ترامب: انتهت العملية ونجا المريض

(MENAFN- Al-Bayan) في خطوة من شأنها تأجيج التوترات التجارية العالمية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، عن حزمة تعريفات جمركية جديدة تهدف إلى دعم قطاع التصنيع المحلي. هذه الخطوة، التي وصفها ترامب عبر منصته "تروث سوشال" بأنها "يوم التحرير"، تأتي في إطار سياسة "أمريكا أولًا" التي يتبناها، والتي تسعى لمواجهة ما يصفه بالممارسات التجارية غير العادلة من قِبَل العديد من الدول.

وقال ترامب في منشوره: "انتهت العملية! المريض تعافى وهو الآن في مرحلة الشفاء. التوقعات تشير إلى أن المريض سيكون أقوى وأضخم وأفضل وأكثر مرونة من أي وقت مضى."

تصعيد اقتصادي أم إصلاح تجاري؟

تشمل القرارات الجديدة فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على السيارات المستوردة، وهي زيادة كبيرة من المتوقع أن تؤثر على شركات صناعة السيارات الأوروبية واليابانية والكورية. كما تشمل الحزمة استمرار التعريفات المفروضة على الفولاذ والألمنيوم والسلع المستوردة الأخرى، والتي تم فرضها منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير.

وفي خطوة مثيرة للجدل، تدرس إدارة ترامب فرض تعريفات على ما يُسمى "الخمس عشرة دولة القذرة"، وهي مجموعة من الدول يتهمها الرئيس بالحصول على امتيازات تجارية غير متكافئة داخل السوق الأمريكية، بينما تحمي صناعاتها الوطنية بسياسات حمائية.

انعكاسات اقتصادية وتحذيرات الخبراء

بينما ترى إدارة ترامب أن هذه التعريفات ستُدرّ ما يصل إلى 600 مليار دولار سنويًا، وفقًا لمستشار البيت الأبيض التجاري بيتر نافارو، يحذر خبراء الاقتصاد من أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى حرب تجارية شاملة، مما قد يُضعف النمو الاقتصادي ويؤثر سلبًا على المستهلكين الأمريكيين بسبب ارتفاع الأسعار.

وقد أشار وزير الخزانة، سكوت بيسنت، إلى أن بعض الدول قد تتمكن من التفاوض على تخفيضات جمركية، لكنه لم يقدم أي تفاصيل حول الآلية المحتملة لذلك.

ردود فعل متباينة بين السياسيين

أثارت هذه الخطوة انتقادات حادة من المشرعين الديمقراطيين، الذين يرون أن السياسة التجارية العدوانية لترامب تزعزع ثقة المستثمرين والشركات الأمريكية، وقد تؤدي إلى انتقام تجاري من الدول المتضررة.

ورغم هذه المعارضة، أكد ترامب يوم الإثنين أن قراره نهائي، مشيرًا إلى أنه يستطيع فرض هذه التعريفات مباشرة دون الحاجة إلى موافقة الكونغرس، مستندًا إلى سلطاته التنفيذية.

ما التالي؟

في ظل هذا التصعيد، تبقى الأسئلة مفتوحة حول ردود فعل الدول المتأثرة بهذه التعريفات، وما إذا كانت سترد بإجراءات انتقامية قد تؤدي إلى تصعيد اقتصادي عالمي. وبينما يرى أنصار ترامب أن هذه السياسة ستحمي الوظائف والصناعات الأمريكية، يخشى المعارضون من أن العواقب قد تكون أكبر بكثير مما يتوقعه البيت الأبيض.

وقد أثارت هذه الخطوة انتقادات سريعة من المشرّعين وصانعي السياسات الديمقراطيين، الذين يُجادلون بأن موقف الإدارة العدواني يُزعزع ثقة الشركات والمستهلكين بالفعل.

هل سيتراجع ترامب؟

بدورها تساءلت صحيفة " بولتيكو" الأمريكية في مقال لها : إذا تفاقمت أزمة الأسواق، فهل سيتراجع ترامب؟ إلى أي مدى ستتغير الرسوم الجمركية خلال السنوات الثلاث أو أكثر القادمة؟ وقد تتغير سياسة الرسوم الجمركية جذريًا في عهد رئيس جديد عام 2028 . فهل ستنتظر الشركات حتى انتهاء الأزمة بدلًا من الالتزام طويل الأمد بتوفير الموارد والأمل في الأفضل؟

وأضافت الصحيفة " للإنصاف، حددت الإدارة بالفعل معدلات الرسوم الجمركية التي ستُطبق على كل دولة، ما يتيح للشركات والمستثمرين فهمًا أعمق للوضع مقارنةً ببداية الأسبوع. مع ذلك، لا يبدو أن أحدًا متأكد تمامًا مما سيحدث لاحقًا. لذا، يجدر بنا التساؤل عما إذا كان ترامب قد قدّم توضيحات واضحة هذا الأسبوع".

MENAFN03042025000110011019ID1109388272


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.