أعتذر على وقاحتي... لكنني صائم بقلم روند عبيد الله

(MENAFN- Palestine News Network ) كثيراً ما أجد نفسي تحاورني أمام سؤال يحاصرني بلاإجابة مباشرة، لماذا يتحول البعض في شهر رمضان الىقنابل موقوتة تمشي على قدمين ؟ أعني من المفترض أنندرب أنفسنا خلال صيامنا على الصبر وضبط النفس،أليس كذلك ؟ مثلما نحبس جوعنا وعطشنا من الفجر الىالمغرب، ألا يجب أن نحاول حبس غضبنا أيضاً ؟ لكن لا، بالنسبة للبعض الامتناع عن الطعام والشراب، سهل, أما الامتناع عن الغضب والشتائم، فهذا مستحيل .

ترى أحدهم وجهه شاحباً، عيونه باهتة، يسير متوتراً كأنالكون بأسره ضده فقط لأنه لم يشرب قهوته الصباحية أولم يدخن سيجارته. يتمالك نفسه عن الطعام، لكنه لايستطيع أن يتمالك نفسه عن توزيع الشتائم يميناًوشمالاً! وإذا حاولت أن تلقي عليه التحية، فقد تحصلعلى رد قاسي يجعلك تندم على المبادرة ، ثم يأتيك بعد ذلك وكأن العالم كله على كتفيه ليقول،: الصيام متعب. فلاأقول لك سوى أن ما تفعله ليس صياماً .

قبل أيام، كُنت عائدة من الجامعة ، الحرارة تزداد من حينإلى أخر، لدرجة شعرت بأنني سأذوب تحت أشعةالشمس، كنت في سيارة أجرة تتحرك ببطء بين زقاق مخيم الدهيشة. فجأة، حاولت امرأة العبور من بين السيارات، وإذ بالسائق ينفجر غضباً كأنها ارتكبت جريمة لا تغفر، كأنها قطعت عليه طريقه إلى حلمه! كانواضحاً أنه صائم، لكن عن الطعام فقط ، أما أعصابهولسانه؟ فبدآ الإفطار منذ الصباح .

أيهما أصعب فعلاً ؟ الصيام عن الطعام والشراب، أمالصيام عن الغضب. لماذا لا نتعامل مع رمضان كفرصة للامتناع عن الأذى بالكلام، بنفس الحماس الذي نمتنع به عن الطعام ؟ ربما لو فعلنا ذلك لفهمنا المعنى الحقيقيللصيام، ولأصبح رمضان فعلاً شهر الرحمة، لا شهرالمعارك اليومية .

MENAFN28032025000205011050ID1109367608


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.