"صوت التصعيد" يعلو في غزة بمواجهة الحراك

(MENAFN- Al-Bayan) ما الذي يجري في منطقة الشرق الأوسط هذه الأيام؟ قمة عربية وإسلامية في الدوحة، استعدادات لمؤتمر حل الدولتين، واجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، وتصعيد لمجريات الحرب في قطاع غزة، يقابله خنق بالحواجز العسكرية والبوابات الحديدية في الضفة الغربية، فهل ما يحدث مؤشر على صفقات جديدة؟

أسئلة أخذت تفرض نفسها، وسط تقلبات في المشهد، توحي بتصعيد قادم على المستويين السياسي والميداني، في وقت غابت فيه الحيوية الدبلوماسية، التي علّق عليها الفلسطينيون آمالاً، في تخفيف المخاطر الداهمة، أو بلورة حل عاجل، ربما كان في مرحلة ليست بعيدة، قاب قوسين، لكن سرعان ما توارى.

في غزة دخلت حرب الاقتلاع والإبادة المنعطف الأصعب، بتواصل عمليات التدمير المنهجي للأبراج والمعالم والمنازل ومراكز الإيواء، وحتى ((أشلاء الخيام)) بهدف فرض التهجير القسري على سكان مدينة غزة، الذين أصبحوا أمام خيارين لا ثالث لهما: النزوح أو الموت.

يأتي ذلك فيما استبق وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الاجتياح الكبير لمدينة غزة، بزيارة إلى تل أبيب، فيما بدا وكأنه ضوء أخضر لحكومة نتانياهو لعملية عسكرية واسعة في مدينة غزة، وإظهار قوة التحالف الأمريكي الإسرائيلي.

تراجُع مكانة إسرائيل الدبلوماسية دفعت روبيو على عجل إلى تل أبيب، في محاولة لترميم صورة إسرائيل التي تشوهت أخيراً في الساحة الدولية، واحتواء آثار العدوان الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، فضلاً عن مناقشة خطة العملية العسكرية على مدينة غزة، وضم الضفة الغربية.

ضغوط

وفق مراقبين فإسرائيل تستخدم الدبلوماسية أداة للحرب، ربما كي تستخدم الحرب تالياً امتداداً للدبلوماسية، فهي تنظر للمساعي السياسية بأنها هدوء يسبق العاصفة، إذ لا ترى في كل المبادرات والمقترحات أية أدلة أو مؤشرات تشي بأن أهدافها من الحرب على قطاع غزة قد تحققت، ولذا تواصل الضغط بالقوة العسكرية.

هذه المعطيات تدفع بالعديد من المحللين إلى استشراف سيناريوهات صعبة، فلا أحد في إسرائيل يمكنه مجرد التفكير، بأن المبادرات السياسية قادرة على تحويل حرب غزة إلى سلام دائم، ما لم يتم القضاء بالفعل على حركة حماس، كما وعد نتنياهو وأركان حكومته.

غضب عربي

الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، يرى أن إسرائيل زادت من حدة هجماتها بعد قمة الدوحة .وليس أدل على ذلك من أن الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة بدأ مع إسدال الستار على القمة العربية والإسلامية في الدوحة، مشدداً:

((إسرائيل وواشنطن ترقبان التداعيات المترتبة على الاجتماع المرتقب للأمم المتحدة، مع اتجاه العديد من دول العالم نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، ولذا جاءت زيارة روبيو لتنسيق ردود الفعل مع تل أبيب)).

والحراك السياسي من وجهة نظر مراقبين يبقى نشطاً في انتظار تطورات جديدة، بينما يترقب الفلسطينيون مؤتمر الأمم المتحدة، الذي يتولد في أحضان توتر إقليمي، وتباشير وصول المشهد الإقليمي إلى مستوى عالٍ من التعقيد.

MENAFN18092025000110011019ID1110082709

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.