السنافر.. 67 عاماً من السحر الأزرق

(MENAFN- Al-Bayan) في حدث غير مسبوق، حققت مدينة "لاندرنو" الفرنسية التي يبلغ عدد سكانها نحو 16 ألف نسمة، إنجازاً عالمياً جديداً، حيث دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية بجمع 3076 شخصاً يرتدون زي السنافر في مكان واحد. وتمكنت المدينة من انتزاع الرقم القياسي من بلدة "لاوخرينجن" الألمانية، التي سجلت سابقاً 2762 شخصاً يرتدون أزياء السنافر في عام 2019.

هذا الهوس الطريف بشخصيات السنافر يقودنا للحديث عن شعبية هذه الكائنات الزرقاء الصغيرة، ومجتمعها الخفي الذي تسلل إلى قلوب أجيال ثلاثة متعاقبة، تابعت بشغف مغامراتهم المضحكة، وخططهم ضد "شرشبيل"، وقطه "هرهور".

تُعد شخصية السنافر من أبرز الشخصيات الكرتونية التي أثرت بشكل كبير في الثقافة الشعبية. ظهرت لأول مرة في 23 أكتوبر 1958، في سلسلة الكوميكس "جان وفيرول"، التي أنشأها الرسام البلجيكي بييرو، حيث التقى الفتى جان ورفيقه في مغامراتهم ببابا سُفير "بابا سنفور" وقرية السنافر أثناء محاولتهم استعادة الفلوت السحري.

منازل الفطر

كانت هذه الكائنات الصغيرة، التي تعيش في منازل على شكل فطر، ناجحة جداً لدرجة أنه أُطلقت لهم سلسلة خاصة بهم في عام 1960، بقيادة بابا سُفير وسمرفيت. وكانت تمثل نماذج للناس العاديين، حيث أطلق عليهم أسماء تعتمد على صفاتهم الشخصية، مثل: سنفور أحمق، سنفور ذكي، وسنفور غاضب، مستوحاة من الأقزام في قصة "سنووايت والأقزام السبعة".

ساهمت هذه الحبكة الاستثنائية للقصّة في الانتشار العالمي لمجتمع السنافر، وتحوله إلى ظاهرة شعبية في جميع أنحاء العالم منذ 67 عاماً، حيث زادت شهرتهم بشكل كبير، وبدأت تظهر في أفلام، ومسلسلات تلفزيونية، ومنتجات تجارية ضخمة.

في عام 1976، عُرض فيلم "السنافر والفلوت السحري" في بلجيكا وفرنسا، ونجح في جذب انتباه رجل أعمال أمريكي يُدعى ستيوارت روس، الذي قام لاحقاً بجلب شخصيات السنافر إلى السوق الأمريكية. وبدأت بعدها، في مطلع الثمانينيات، الانتشار عالمياً، مع إطلاق شركة هانا-باربيرا مسلسلاً تلفزيونياً للسنافر عام 1981، واستمر عرضه على مدى عقد كامل، حيث أصبح من أكثر برامج الأطفال شهرة، مع أكثر من 200 حلقة، وفرضت شخصيات السنافر وجودها في أذهان الجماهير حول العالم.

صائد السنافر

من الجدير بالذكر أن شخصية "سمرفيت" السنفورة الوحيدة في القرية، تعد من أكثر الشخصيات شعبية. أما "غارغاميل" الساحر الشرير، المعروف في النسخة العربية بـ "شرشبيل"، فكان العدو الرئيسي الذي يسعى لتدمير السنافر أو أكلهم، أو تحويلهم إلى ذهب.

ورغم مرور أكثر من نصف قرن، لا تزال لهذه القصة حضور قوي، وتخلد ضمن سلسلة الأعمال الكرتونية الأكثر إلهاماً. ففي عام 2021، أُعيد إنتاج نسخة جديدة من البرنامج في بلجيكا، مع عرض الموسم الثاني في نوفمبر، مما يؤكد أن حب السنافر لا يزال مستمراً.

وشهد عام 2011 إعادة إنتاج السلسلة عبر فيلم سينمائي باستخدام تقنية CGI، حيث كانت النسخة الأولى من الفيلم "السنافر"، بمشاركة نجوم مثل نيل باتريك هاريس، وصوفيا فيرغارا، وحققت إيرادات بلغت 560 مليون دولار حول العالم.

ومع النجاح، أُصدر جزآن آخران: "السنافر 2" في 2013، و"قرية السنافر المفقودة" في 2017، حيث حققا معاً إيرادات بلغت 700 مليون دولار، وفقاً لتقرير بوكس أوفيس لعام 2018.

وفي عام 2024، بلغت قيمة سوق منتجات السنافر أكثر من 3 مليارات دولار، مع توقعات بأن تصل إلى أكثر من 5 مليارات دولار بحلول عام 2027. وتشمل مبيعات السلع جميع أنواع المنتجات، مثل الألعاب، الملابس، الديكورات المنزلية، الكتب، أدوات المدرسة، والإكسسوارات.

كما تجاوزت مبيعات الألعاب وحدها 500 مليون دولار في عام 2021، في حين حققت مبيعات الملابس والديكورات التي تحمل شخصيات السنافر إيرادات تقترب من 1.2 مليار دولار حول العالم، خاصة خلال فترات الأعياد والمناسبات، وفقاً لتقرير "يورومونيتور إنترناشونال".

50 لغة

ترجمت شخصيات السنافر إلى أكثر من 50 لغة حول العالم، وتُستخدم في الحملات الترويجية والإعلانات، مما يعزز من شعبيتها وتوسعها التجاري، وفقاً لموسوعة غينيس للأرقام القياسية لعام 2023. وبذلك، أثبتت السنافر أنها ليست مجرد شخصيات كرتونية، بل ظاهرة ثقافية وهوس شعبي عالمي، استطاعت بجاذبيتها أن تؤثر في مختلف وسائل الإعلام، وتحقق إيرادات ضخمة، وتُترجم إلى العديد من اللغات، وتظل محبوبة لدى الجمهور من جميع الأعمار.

MENAFN12062025000110011019ID1109667716

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.