تحذيرات من مخاطر البلاستيك اليومي.. والمواصفات تؤكد استمرارية الرقابة على سلامة المستهلك

(MENAFN- Amman Net) من زجاجات المياه التي نحملها بسرعة، إلى الأطباق والعبوات التي تحفظ وجبات الطعام اليومية، أصبح البلاستيك جزءا لا يتجزأ من تفاصيل الحياة، ولكن خلف هذا الاستخدام المتكرر، تختبئ مخاطر صامتة قد لا يدركها كثيرون، بدءا من فقدان القيمة الغذائية للأطعمة، وصولا إلى اضطرابات هرمونية محتملة، بحسب ما يؤكده خبراء التغذية.

 

يحذر مختصون من أن الاستخدام الخاطئ والمتكرر للعبوات البلاستيكية قد يحولها من وسيلة لحفظ الطعام إلى مصدر لمواد ضارة.

وتزايدت في السنوات الأخيرة التحذيرات العالمية من مخاطر البلاستيك على البيئة والصحة العامة، خاصة مع الاستخدام اليومي المكثف لقوارير المياه والعبوات البلاستيكية والصحون أحادية الاستخدام فتأثير البلاستيك لا يتوقف عند البيئة أو الصناعة فقط، بل يصل مباشرة إلى موائدنا وأجسامنا نظرا لاستخدامها اليومي في حياة العديد من الافراد.

أظهرت دراسة ، أن أكثر من 3600 مادة كيميائية تستخدم في تغليف أو تحضير الطعام جرى اكتشافها في أجسام البشر، مسببة أضرارا صحية خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح.

 

تحذيرات من سوء الاستخدام

أخصائية التغذية العلاجية عهد السوداني أوضحت في حديثها لـ"عمان نت" أن تخزين العصائر أو الخضار المقطعة لفترات طويلة في عبوات بلاستيكية يؤدي إلى فقدان قيمتها الغذائية، خصوصاً الفيتامينات الحساسة مثل فيتامين C

كما تحذر من العبوات زهيدة الثمن المصنوعة من البلاستيك الخفيف (PET) والمخصصة للاستخدام لمرة واحدة فقط، مؤكدة أن إعادة استخدامها أو وضع المشروبات الساخنة فيها يزيد من احتمالية تسرب المواد الكيميائية الضارة، وهو ما قد يظهر أحياناً بطعم غريب في المشروبات.

وتؤكد أن استخدام البلاستيك مع الأطعمة والمشروبات الساخنة يعد أكثر خطرا من استخدامه مع الباردة، إذ يسهل إطلاق المواد الكيميائية الضارة عند ارتفاع الحرارة، وهو ما قد يفسر ظهور طعم البلاستيك أحيانا عند شرب المشروبات الساخنة في أكواب بلاستيكية.

الدراسات تشير إلى أن المواد البلاستيكية مثل الفثالات و PFAS قد تكون مسؤولة عن أكثر من 356,000 حالة وفاة حول العالم خلال عام واحد، إضافة إلى ارتباطها بزيادة خطر الإصابة بالسرطان والعقم.

 

 

تصنيف العبوات وأمان الاستخدام

 

لفهم الفرق بين العبوات الآمنة وتلك الضارة، تشير السوداني إلى أن العبوات القابلة لإعادة الاستخدام غالبا ما تحمل رموزا مثل (2) أو (5) على قاعدتها، ما يجعلها أكثر أماناً ومقاومة للخدوش والغسيل المتكرر.

لكنها تنبه في الوقت ذاته من مادة BPA الموجودة في بعض أنواع البلاستيك، والتي تصنف كمعطل للغدد الصماء، حيث تتشابه في تركيبها مع الهرمونات الطبيعية في الجسم، مما يؤدي إلى اضطرابات هرمونية مثل تأثيرها على الدورة الشهرية لدى النساء، وجودة الحيوانات المنوية لدى الرجال، إضافة إلى ارتباطها بانخفاض الخصوبة، كما تشير إلى انعكاساتها السلبية على الكبد والكلى، وزيادة احتمالية الإصابة بالسمنة والسكري وبعض أنواع السرطانات.

 

معايير الفحص والرقابة

إلى جانب التحذيرات الطبية، تؤكد مؤسسة المواصفات والمقاييس الأردنية أن الرقابة على العبوات البلاستيكية مستمرة لحماية المستهلك.

تقول المهندسة وفاء المومني، مساعد المدير العام للشؤون الرقابية في المؤسسة، إن القاعدة الفنية الأردنية رقم 2131، المتوائمة مع التشريعات الأوروبية، هي المرجع في الفحوصات التي تخضع لها العبوات البلاستيكية الملامسة للغذاء.

وتوضح أن الرقابة تتركز على المواد القابلة لإعادة الاستخدام مثل مطرات المياه وحافظات الطعام، في حين تحال العبوات المخصصة للاستعمال لمرة واحدة إلى مسؤولية المؤسسة العامة للغذاء والدواء.

تخضع العبوات البلاستيكية لعدة فحوصات دقيقة، من أبرزها اختبارات الهجرة الكلية والنوعية باستخدام محاليل مثل الميثانول وحمض الخليك لمحاكاة تأثير الأغذية الحمضية والدهنية داخل العبوات، وفحوصات العناصر الثقيلة كالكروم والمنغنيز والرصاص، للتأكد من عدم انتقالها إلى الغذاء.

كما يتم التحقق من الملونات المضافة وضمان عدم ارتحالها للمواد الغذائية، ومنع استخدام المواد المعاد تدويرها في صناعة أي منتج ملامس للغذاء، والفحوصات الظاهرية للتأكد من خلو العبوات من الروائح الكريهة أو الحواف الحادة أو التشققات.

 

 

نتائج الفحوصات

تشير المومني إلى أن نتائج الفحص المخبري للعينات المسحوبة من المنافذ الحدودية والأسواق خلال عامي 2024 و2025 أظهرت مطابقة تامة للقاعدة الفنية الأردنية، ولم يتم تسجيل أي مخالفة حتى الآن، مشيرة إلى أن التركيز في الفحوصات يكون على الكميات الواردة من المصدر، للتأكد من مطابقتها قبل دخولها الأسواق المحلية.

وحول الاستخدامات المسموح بها توضح المومني أن بعض أنواع البلاستيك مثل البولي بروبيلين (PP) والبولي إيثيلين عالي الكثافة (HDPE) يمكن استخدامها بشكل متكرر، بل وتتحمل المشروبات الساخنة أحيانا أو التسخين داخل الميكروويف.

لكنها تؤكد في الوقت نفسه أن الدراسات العلمية أثبتت أن التخزين الطويل في العبوات البلاستيكية قد يؤدي مع مرور الوقت إلى انتقال بعض البوليمرات أو المؤكسدات للغذاء، وهو ما يستدعي الحذر وعدم الاعتماد على البلاستيك للتخزين لفترات زمنية طويلة.

 

توعية المستهلكين والبدائل الآمنة

تشدد السوداني على أهمية معرفة رموز البلاستيك أسفل العبوات، حيث يفضل استخدام الأرقام 2، 4، 5، وتجنب 3، 6، 7 قدر الإمكان، فيما الرقم 1 مخصص للاستخدام لمرة واحدة فقط، كما توصي بعدم استخدام العبوات البلاستيكية المتكررة الاستعمال إذا تعرضت للخدش، لتفادي تكاثر البكتيريا داخلها.

وبحسب السوداني، هناك بدائل أكثر أمانا مثل الزجاج، والفخار، والستانلس ستيل، والسيليكون الغذائي، وحتى بعض أنواع الأكواب الورقية، وجميعها متاحة بأسعار مناسبة وتشكل خيارات صحية أفضل.

من جانبها تشدد المومني على أهمية وعي المستهلك بالرموز المثبتة أسفل العبوات البلاستيكية، والتي توضح نوع المادة المصنعة وصلاحيتها للاستخدام المتكرر أو مع الأغذية الساخنة، مبينة أن المؤسسة تضمن وجود هذه الرموز على بطاقة البيان، بينما يمكن للمواطن التأكد بسهولة من معناها عبر المواقع الإلكترونية أو التطبيقات المتخصصة، لمعرفة مدى أمان العبوة أو قابليتها لإعادة الاستخدام.

هذا وتعمل المؤسسة بالتعاون مع المؤسسة العامة للغذاء والدواء ووزارة البيئة ضمن لجان مشتركة لوضع المعايير والاشتراطات الفنية للعبوات البلاستيكية، وضمان الالتزام بها من خلال الرقابة على المنافذ الحدودية والأسواق المحلية.

كما تنفذ المؤسسة بشكل دوري برامج توعوية للمستوردين والمصنعين للتأكيد على أهمية الالتزام بالمواصفات وضمان سلامة منتجاتهم قبل طرحها في السوق الأردني.

 

MENAFN26082025000209011053ID1109977254

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث