-->

الإزاحة في الفصول تفاقم معضلة الفقر المائي


(MENAFN- Alghad Newspaper)
إيمان الفارس


عمان - قد يكون المنخفض الجوي المرتقب نهاية الأسبوع الحالي، الفرصة الأخيرة لتعديل جودة أداء الموسم المطري والتي بدورها قد تساهم في تعزيز مخزون السدود المائي.
وفيما بدأ الموسم الشتوي الحالي 2024 – 2025 بأداء تراوح بين ضعيف إلى متواضع حتى الوقت الراهن، إلا أن الآمال ما تزال مرهونة بمنخفضات متجددة خلال الفترة المتبقية من الموسم، والتي يعوّل عليها في الانعكاس على تحسين مخازين السدود لتصل، على الأقل، إلى مستوياتها المسجلة حتى الوقت ذاته من الموسم الشتوي الماضي.
تلك التوقعات أبداها الأمين العام لسلطة وادي الأردن م. هشام الحيصة في تصريحات سابقة لـ"الغد"، حيث أشار إلى الحاجة لـ"منخفض مشابه لدرجات قوة المنخفضات والهطولات المطرية التي كان آخرها مطلع شهر آذار (مارس) الحالي، وخصوصا في منطقتي الوسط والشمال"، متابعا أنه "عندها تكون الفرصة متاحة للوصول إلى مخزون مائي مشابه للموسم المطري السابق 2023 – 2024".
تحديات الموارد المائية
وفيما ما تزال الفرصة متوفرة لمنخفضات وحالات جوية قادمة، وفق تقديرات سجلات المياه والمناخ الأردني، إلا أن تحديات تواجه الموارد المائية في الأردن نتيجة التغير المناخي، وفق دراسة لمدير ومؤسس المركز العربي للمناخ م. أحمد العربيد.
وفي دراسته التي نشرها "منتدى الشرق الأوسط للمياه"، "فإن الأردن ومنطقة بلاد الشام تعد غير مستقرة مناخيا"، مشيرا إلى أن هذه المنطقة باتت تعاني من "الإزاحة في الفصول، والتقلبات في نسب الرطوبة، وارتفاع فرص الأمطار الوميضية، بالإضافة للسلوك المتطرف وغير المعتاد للحالات الجوية".
واقترحت الدراسة ذاتها حلولا لمواجهة التغيرات في كميات الهطول؛ مشيرة إلى أهمية استثمار التقنيات الحديثة لتعويض أي نقص في الكميات الهاطلة خلال الموسم، وذلك بناء على الاستعداد المسبق عند رصد انخفاض في عدد الحالات الجوية ومجاميع المياه.
واستعرضت الدراسة الحلول المقترحة، والتي تشمل تقنيات الاستمطار المتقدمة، واستثمار الطبوغرافية المميزة، والتنبؤ بعيد المدى، واستغلال المناطق الشرقية، وبناء السدود القومية، وأنظمة الإنذار المبكر من الجفاف.
بدء تأثير المنخفض
وأشارت دائرة الأرصاد الجوية إلى بدء تأثر المملكة تدريجيا غدا الأربعاء، بكتلة هوائية باردة في مقدمة منخفض جوي، ما يؤدي إلى انخفاض ملموس على درجات الحرارة، متوقعة أن يبدأ هطول الأمطار اعتباراً من ساعات المساء، وبين الحين والآخر في شمال المملكة، تمتد تدريجياً إلى المناطق الوسطى.
ومع ساعات الليل المتأخرة يصل الهطول إلى المناطق الجنوبية الغربية، وسط احتمال أن تكون الأمطار أحياناً غزيرة في شمال المملكة ولفترة قصيرة، كما تكون الرياح غربية نشطة السرعة تزيد من الإحساس بالبرودة.
أما بعد غد الخميس، فتوالي درجات الحرارة انخفاضها نهارا، لتسجل أقل بقليل من معدلاتها العامة لمثل هذا الوقت من السنة، ليكون الطقس باردا نسبيا وغائما جزئيا إلى غائم أحياناً في اغلب المناطق، وتهطل زخات متقطعة من المطر في شمال المملكة وأجزاء محدودة من المناطق الوسطى، فيما يكون الطقس باردا وغائما جزئيا إلى غائم أحيانا في أغلب المناطق مساء الخميس، وسط توقعات بهطول زخات متفرقة من المطر في الأجزاء الغربية من المملكة، وتكون الرياح شمالية غربية معتدلة السرعة تنشط أحيانا.
أسوأ المواسم المطرية
وفي حين سجل الموسم المطري الحالي 2024 – 2025، تغيرا كبيرا في فترات الهطول، حيث صنف هذا الموسم في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي بثاني أسوأ موسم منذ العام 1958، إلا أن توالي المنخفضات نهاية شهر شباط (فبراير) الماضي ومطلع شهر آذار (مارس) الحالي، حسّن من مخزونات السدود التي كانت تواقة لجريان مياه الأمطار.
فالمنخفض الجوي الأخير الذي شهدته مختلف مناطق المملكة، والذي نجمت عنه هطولات مطرية، "كان جيدا وتمركز في مناطق الجنوب"، وفق الحيصة.
وساهمت الهطولات المطرية الناجمة عن المنخفض الجوي الماضي، في تعزيز تخزين السدود بما كميته 8 مليون متر مكعب إضافية، بالإضافة لتعزيز مواقع الحصاد المائي وخاصة المناطق الشرقية والجنوبية.
كما أدت تلك الهطولات إلى تحقيق أهداف مشاريع الحصاد المائي من التغذية الجوفية، وتزويد مربي الثروة الحيوانية بالمياه، حيث وصل سد الوحيدي حينها، إلى سعته التخزينية الكلية البالغة 750 ألف متر مكعب، والذي ساهم في درء خطر الفيضانات.
وبحسب أرقام وزارة المياه والري - سلطة وادي الأردن، فإن الامطار الأخيرة والهاطلة مطلع الشهر الحالي، تركزت في المناطق الشرقية والجنوبية، حيث تدفق إلى السدود والحفائر الصحراوية من الأمطار وجريان الأودية خلال المنخفض الجوي الأخير، 8 ملايين متر مكعب، وعلى مدار الجمعة الماضي، ليرتفع التخزين الكلي في السدود الـ15 الرئيسة، إلى 95 مليون م3، معادلا ما نسبته 33 % من طاقتها التخزينية البالغة 288,128 مليون م3.
وبينت "المياه – وادي الأردن" أن الكميات الداخلة نتيجة المنخفض الأخير، تركزت في سد الموجب الذي تدفق نحوه 4,5 مليون متر مكعب، حيث وصل إلى 18 مليون م3 بنسبة تخزين 74 %، وسد الوالة 2,5 مليون متر مكعب ليرتفع إلى 4,4 مليون متر مكعب بنسبة تخزين 17 %، وسد الوحيدي في معان 750 ألف متر3، وتوزعت باقي الكمية على مختلف الحفائر الصحراوية والسدود باستثناء زرقاء ماعين - مادبا.
من جانبه، أشار مدير إدارة الأرصاد الجوية رائد رافد آل خطاب، في تصريحات سابقة، إلى مساهمة الأمطار التي هطلت خلال الحالة الجوية الأخيرة، في تحسين أداء الموسم المطري الحالي 2024 – 2025، بنسب تراوحت بين 01 %-53 % من المعدل الموسمي العام، خاصة في جنوب وشرق المملكة.
وعادة ما يتم القياس على المعدل السنوي طويل الأمد للهطولات المطرية، والبالغ 8.1 مليار م3 سنويا، لتقييم ما إذا كان الموسم رطبا أو جافا، بمعنى أنه إذا زاد حجم الهطول المطري عن هذا المعدل، فإن الموسم يعد جيدا مائيا، فيما إذا انخفض الهطول عن المعدل ذاته يكون موسما ضعيفا مائيا.
وتعد السدود من أهم المرافق المائية الفاعلة في قطاع المياه، كونها ذات أهمية إستراتيجية، بخاصة لما تعانيه المملكة من محدودية الموارد المائية، وشح تغذيتها نتيجة لتناقص وتذبذب معدل هطل الأمطار في الأعوام الأخيرة، وتزايد الطلب على المياه في ظل الازدياد السكاني المطرد، وانتعاش الحياة الاقتصادية في مختلف المجالات.

MENAFN17032025000072011014ID1109325398


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.