تعاون تعليمي وبحثي لاستشراف مستقبل أفضل للأجيال القادمة
وتجمع الإمارات وروسيا إرادة سياسية مشتركة، لتوسيع أطر التعاون في مجالات التعليم الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والتعليم المهني والطبي، والتعليم عن بعد، وتبادل التجارب الناجحة في تنمية المواهب.
ويمثل هذا التعاون منصة راسخة لتطوير نماذج تعليمية مبتكرة، تتجاوز الحواجز الجغرافية والثقافية، وتسهم في إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل بثقة وكفاءة.
ويشكل التعاون التعليمي والبحثي بين الإمارات وروسيا، نموذجاً رفيعاً للعلاقات الدولية الحديثة، التي تستند إلى تبادل المعرفة والاستثمار في الإنسان، وليس فقط المصالح الاقتصادية والسياسية، وهو تعاون مرن، يتطور مع الزمن، ويسهم في بناء جسور حضارية وإنسانية قائمة على الاحترام والتكامل.
تبادل معرفيوانطلاقاً من هذه الرؤية بين قادة البلدين، شهدت السنوات الأخيرة زخماً كبيراً في العلاقات التعليمية والبحثية بين الإمارات وروسيا، توج بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، سواء على مستوى وزارات التعليم، أو بين الجامعات والمؤسسات البحثية.
ومن أبرزها توقيع وزارة التربية والتعليم الإماراتية مذكرتي تفاهم مع كل من وزارة التعليم الروسية، ومؤسسة ((الموهبة والنجاح)) التعليمية في إقليم سيريوس، بهدف تعزيز التبادل المعرفي، وتطوير البرامج التعليمية، وتبادل المعلمين والطلبة.
كما وقّعت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، اتفاقية تعاون مع معهد موسكو لهندسة الطاقة، بهدف تبادل الخبرات والبحوث في مجالات متقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، وهندسة الطاقة، والقوى الكهربائية.
ووقّعت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، مذكرة تفاهم مع مؤسسة دعم الثقافة والعلوم والتعليم الإسلامية في روسيا، بهدف التعاون في البحث والنشر الأكاديمي، وتبادل أعضاء الهيئة التدريسية، وتنظيم ندوات ومؤتمرات علمية مشتركة.
وإلى جانب ذلك، أطلقت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، بالتعاون مع جامعة الأورال الفيدرالية، أول قاموس علم نفس إماراتي روسي، يهدف إلى تسهيل التواصل العلمي بين الباحثين والمعالجين النفسيين في البلدين، وتعزيز البحوث النفسية بلغة مزدوجة، تراعي الخصوصيات الثقافية واللغوية.
ويعد هذا المشروع إضافة نوعية للرصيد العلمي المشترك، إذ يوفر أداة دقيقة لترجمة المفاهيم النفسية بين اللغتين العربية والروسية، ما يفتح آفاقاً جديدة في الدراسات النفسية متعددة الثقافات، ويخدم شريحة واسعة من الطلبة والباحثين والممارسين في هذا المجال.
مبادرات تعليميةالشراكة والتعاون في التعليم بين الإمارات وروسيا، لم تقتصر على الجوانب الرسمية والمؤسسية، بل امتدت لتشمل الجوانب الشبابية والطلابية، حيث شاركت الإمارات بفعالية في عدد من الفعاليات العلمية التي احتضنتها روسيا، ومنها قمة أقدر العالمية، التي أقيمت في موسكو، تحت شعار ((تمكين المجتمعات عالمياً)).
وهدفت إلى تبادل الخبرات، وتعزيز الابتكار، كما شاركت وزارة التربية والتعليم الإماراتية في الحدث، بمنصة ((تعلم في الإمارات))، للتعريف بمبادرات الدولة التعليمية، وقدراتها في استقطاب الطلبة الدوليين.
وفي السياق نفسه، شارك فريق مهارات الإمارات في المسابقة العالمية للمهارات، التي أقيمت بمدينة كازان الروسية، وحقق إنجازاً نوعياً، بفوزه بأربع ميداليات برونزية في فئة مهارات الصغار، ما يعكس جودة النظام التعليمي في الدولة، والاهتمام بتنمية مهارات الطلبة في وقت مبكر.
وفي أبوظبي، احتضنت الدولة المنتدى العلمي والتعليمي الأول ((Sirius Talent Summit))، بمشاركة نخبة من التربويين والعلماء والطلبة من الإمارات وروسيا، حيث ناقشوا قضايا التخطيط الحضري المستدام، والمدن المحايدة للكربون، والتقنيات المستقبلية، في تجربة عكست روح التعاون والإبداع لدى الجيل الجديد.
محطات بارزةويعد افتتاح ((مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك للتدريب والأبحاث الطبية)) في موسكو، خلال أبريل 2024، من أبرز المحطات في مسار التعاون الإماراتي الروسي في مجال التعليم.
حيث يمثل المركز نموذجاً مميزاً للدبلوماسية العلمية، باعتباره من أكبر المراكز الطبية التدريبية والبحثية في أوروبا الشرقية، ويهدف إلى تدريب الكوادر الطبية، وتنفيذ مشاريع بحثية متقدمة في تخصصات أمراض القلب، والأورام، والجراحة الدقيقة، وأمراض الأطفال، وتقنيات الطب المتقدم.
ويجسد المركز رؤية سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، في تعزيز دور الإمارات كمسهم فاعل في تطوير الرعاية الصحية العالمية، وتوسيع نطاق التأثير الإنساني والعلمي للدولة خارج حدودها.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

Comments
No comment