ركاب طائرة يعيشون كابوساً مخيفاً.. بعد نوم المراقب الجوي

(MENAFN- Al-Bayan) أثار حادث غير مسبوق جدلاً واسعاً في فرنسا بعدما اضطرت رحلة إير كورسيكا XK777 القادمة من مطار باريس-أورلي إلى مطار أجاكسيو، إلى التحليق في أجواء كورسيكا لمدة ساعة و18 دقيقة بسبب نوم المراقب الجوي في برج المراقبة، في واقعة وُصفت بأنها تهديد خطير لسلامة الطيران المدني.

الطائرة، وهي من طراز إيرباص A320، واجهت موقفا بالغ الخطورة عند اقترابها من أجاكسيو، حيث لم تتلقَّ أي رد من برج المراقبة، كما كانت أضواء المدرج مطفأة، ما جعل الهبوط مستحيلا. ومع تعذر الاتصال بالجهات الأرضية، لجأ الطاقم إلى طلب المساعدة من فرق الإطفاء الموجودة في المطار، التي بدورها أخطرت قوات الدرك الفرنسي. وعند وصول فرق الطوارئ إلى برج المراقبة، اكتشفوا أن المراقب المناوب كان نائما أثناء أداء عمله، وفقا لموقع travelandtourworld.

الحادثة دفعت الطيار، وهو قائد مخضرم ذو خبرة تمتد لعقود، إلى وصف الموقف بأنه "نادر وصادم"، مؤكدا أنه لم يشهد مثيلا له طوال مسيرته. وأوضح أن غياب المراقب في لحظة حاسمة كهذه كاد أن يدفعهم إلى تحويل مسار الرحلة إلى مطار باستيا، لكن عدم وجود تنسيق رسمي حال دون تنفيذ الخطة.

وبعد نحو ساعة و18 دقيقة من الدوران في الأجواء، تم إيقاظ المراقب واستعادة العمليات بشكل طبيعي، ليُسمح للطائرة بالهبوط أخيرا في أجاكسيو. ورغم أن الرحلة انتهت بسلام ودون أضرار، فقد تأخر وصولها بما مجموعه ساعة و18 دقيقة، الأمر الذي أثار استياء الركاب ومخاوف الخبراء على حد سواء.

الحادث سلط الضوء على نقاط ضعف خطيرة في نظام مراقبة الحركة الجوية الفرنسي، خصوصاً خلال النوبات الليلية، حيث غالباً ما يكون برج المراقبة معتمدا على موظف واحد فقط. ويرى خبراء الطيران أن هذا يشكل خطرا كبيرا، لاسيما في غياب خطط احتياطية أو أنظمة إنذار آلي تضمن استمرار الخدمة في حال وقوع خلل بشري.

النقابات العمالية في قطاع المراقبة الجوية كانت قد حذرت مرارا من نقص الكوادر والإرهاق الوظيفي، مشيرة إلى أن ظروف العمل الحالية تزيد احتمالية ارتكاب مثل هذه الأخطاء. بدورها، تواجه المديرية العامة للطيران المدني الفرنسية (DGAC) مطالبات بإعادة تقييم آليات التوظيف والمراقبة، وتوفير بدائل عملية تضمن عدم ترك أي مطار استراتيجي دون إشراف فعلي.

ورغم أن شركة "إير كورسيكا" ليست مسؤولة مباشرة عن أداء المراقبين، إلا أن مراقبين دعوا الناقلات الجوية إلى اعتماد بروتوكولات تواصل أكثر صرامة مع الأبراج، في حين حث آخرون المطارات الفرنسية على اعتماد مراقبين احتياطيين أو تطوير أنظمة إنذار لتفادي تكرار الحادث.

ويؤكد خبراء أن هذه الواقعة تمثل جرس إنذار للقطاع بأكمله، مشددين على أن التقدم التكنولوجي لا يلغي احتمال الخطأ البشري، وأن تأمين سلامة المسافرين يظل مرهونا بيقظة جميع الأطراف المعنية.

MENAFN18092025000110011019ID1110078754

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.