الأهلي في المحترفين.. وحش الذهاب يتحول إلى فريسة الإياب
دخل فريق الأهلي لكرة القدم مرحلة حرجة، واقترب كثيرا من مناطق الهبوط في دوري المحترفين، ما وضع أنصاره ومحبيه في حيرة من أمرهم، خصوصًا أن مرحلة الإياب شهدت تدهورا مخيفا في الأداء والنتائج، حيث فشل "الليث الأبيض" في حصد أكثر من نقطتين في 8 مباريات خلال مرحلة الإياب، بعد أن كان تصدر مراحل متنوعة في مرحلة الذهاب وحصد خلالها 17 نقطة.
ووجهت الخسارة القاسية أمام الحسين إربد بخماسية نظيفة في منافسات الأسبوع التاسع عشر أمس، ضربة موجعة لمنظومة النادي، خصوصا بعد إقالة المدير الفني السابق بيبرت كغدو، والتعاقد قبل 3 جولات مع المدير الفني بشار بني ياسين أملا في وقف نزيف النقاط واستعادة الأهلي عافيته وحضوره الفني، لكن المؤشرات بقيت على حالها رغم تحسن الأداء من دون أن ينعكس ذلك على النتائج.
ويقبع الأهلي حاليًا في المركز الثامن برصيد 19 نقطة، حيث تعرض حتى الآن لعشر خسائر، وحقق الفوز في خمس مباريات، وتعادل في أربع لقاءات (خسر في الإياب 6 مباريات وتعادل في اثنتين من دون أن يحقق الفوز)، ويعاني الفريق من ضعف واضح في الجانبين الدفاعي والهجومي، إذ سجل لاعبوه 18 هدفا، فيما استقبلت شباكه 28 هدفا، وهي حصيلة تظهر تراجعا في الأداء العام مقارنة بطموحات النادي وجماهيره.
وتعتبر المباريات الثلاث المقبلة للأهلي مصيرية، وتحتاج إلى وقفة صادقة من منظومة النادي والجماهير للوقوف خلف الفريق، وشد أزر اللاعبين، وتشجيعهم ورفع معنوياتهم، في ظل مواجهات قوية أمام فرق تطمح إلى مراكز متقدمة، وأخرى تسعى للهروب من شبح الهبوط، خصوصا مع مغادرة أربع فرق إلى دوري الدرجة الأولى.
ويواجه الأهلي في آخر ثلاث مواجهات بالدوري فرق الجزيرة يوم التاسع عشر من الشهر الحالي على ستاد عمان الدولي ضمن منافسات الأسبوع العشرين، ثم يتوجه إلى ملعب الحسن لمواجهة الرمثا في الأسبوع الحادي والعشرين يوم السابع والعشرين من الشهر نفسه، ويختتم مبارياته بلقاء مهم أمام الصريح ضمن منافسات الأسبوع الثاني والعشرين والأخير، ولم تحدد دائرة المسابقات في اتحاد الكرة مواعيد الجولة الأخيرة حتى الآن.
ولم تقصر إدارة الأهلي مع الفريق منذ بداية الموسم، إذ عملت على إنجاز طلبات المدرب السابق بيبرت كغدو، ومنحته الصلاحيات الفنية الكاملة لقيادة "الليث الأبيض" نحو مراكز متقدمة في سلم الترتيب، خصوصًا أن الإدارة وضعت كامل ثقتها بالمدرب الذي سبق له العمل خارج الأردن لفترة طويلة، وحصل على جميع الشهادات والمتطلبات التي تخوله لقيادة الفريق، ونجح في تحقيق المطلوب وأكثر في مرحلة الذهاب، قبل التراجع الكبير وغير المبرر في الإياب، الأمر الذي أجبر إدارة النادي على إنهاء عقده والتعاقد مع جهاز فني جديد.
ويعد فريق الأهلي ثالث أكثر الفرق المحلية تتويجا بلقب الدوري عبر التاريخ برصيد ثمانية ألقاب، آخرها العام 1979، كما توج بلقب كأس الأردن مرة واحدة في الموسم 2015-2016، ونال لقب كأس السوبر في موسم 2017.
ويرى المتابعون أن الأهلي تعرض لهزة واضحة وضربات قوية في مرحلة الإياب، من الصعب تعويضها، بسبب احتراف نجم الفريق وصانع ألعابه أحمد سريوة في الدوري العماني، وإصابة اللاعب المتألق محمد الرازم، إضافة إلى أن التعاقدات لم تكن موفقة، خصوصًا مع اللاعبين الأجانب.
وتعاقد الأهلي في فترة القيد الثانية مع الثلاثي الروسي إسلام بيقوه، فاديم أبيدوقوه، وأزمات واتيه، قبل الاستغناء عنهم لاحقًا، إضافة إلى المهاجم الأسكتلندي إيتون مكينتوش، والمهاجم محمود جمال القادم من فريق السلط. كما استغنت الإدارة عن المحترفين السابقين البرازيلي وديلسون، والفلسطيني عبد الرحمن وشاح، واللبناني عمر صباغ.
وكان المدرب السابق كغدو، أكد في حديث سابق لـ"الغد" أن غياب ثقة مجلس إدارة النادي والجماهير بالجهاز الفني واللاعبين ساهم في تراجع نتائج الفريق بشكل ملحوظ في مرحلة الإياب من دوري المحترفين، مشيرًا إلى أن الهجوم على الجهاز الفني واللاعبين من قبل مشجعي الفريق عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد الخسائر في مرحلة الذهاب أمام الوحدات، الحسين إربد، الجزيرة والرمثا، لم يكن مبررًا، وأكد أن الفريق نجح في تحقيق المطلوب في النصف الأول عبر التواجد في المربع الذهبي.
ولفت كغدو إلى أن إدارة الأهلي طلبت منه تثبيت الفريق في دوري المحترفين عند توقيع العقد، موضحًا أنه حقق ذلك وأكثر في مرحلة الذهاب، من خلال التواجد في المركز الرابع، والوصول إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس الأردن، رغم أنه كان يطمح إلى تحقيق أهداف أكثر.
ويرى المشجع الأهلاوي خالد صادق، أن التراجع في مرحلة الإياب غير مبرر، خصوصًا أن الفريق لا يعتمد على لاعب أو اثنين، ومعظم فرق الدوري تعاني من عدم الاستقرار الفني. وأضاف: "إدارة الأهلي لم تقصر مع الفريق واللاعبين منذ بداية الموسم، وعملت على توفير الرواتب بشكل دوري، وإذا حصل بعض التأخير في صرف المستحقات، فهذا أمر موجود في جميع الفرق". وأردف: "الثقة كاملة بالفريق والجهاز الفني والإدارة في تجاوز المرحلة الصعبة، والعودة إلى سكة الانتصارات، والحفاظ على مقعده في الدوري لموسم جديد. اللقاءات المقبلة صعبة وحاسمة ومصيرية، وتحتاج إلى تركيز الجميع".
من جانبه قال المتابع خالد الرومي: "الأهلي قدم أداء جميلا في معظم مباريات مرحلة الذهاب، وتصدر الدوري لأسابيع عدة، لكن التراجع بدأ في آخر مباريات المرحلة الأولى، وجاءت مرحلة الإياب صادمة للجماهير الأهلاوية والمتابعين للدوري من خلال أداء فني متواضع وخسائر متتالية".
وأضاف: "إدارة الأهلي برئاسة الشاب عوني نغوي لم تقصر مع الفريق، وقدمت كل الإمكانيات حسب المتاح، لكن هناك خللًا واضحًا في الناحيتين الفنية والبدنية للفريق، والمطلوب الآن الابتعاد عن كل السلبيات والوقوف وقفة رجل واحد خلف الليث الأبيض من أجل تحقيق الهدف المنشود بالبقاء بين فرق دوري المحترفين".
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

Comments
No comment