
أحياء ومناطق دبي التاريخية.. فضاءات ثقافية مسكونة بروح المكان
التراث المادي
أكد عبدالله العبيدلي، مدير متحف الشندغة في هيئة الثقافة والفنون ((دبي للثقافة))، أن الهيئة تولي اهتماماً كبيراً بالأحياء التراثية في دبي، وتسعى عبر مبادراتها المتنوعة إلى تحويلها إلى وجهات نابضة بالحياة ومنصات ثقافية وتفاعلية، وهو ما يسهم في تعزيز مكانة دبي وجهة عالمية للعيش والعمل والترفيه.
وقال: ((تُعد الأحياء التراثية من أهم وجهات دبي ومعالمها الحضارية، فهي تشكل جزءاً مهماً من ذاكرة الإمارة، وتمثل شاهداً على تاريخها العريق، ما يجعل منها جسراً يربط الأجيال بثقافتها الأصيلة، وتعزيز حضور التراث المحلي على الخريطة العالمية))، مؤكداً في الوقت نفسه أن ما تقدمه الهيئة من مبادرات وبرامج وورش عمل وجولات متنوعة تستهدف العائلات والأطفال يسهم في تعريف الزوار بتفاصيل التراث المحلي والعمارة والحرف التقليدية، وهو ما يتناغم مع مسؤوليات الهيئة وأولوياتها القطاعية الرامية إلى صون التراث المادي وغير المادي، وترسيخ الهوية الوطنية في نفوس الأجيال القادمة.
متحف الشندغة
وأضاف العبيدلي أن ((دبي للثقافة)) تحتضن مجموعة المواقع التراثية والتاريخية، التي تديرها وهناك العديد من الفعاليات، التي تتضمن تجارب سياحية مميزة تجمع بين الثقافة والتراث والفن والابتكار، ومن بينها مهرجان سكة للفنون والتصميم، الذي يستضيفه حي الشندغة التاريخي، ويهدف إلى توفير منصة مبتكرة، تجمع شتى أنواع الفنون، وتحتفي بأصحاب المواهب الرواد والناشئة من المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات ودول الخليج، وتمكينهم من عرض إبداعاتهم، وإثراء المشهد الفني في دبي، في حين يمنح برنامج ((متحف الشندغة – مسارات عائلية)) زوار متحف الشندغة، أكبر متحف تراثي في الإمارات، فرصة استكشاف تفاصيل التراث البحري والبيئة الساحلية في الإمارة، وذلك عبر مسارات مبتكرة، تتيح للأفراد فرصة التجوال بين أروقة متحف الشندغة وأجنحته المختلفة، والتعرف على ما تحتويه من مقتنيات ومعروضات وأفلام وصور فوتوغرافية قديمة، توثق تطور دبي عبر الزمن، كما تنظم الهيئة فعالية ((تباشير الخير)) احتفاء بشجرة النخيل، والتعريف بأهميتها ومكانتها وتأثيرها على كل جوانب الثقافة الإماراتية، وغيرها.
الفهيدي
وأوضح المهندس رشاد بوخش، رئيس جمعية التراث العمراني، أن جهود دبي في إحياء أحيائها التاريخية مثل الشندغة والفهيدي تمثل رؤية طموحة تعيد الحياة إلى البيوت العريقة وتحوّلها إلى فضاءات ثقافية نابضة، لا تقتصر على صون الحجر والعمارة، بل تمتد إلى إعادة الاعتبار لذاكرة المكان، وتقديم تجربة معيشية وثقافية تربط الأجيال الجديدة بماضي المدينة.
وبيّن بوخش أن استثمار العمارة التقليدية ليواكب متطلبات الأنشطة الثقافية الحديثة يقوم على مقاربة دقيقة تحقق التوازن بين الأصالة والمعاصرة، حيث يتم الحفاظ على عناصر معمارية أصيلة مثل البراجيل والفناء الداخلي والنقوش الجصية والأبواب الخشبية، إلى جانب تهيئة البيوت لاستيعاب الاستخدامات الحديثة، من خلال بنى تحتية متطورة تشمل الإضاءة الذكية وأنظمة التكييف وحلول السلامة، دون التأثير على الملامح التاريخية أو الروح العمرانية للمكان.
عمليات ترميم
وأشار إلى أن أبرز التحديات التي تواجه عمليات الترميم تتمثل في الحفاظ على المواد التقليدية، التي قد تكون تعرضت للتلف بفعل الزمن أو البيئة، مثل الجص والحجر البحري وجذوع الشندل، والتي تحتاج إلى خبرة متخصصة لإعادة توظيفها. كما يمثل إدخال الخدمات الحديثة تحدياً إضافياً يتطلب دمجها بشكل غير مرئي يحافظ على الطابع التاريخي. وأضاف أن هناك تحديات مرتبطة بكثافة الزوار ومتطلبات الحماية، بحيث تبقى البيوت قادرة على استقبال أنشطة واسعة النطاق دون المساس بسلامتها أو هويتها.
وختم بوخش بالتأكيد على أن هذه الجهود تعكس التزام دبي الراسخ بصون تراثها المعماري وتعزيزه، ليكون جزءاً من حاضرها ومستقبلها، لتظل الشندغة والفهيدي نموذجين حيّين على قدرة المدينة في الجمع بين الحفاظ على الأصالة، والانفتاح على الحداثة.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
الاحتلال يعتقل 5 مواطنين من قرى نابلس...
منتخب شباب الطاولة يحقق ذهبية العرب...
الوحدات يتجه لإقالة قيس اليعقوبي...
بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع...