ما هي الوطنية؟ بين الفهم الحقيقي وتزييف الشعارات

(MENAFN- Khaberni)

الوطنية ليست شعارًا يُرفع عند الحاجة، ولا عاطفة موسمية تُستدعى في الأزمات، بل هي سلوك يومي، والتزام أخلاقي وقانوني، وانتماء لا يتزعزع، حتى في أحلك الظروف. الوطنية ليست ترفًا فكريًا، بل مسؤولية، تبدأ من احترام القوانين، ولا تنتهي إلا عند حدود الحفاظ على أمن واستقرار البلاد.
إن بعض الأصوات تحاول أن تطرح مفهومًا مغلوطًا للوطنية، فتصوّرها وكأنها معارضة دائمة، أو تمرد موجه باسم الحرية، أو حتى تغليف للأفكار الهدامة بغلاف "وطني". وهذا خداع للذات والناس معًا. الوطنية لا تعني اختراق أنظمة الدولة، ولا دعم أنشطة محظورة، ولا الانخراط في مشاريع مشبوهة تستهدف وحدة البلد.
بل على العكس، الدولة التي تكفل حرية المعتقد، وتُقر بحقك في ممارسة عبادتك، وتحفظ كرامتك، تستحق منك الاحترام والدعم، لا الطعن والتشكيك. حين تحترم الدولة دينك، فإن أول أبواب الوطنية هو أن تكون سندًا لها، لا معول هدم في خاصرتها.
الدين والوطنية لا يتعارضان، بل يتكاملان وهذا جوهر الوطنية. من يتذرع بالدين لهدم الدولة، فهو لا يعرف من الدين إلا اسمه، ولا من الوطنية إلا قشورها.

الوطنية الحقّة لا تصرخ في الميادين، بل تُترجم في الالتزام، في البناء لا الهدم، في النقد الإصلاحي لا التشهيري، في حماية الداخل لا استباحته.

باختصار، الوطنية هي أن تحفظ بيتك الكبير كما تحفظ بيتك الصغير، وتحترم نظامه كما تحترم نظام أسرتك. فلا وطن يبنى بالشعارات، بل بالوعي، بالولاء الحقيقي، وبالعمل الصادق.

MENAFN21042025000151011027ID1109454591

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث