
الشرق والغرب... والسيطرة على ثروات العرين الأزرق
لم يعد التعدين في أعماق البحار مجرد فكرة مستقبلية أو حلما تكنولوجيا، بل تحول إلى ملف استراتيجي يتعارض فيه الاقتصاد مع السياسة، والابتكار مع المخاطر البيئية.
ففي أعماق المحيط، حيث الظلام والضغط الهائل، تختبئ كنوز معدنية نادرة توصف بأنها «نفط القرن الجديد» كالذهب، والفضة، والكوبالت، والنيكل بتركيزات تفوق أضعاف ما نجده على اليابسة.
وبين الوعود الاقتصادية والمخاطر البيئية، وعلى أعماق سحيقة من المحيطات، حيث لا تصل أشعة الشمس، تنبض الحياة المعدنية في أماكن لا تخطر على بال أحد. هناك على أعماق تتراوح ما بين 4500 و12000 قدم، تبدأ رحلة التعدين البحري، بحثا عن الثروات الدفينة التي تشكلت عبر ملايين السنين.
لذا، يرى أنصار التعدين «Deep Sea Mining» أن هنالك فرصة لإعادة رسم ملامح الطاقة والتكنولوجيا، خاصة مع الطلب المتزايد على المعدن النادرة، والتي يمكن استخدامها لصناعة البطاريات والسيارات الكهربائية وغيرها.
هـــذا، ويتـوقع البنك الدولي أن يتجاوز الطلب العالمي على هــذه المعادن 3 مليارات طن بحلول عام 2050، ما يجعل أعماق البحار مخزنا استراتيجيا للمستقبل.
إلا أن الصورة ليست ذات اشراقة بالكامل، فعمليات الكشط والشفط في القاع تهدد الأنظمة البيئية الهشة والتي لم تكشف بالكامل بعد، لذلك يحذر علماء البيئة البحرية من تلك العمليات، حيث إنها قد تؤدي إلى خسائر بيئية فادحة في أعماق البحار والمحيطات، وربما قد يفقد العالم أسرارا بيولوجية وطبية مازالت مدفونة في «الفضاء الأزرق».
وبات هناك تنافس شديد بين بعض الدول وكبريات وأبرز شركات التعدين البحري الأميركية والعالمية، في سباق عالمي جيوسياسي محتدم.
ورغم أن قاع البحر لم يمس بعد، فالمسألة لم تعد اقتصادية فقط، بل تحولت إلى سباق جيوسياسي، فالسباق بدأ بالفعل. شركات خاصة ووكالات حكومية من الصين والهند وروسيا، إلى جانب الولايات المتحدة، جميعها تتنافس على تأمين مواقع استراتيجية لها في المحيط الهادئ، ومرتفعات وسط الأطلسي، والمحيط الهندي، حيث باتت ساحات صراع صامتة للنفوذ والسيطرة.
في هذا السياق، جاء توقيع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أواخر ابريل 2025 على أمر تنفيذي لدفع صناعة التعدين في أعماق البحار، متوقعا أن تضيف هذه الصناعة 300 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي، وان تخلق 100 ألف وظيفة خلال عقد واحد.
مفترق الطرق..
يقف العالم اليوم أمام سؤال مصيري: هل يكون التعدين البحري العميق خطوة نحو الاستدامة، أم مغامرة قد تفتح أبوابا يصعب إغلاقها ليتحول إلى ميدان صراع قادم على ثروات كوكب الأرض؟
[email protected]
HamadMadouh@

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
الأردن.. ضبط سائقي شاحنة تبادلا القيادة أثناء السير في المفرق...
تعرف على أسعار الليرة الإنجليزية والرشادية في الأردن الأحد...
بي إتش إم كابيتال تضاعف رأسمالها إلى 400 مليون درهم بعد تغطية الاكتتاب...
ماكرون يبحث مع السيسي وابن سلمان استعدادات مؤتمر حل الدولتين...
وزير التعليم: مهنة التدريس أم المهن والمعلم المسئول الأول عن وضع ال...
برعاية رئيس الوزراء.. انطلاق مبادرة صحح مفاهيمك بحضور وزراء ومحافظين...