
طلال الجنيبي: بيئة الإمارات محفزة على الإبداع وملهمة للشعراء
كما يحكمها صياغة ونسجاً، العالم من حوله عناصر قابلة للالتقاط والتشكيل، ومشاهد طيعة لإعادة الصياغة، إنه الشاعر الإماراتي طلال الجنيبي الذي حاورته ((البيان))؛ لتستكشف أسرار تجربته الغنية، وتسافر معه في شؤون الشعر وشجونه.
المجموعات الشعرية التي أصدرتها هي في واقعها تراكم لمراحل متتابعة، تشكل في كل إصدار منها تأريخاً لحقبة إبداعية، وقد جاءت بعد صبر طويل، إذ إنني لم أبدأ بالنشر إلا بعدما قضيت ما لا يقل عن 15 عاماً في المشاركات، بعدها اتخذت قرار الإصدار، فجاء بعد نضج وتمرس وتجارب طويلة أتاحت لي أن أعرف من أين أبدأ، واليوم عندما أنظر إلى الإصدارات أجد لكل منها نكهته الخاصة.
الجودة لا تعني بالضرورة أن تقتصر على بعض النتاج، بل أن تقدم ما يستحق أن يقدم، وإذا كنت متدفق العطاء فالعدد ليس هو الهدف الأسمى بقدر ما هو عرض جوانب من التجربة، ومن المهم ألا يقبل الشاعر بظهور أي نتاج إلا وفيه ما يحافظ على مسيرته الإبداعية، فالتوازن يأتي من الوعي بضرورة إخضاع النتاج للجودة.
أيهما يضمن استمرارية الآخر: الحضور أم الموهبة؟اليوم وأنا أقف على تجربتي الشعرية التي قدمت من خلالها إصدارات عدة ترجمت إلى 16 لغة، ودرست كتاباتي في المناهج المدرسية والجامعية، وأصبحت صاحب أول قصيدة تصل إلى الفضاء، وحصلت على جائزة الشارقة للشعر العربي لعام 2025، وغيرها من الجوائز، أدرك أن تلك المحطات تشير إلى أن التجربة تمضي في طريق حافلة بالإضاءات، وهذا يدل على أن العطاء وتقديره جانب مهم للاستمرار لأي مبدع كان.
توظيف الإيقاع سمة ملحوظة في نصوصك الشعرية، لماذا خفت صوت الإيقاع في نصوص كثير من الشعراء في العصر الراهن.. وهل يمكن تصور الشعر بلا إيقاع؟
عندما ننظر إلى القصيدة التقليدية وما قدمته منذ الجاهلية حتى عصرنا الراهن، وما احتوته من تطور في بنية النص، وما تبع ذلك من الشكل الجديد في قصيدة التفعيلة، ثم الشكل الذي جاء بعدها وأحدث جدلاً بين موافق ومخالف، نجد أن الحكم في ذلك هو شعرية النص ذاته، وقد يكتمل النص من حيث مبناه، لكنه يظل بعيداً عن حقيقة الشعر.
وينبغي ملاحظة أن النص الحر يواجه تحديات أكبر؛ حيث إن مسؤولية تقديم ما يمكن أن يسمى شعراً تقع على كاهل الشاعر، وكثيرون ممن يتصدرون لهذه المسؤولية لا يستطيعون تحديد المساحة الحقيقية التي تؤهلهم لتقديم نص مختلف، فالشكل إذاً مجرد قالب.
وإنما العبرة بالمضمون، وهذا يستلزم أن يكون الإيقاع منضبطاً وفق الشكل الذي يلتزمه الشاعر؛ لأنه جزء لا يتجزأ من حقيقة الشعر، وجانب صوتي من التجربة الشعرية.
اشتمل ديوانك الأخير ((كي أنسج الفجر)) على نصوص تناقش قضايا حديثة، كمقطوعتك عن ((الذكاء الاصطناعي)). كيف للشعر أن يعبر عن تلك المعاني دون أن يخل بقوة المعنى؟نعيش في دولة الإمارات داخل بيئة محفزة على الإبداع وداعمة للابتكار، تدفع الخطوات إلى الأمام، وتشجع على العطاء بأشكاله وسماته كافة، وتغري الجميع بالتميز، وتقدم الدعم من خلال فعاليات مكثفة تزخر بها الساحة الثقافية من جهات مختلفة، وتحمل دلالات على مستقبل زاهر.
فاليوم يستطيع المبدع أن يصل بنتاجه إلى المحلية والعربية والعالمية؛ ولذا فليس من المستغرب في مجتمع يقوم على الابتكار ويجتذب المبدعين من كل مكان أن يعبر الشاعر عن الهوية الإبداعية المحفزة للتطور في كل مسارات الحياة وأوجهها، وليس الأدب باستثناء في ذلك.
والشعر في حقيقته انتقاء من كل ما يدور حول المبدع من جمال، وإعادة صياغة للأحداث الجارية والتفاصيل التي تنقلها عين الشاعر ووجدانه، ليصنع منها مادة ترسخ وتبقى، لتخبر عن الماضي والحاضر والمستقبل.
يلاحظ أن معظم نصوص الديوان اتسمت بالقصر. هل ترى أن طبيعة العصر تفرض على الشاعر تقليص نصوصه الشعرية؟في هذا القصر رؤية تحاول التماشي مع طبيعة الزمن المتسارع، فالنصوص الطويلة لم تعد جاذبة بصورة كبيرة، وإن لم يكن هناك ما يمنع من إبداع بعض المطولات التي لها جمهورها، لكن النصوص القصيرة تكون أقدر على اجتذاب اهتمام المتلقي، وإيصال الفكرة إليه.
شخصياً، أصبحت أميل إلى عدم الإطالة، وأرى البلاغة تكمن في الاختزال أكثر من الإسهاب، فحرصت في مجموعتي الأخيرة على أن تكون النصوص قصيرة؛ لتصبح أنسب لوقت القارئ الذي يزدحم يومه بكثير من المسؤوليات.
وأذكر أنني في مجموعة شعرية سابقة أوردت نصين متتاليين، أولهما من بيت واحد، والآخر من 60 بيتاً، وفي هذا رسالة أن الطول والقصر ليسا هما الهدف، بل اكتمال الفكرة وظهورها بصورة تتيح لها أن تزهو بكامل أناقتها.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
إل جي تكشف عن غسالة الأطباق المتطورة XD2 والمصممة لتتألق وتعقم وتوفر عليكم الوقت والجهد
تقنية TRIL® لحماية آبار النفط: حلول جديدة تدخل أسواق الشرق الأوسط
قطر.. انطلاق اجتماع لبحث الخطة الاستراتيجية للأمن الغذائي لدول (التعاون الإسلامي)
عشاق الرياضات القتالية يترقبون بطولة "يو إف سي" 25 أكتوبر في أبوظبي
رهاب الأخبار.. ظاهرة نفسية تنتشر عالمياً
ترامب يقول للهند: فات الآوان