ترامب معلقا على رسوم الصين المضادة أصيبوا بالذعر وبكين لا فائز
مع دخول الرسوم الجمركية الأميركية التي أقرها الرئيس دونالد ترامب، نهاية الأسبوع الماضي على جميع الواردات من دول العالم بحد ادنى 10%، علق ترامب على سياسة التعريفات الجمركية الجديدة، بأنه لا قلق على الأعمال الكبيرة بشأن التعريفات الجمركية، وأنه فقط الضعفاء سيفشلون.
وأضاف ترامب، عبر منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»: «لا قلق على الأعمال التجارية الكبيرة بشأن التعريفات الجمركية، لأنها تعلم أنها باقية، لكنها تركز على الصفقة الكبيرة والجميلة، التي ستعمل على تنشيط اقتصادنا بشكل كبير. مهم جدا. جار الآن»، في إشارة إلى إصراره على صحة قراراته. وواصل ترامب التقليل من أهمية التراجع الحاد في الأسواق المالية العالمية عقب الرسوم الجمركية التي فرضها، حيث قال: «بالنسبة إلى العديد من المستثمرين الآتين إلى الولايات المتحدة لاستثمار مبالغ ضخمة من المال، فإن سياساتي لن تتغير أبدا، وهذا هو الوقت المناسب لأن يصبح المرء ثريا، أثرى من أي وقت مضى». فيما اعتبر دونالد ترامب أن الحرب التجارية الأميركية على الشركاء التجاريين ستؤتي ثمارها في الولايات المتحدة، لكن «هذا الأمر لن يكون سهلا»، داعيا إلى «الصمود».
وكتب أن «الصين تلقت ضربة أكثر شدة بكثير (مما تلقت) الولايات المتحدة، نستعيد وظائف وشركات كما لم نستعد من قبل إنها ثورة اقتصادية وسنربح. اصمدوا، هذا الأمر لن يكون سهلا، لكن النتيجة النهائية ستكون تاريخية».
واعتبر الرئيس الأميركي، أن رد الصين على الرسوم الجمركية التي أقرها، بفرض رسوم على الصادرات الأميركية إلى بكين بنسبة 34% اعتبارا من 10 الجاري، يعكس «ذعرا» تعيشه بكين، حيث قال: «أخطأت الصين في التصرف، لقد أصابهم الذعر، وهو الشيء الوحيد الذي لا يمكنهم تحمله».
وكانت الإدارة الأميركية قد حذرت الدول من الرد على الرسوم الجمركية التي فرضتها، ملوحة بتعريفات إضافية على صادراتها إلى الولايات المتحدة، لكن الصين فرضت يوم الجمعة الماضية تعرفة بنسبة 34% على الواردات الأميركية تدخل حيز النفاذ في 10 الجاري، وتضاف إلى معدل التعرفة الجمركية الحالي المطبق. كما فرضت وزارة التجارة الصينية قيودا على تصدير 7 عناصر أرضية نادرة بما فيها الغادولينيوم والإتريوم المستخدم في صناعة المنتجات الإلكترونية.
ومن جانبها، أعلنت الحكومة الصينية أمس، أن الرسوم الأميركية تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية بشكل كامل، وتقوض نظام التجارة المتعددة الأطراف القائم على القواعد، مشددة على ضرورة توقف الولايات المتحدة عن استخدام التعريفات الجمركية كسلاح لقمع اقتصاد الصين وتجارتها، وتقويض حقوق التنمية المشروعة للشعب الصيني.
وأكدت الحكومة الصينية في بيانها، على أنها ستواصل اتخاذ إجراءات حازمة لحماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية، مضيفة أنه لن يكون هناك فائز في الحروب التجارية وحروب التعريفات الجمركية.
وبدورها، أكدت العديد من غرف التجارة الصينية على معارضتها الشديدة لفرض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية المتبادلة من جانب واحد، معربة عن دعمها القوي لحكومة بلادها في اتخاذ جميع التدابير المضادة اللازمة، وفقا لبيانات صادرة عن غرف التجارة للاستيراد والتصدير في مختلف القطاعات.
وعلى صعيد متصل، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة، قائلا إنه تم إحراز تقدم كبير بشأن التضخم منذ عودته إلى السلطة.
ولكن في المقابل، توقع رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول، أن تتسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بارتفاع التضخم وتباطؤ النمو، مؤكدا على أنه من السابق لأوانه التفكير في إجراء تغييرات على السياسة النقدية الأميركية، وذلك على خلفية تأثيرات الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضها ترامب.
وأضاف: «لا يزال عدم اليقين قائما، وبات من الواضح الآن أن زيادات التعريفات الجمركية ستكون أكبر بكثير من المتوقع، ومن المرجح أن ينطبق الأمر نفسه على الآثار الاقتصادية، التي ستشمل ارتفاعا في التضخم وتباطؤا في النمو، ولا يزال حجم هذه الآثار ومدتها غير مؤكدين، وبينما يرجح بشدة أن تؤدي التعريفات الجمركية إلى ارتفاع مؤقت في التضخم على الأقل، فمن الممكن أيضا أن تكون آثارها أكثر استدامة». وتابع باول: «سنواصل مراقبة البيانات الواردة، والتوقعات المتغيرة، وتوازن المخاطر بعناية. نحن في وضع جيد يسمح لنا بانتظار مزيد من الوضوح قبل النظر في أي تعديلات على سياستنا النقدية، ومن السابق لأوانه تحديد المسار المناسب للسياسة النقدية».
وأعلن غافين نيوسوم، حاكم كاليفورنيا، وهي خامس أكبر اقتصاد في العالم، أن هذه الولاية ستسعى إلى إبرام اتفاقيات مع بقية دول العالم لإعفائها من إجراءات انتقام جمركي مستقبلية ضد الولايات المتحدة.
وقال الديموقراطي في مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي «الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب لا تمثل جميع الأميركيين».
وقد أدى رد الصين يوم الجمعية الماضية على الرسوم الأميركية إلى تفاقم الخسائر في الأسواق المالية التي تضررت بالفعل في اليوم السابق من إعلان واشنطن فرض رسوم جمركية ضخمة: +10% على جميع المنتجات اعتبارا من السبت، ثم +34% على الواردات من الصين و+20% على الواردات من الاتحاد الأوروبي بدءا من الأسبوع المقبل.
وهوت بورصة نيويورك الجمعة بنحو 6% في تراجع حاد للجلسة الثانية على التوالي على خلفية مخاوف المستثمرين حيال اقتصاد الولايات المتحدة، وتراجع مؤشر داو جونز 5.50%، فيما انخفض مؤشر ناسداك بـ 5.82%، كما تكبد مؤشر «أس أند بي 500» أسوأ خسارة له منذ العام 2020 بتراجعه 5.9%.
ودخل مؤشر ناسداك رسميا في مرحلة السوق الهبوطية (Bear Market) بعدما فقد أكثر من 21% من ذروته المسجلة في ديسمبر، ما يعكس حالة ذعر واسعة بين المستثمرين، وفي المقابل، رفع بنك جي بي مورغان احتمالية دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود إلى 60%، وسط مؤشرات سلبية متزايدة في سوق العمل والطلب.
وتكبدت الأسواق الأميركية خسائر صادمة تجاوزت 6 تريليونات دولار في يومين فقط، في أسوأ موجة نزيف منذ أزمة 2008، ما يثير القلق بشأن التداعيات المحتملة للسياسات التجارية على الاقتصاد العالمي، وفقا لبيانات اطلعت عليها «العربية Business».
وعمقت أسعار النفط خسائرها خلال تعاملات الجمعة، لتلامس أدنى مستوياتها في أكثر من 3 سنوات، بعد فرض الصين رسوما جمركية على السلع الأميركية، مما زاد من مخاوف تراجع الطلب في خضم حرب تجارية شاملة.
وعند التسوية، هبطت أسعار العقود الآجلة لخام «برنت» القياسي تسليم يونيو 6.5% أو 4.56 دولارات عند 65.58 دولارا للبرميل، لتنهي مكاسب استمرت 3 أسابيع، بعد تراجعها هذا الأسبوع بنحو 9.85%، وهي أعمق وتيرة خسائر أسبوعية في عام ونصف.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

Comments
No comment