
تجربة دبي الرائدة في الاستثمار الرياضي تلهم أودينيزي
وامتدت حكاية أودينيزي لتصنع حدثاً تاريخياً حين استضاف ملعب ((بلو إنرجي)) قبل أسابيع كأس السوبر الأوروبي، بين ناديي باريس سان جيرمان وتوتنهام، في ليلة وصفت بأنها الأضخم رياضياً في تاريخ الإقليم، وتحولت مدينة أوديني إلى قبلة أنظار عشرات الملايين من المتابعين حول العالم.
وكان هذا الإنجاز ثمرة رؤية إدارية واضحة تجمع بين الابتكار والاستدامة والالتزام المجتمعي، وهي القيم التي دفعت بالنادي إلى مصاف المؤسسات الرياضية الأكثر احتراماً في أوروبا، ويأتي حضور ماغدا بوتزو ابنة مالك النادي والمقيمة في دبي لفترات من العام، ليمنح القصة بعداً إضافياً يربطها مباشرة بدولة الإمارات، التي باتت اليوم واحدة من أبرز المراكز الرياضية العالمية.
((البيان)) التقت بثلاثة من أبرز قيادات النادي؛ فرانكو كولافينو المدير التنفيذي، ماغدا بوتزو الرئيسة التجارية وعضو لجنة الاستدامة بالاتحاد الأوروبي للأندية، وغوكهان إنلر المدير الرياضي، للحديث عن سر نجاح أودينيزي، تجربته الأوروبية، ورؤيته لمستقبل كرة القدم وعلاقته بالتجربة الرائدة في دبي وكذلك علاقته بالمنطقة العربية.
استمرارية تاريخية
أكد فرانكو كولافينو المدير التنفيذي لنادي أودينيزي أن مشاركة الفريق للموسم الحادي والثلاثين على التوالي في الدوري الإيطالي تعد إنجازاً غير مسبوق لنادٍ ينتمي إلى مدينة صغيرة مثل أوديني، وأضاف: ((يكفي أن نذكر أن هناك أربعة أندية فقط تجاوزت أودينيزي في عدد المواسم المتواصلة في دوري الدرجة الأولى، وهي ميلان وإنتر ميلان من مدينة ميلانو، وروما ولاتسيو من العاصمة الإيطالية، للحفاظ على هذا المستوى كان من الضروري أن نكون دائماً في الطليعة، مع التركيز على الابتكار سواء في مجال الاستكشاف الفني وتطوير الأداء، أو في البنية التحتية والتكنولوجيا، إلى جانب الإدارة المالية الحكيمة والمستدامة التي ضمنت للنادي استقراراً اقتصادياً يوازي نجاحاته على أرض الملعب)).
وعن استضافة أودينيزي لكأس السوبر الأوروبي أخيراً، أوضح كولافينو أن الحدث كان مصدر فخر كبير للنادي وللإقليم بأكمله، قائلاً: ((بعد أسبوعين من تنظيم المباراة، يمكننا القول إننا راضون تماماً عما تحقق، كان الجهد التنظيمي هائلاً، لكنه سمح لنا بتقديم صورة إيجابية عن ملعبنا ومنطقتنا التي كانت، لليلة واحدة، محط أنظار عشرات الملايين من المشاهدين حول العالم، لقد كان أكبر حدث رياضي تستضيفه فريولي فينيتسيا جوليا على الإطلاق، ونحن بدأنا بالفعل في رصد انعكاساته الإيجابية على النادي والمجتمع المحلي، خاصة أنه عزز من مكانة أوديني وملعب بلو إنرجي وجهة مركزية للأحداث الرياضية الكبرى في إيطاليا)).
وعن الرؤية الإدارية والتجارية للنادي، قال كولافينو: ((روح الابتكار متأصلة في هوية أودينيزي، فهي التي ساعدتنا على النمو اقتصادياً، ملعبنا يسهم عاماً بعد عام في تعزيز العوائد، إلى جانب السمعة العالمية التي اكتسبها النادي بفضل كفاءته في مجال الاستكشاف الرياضي، وهو ما حقق عوائد مالية كبيرة على مر السنين، لكن الأهم هو الحفاظ على قاعدة صلبة، ولهذا تبقى كلمة السر هي الاستدامة، ليس فقط البيئية التي نوليها اهتماماً كبيراً، وإنما المالية أيضاً، وهي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم)).
وحول مكانة دبي، أشار المدير التنفيذي لأودينيزي إلى أن ((دبي خصوصاً، ودولة الإمارات بشكل عام، شهدت نمواً كبيراً في السنوات الأخيرة، وباتت تلعب دوراً محورياً في التجارة والاستثمار الرياضي، من الواضح أن هناك رؤية طموحة طويلة المدى ترتبط بتطور الدولة بأكملها، وهذا ما يجعل المنطقة مثيرة جداً للاهتمام من الناحية الاقتصادية، نحن -نادي أودينيزي- نتابع من قرب حجم الاستثمارات الضخمة التي تُضخ في الرياضة هناك، إلى جانب تزايد شغف الجمهور بكرة القدم)).
جزء أصيل
قالت ماغدا بوتزو إن الاستدامة تُعد جزءاً أصيلاً من هوية نادي أودينيزي، مؤكدة أن للنادي مسؤولية تجاه مجتمعه والأجيال القادمة، وأضافت: ((خلال السنوات الماضية ركزنا على مشروعات جعلت أودينيزي من أكثر الأندية استدامة في إيطاليا وأوروبا، تحولت بنية ملعبنا إلى واحدة من الأكثر تطوراً في الدوري الإيطالي، مع هدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي الكامل من الطاقة عبر المصادر المتجددة)).
واستعرضت بوتزو عدداً من المبادرات التي تعكس هذا التوجه، من بينها تركيب أكثر من 2400 لوح شمسي على سطح الملعب لتوليد الطاقة، وتوفير حلول مبتكرة للتنقل المستدام للجماهير والزوار، إلى جانب مشروعات تهدف إلى تقليل النفايات وتعزيز مفهوم الاقتصاد الدائري)).
وأكدت أن ((الاستدامة بالنسبة لنا هي ركيزة استراتيجية تعرف من نحن، وتضع أودينيزي في موقع متقدم كونه أحد الأندية ذات الرؤية المستقبلية)).
وتطرقت بوتزو إلى استضافة ملعب أودينيزي (بلو إنرجي) لكأس السوبر الأوروبي، مؤكدة أنه كان ((محطة استثنائية)) تطلبت شهوراً من التنسيق مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والسلطات المحلية لضمان أعلى المعايير في الأمن واللوجستيات والضيافة، موضحة: ((الأثر كان هائلاً، من إبراز اسم نادينا وإقليم فريولي فينيتسيا جوليا عالمياً، إلى تعزيز السياحة والاقتصاد المحلي، وإثبات أن مدينة متوسطة الحجم مثل أوديني قادرة على استضافة حدث دولي بهذا الحجم، لقد عزز ذلك من مكانتنا كنادٍ حديث ومبتكر)).
وكشفت بوتزو، المقيمة معظم فترات العام في دبي، عن انطباعاتها حول الرياضة في الإمارات، مشيرة إلى أن ((الجهات المختصة نجحت في بناء منظومة رياضية متميزة خلال فترة قصيرة، بدءاً من الفورمولا 1 وصولاً إلى كرة القدم والباديل والتنس والغولف، دبي اليوم تعد مركزاً رياضياً عالمياً، وما يميزها هو الرؤية الطموحة والقدرة على الدمج بين الرياضة والاقتصاد والسياحة والابتكار في إطار واحد)).
وعن الدروس التي يمكن أن تستفيد منها الأندية الأوروبية من التجربة الإماراتية، قالت: ((الرياضة هنا جزء من رؤية وطنية طويلة المدى تربط بين البنية التحتية والسياحة والحضور العالمي مع التركيز على الابتكار، هذا الانفتاح على الحلول الحديثة يمكن أن يكون مصدر إلهام، على الأندية الأوروبية أن تفكر أبعد من حدود المستطيل الأخضر، فالنجاح اليوم يتطلب شراكات بين القطاعين العام والخاص، ورؤية واضحة للمستقبل)).
من ناحيته، قال غوكهان إنلر المدير الرياضي لنادي أودينيزي: إن انتقاله من الملاعب إلى موقع الإدارة شكل محطة فارقة في مسيرته، موضحاً: ((بعد مشوار طويل كلاعب اكتسبت خلاله خبرات واسعة، واطلعت على ثقافات متعددة، وتعلمت لغات جديدة، كان الانتقال مباشرة إلى هذا الدور نقطة تحول كبيرة بالنسبة لي، الآن أشارك اللاعبين الشباب كل ما تعلمته خلال مسيرتي، ومن المهم بالنسبة لي أن أكون الشخص القريب من الفريق القادر على حل المشكلات سريعاً)).
وعن ملامح خطة الفريق للموسم الحالي، أوضح إنلر أن أودينيزي يعتمد على مجموعة شابة تمتلك خبرة جيدة رغم سنها الصغير، قائلاً: ((هدفنا الأساسي هو البقاء في الدوري وتحقيق نتائج أفضل من الموسم الماضي، هذه هي أهدافنا إلى جانب تطوير اللاعبين)).
وأشار إلى أن نجاح النادي داخل الملعب يرتبط بالعمل اليومي والتواصل المباشر مع عناصر الفريق وقال : ((أنا دائماً قريب من اللاعبين، دوري يمتد على نطاق واسع، فأنا حلقة وصل دائمة بين النادي والمدرب واللاعبين)).
وتحدث إنلر عن رؤيته لتطور كرة القدم في الشرق الأوسط، مشيراً إلى حجم الاستثمارات الكبيرة التي توجه حالياً نحو تطوير اللعبة، وبالأخص في مجال الأكاديميات، الذي يعد عاملاً محورياً للنهوض بالمستوى، قائلاً: ((من الضروري العمل مع اللاعبين منذ سن صغيرة وتجهيزهم لمتطلبات كرة القدم الأوروبية، وهذا ما نراه يحدث بالفعل في الإمارات، حيث يظهر التقدم بشكل واضح، التركيز على الأكاديميات وتبني رؤية طويلة الأمد للمواهب الناشئة هو الطريق الأمثل نحو مستقبل أفضل لكرة القدم في المنطقة)).
وعن تقييمه لحضور اللاعبين العرب في الدوريات الأوروبية، قال: ((مع هذا الاستثمار الكبير في المواهب الصغيرة، سنشهد قريباً زيادة في أعداد اللاعبين العرب بأوروبا، الجنسية لا تهم، ما يهم هو قوة اللاعب وقدرته الذهنية على التأقلم مع كرة القدم الأوروبية)).
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس) يفتح آفاقاً واسعة للاستثمار أمام الشركات العالمية
المصري يسعى لتصحيح المسار أمام كهرباء الإسماعيلية اليوم
بنك البلاد يطلق بطاقة Visa“ترافل باس” الائتمانية
علي خصيف: وقت الشدائد تجد أولاد زايد
تجربة سفر فاخرة ومكافآت ترحيبية تصل إلى 300,000 نقطة.. بنك البلاد يطلق بطاقة Visa“ترافل باس” الائتمانية
رئيس الوكالة اليهودية دورون ألموغ يلغي زيارة لجنوب إفريقيا خشية اعتقاله