالمية نحو الذكاء الاصطناعي التوكيلي والتو...