![](https://menafn.com//includes/img/error-logo-left.png)
هل هناك مفاوضات سرية؟
هناك انقسام في الرأي العام الدولي والعربي حول مستقبل إيران، ولا شك أن أغلب القراءات تتلون بميول أصحابها السياسية، ونادرا ما نجد رأيا حياديا إزاء طهران.
يتبدى السؤال بشكل كبير هذه الأيام حول مصير إيران، في ضوء عدة محددات، أولها نتائج طوفان الأقصى في غزة، والحرب بين الفلسطينيين والاحتلال الاسرائيلي، وثانيها تقييمات الجبهة اللبنانية، وما تعرض له حزب الله، عسكريا، ثم سياسيا على صعيد تركيبة الحكومة اللبنانية الجديدة، والواقع الميداني، وربط هذه التقييمات بنفوذ إيران، وقوتها وضعفها، وثالثها ما يرتبط بسقوط النظام السوري، ونشوء نظام جديد مفصول علنا عن المحور الإيراني، بل ويتخذ اتجاها معاديا برغم حديث دمشق إنها لا تريد معاداة أحد، ورابعها ما يرتبط بالعراق واليمن، من حيث كونهما محطتين للنفوذ الإيراني، وأخيرا الوضع الإيراني الداخلي وعلاقته بالإدارة الأميركية الجديدة، وخصوصا، مع وجود عقوبات ورسائل متناقضة من واشنطن.
نشتق من السؤال السابق، فكرة اساسية تتمحور حول سيناريو الحرب مع إيران، واذا ما كانت إيران ستميل الى تسوية سياسية في المنطقة، ام انها ستعيد التموضع، من أجل تجديد مشروعها في المنطقة، ومحاولة استعادة جبهات محسوبة عليها خصوصا في سورية ولبنان، واذا ما كانت محاولة الاستعادة ستتم من أجل هدف براغماتي أي ترقية شروط التسوية السياسية، ام دفاعا عن مشروعية المشروع الإيراني، وعدم التراجع عن كل التوجه السياسي والعسكري.
علينا أن نقر أولا أن هناك إشارات متواصلة من إيران تحاول اعادة تعريف وجودها الاقليمي، وليس أدل على ذلك من تنصل نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية، محمد جواد ظريف من هجوم السابع من اكتوبر حيث قال إن بلاده لم تكن على علم بعملية السابع من أكتوبر التي نفذتها حركة حماس في إسرائيل، وأن إيران تفاجأت أيضاً وصُدمت، مضيفا في منتدى دافوس أن إيران تأمل في أن يختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب العقلانية في تعامله مع طهران، مشيرا الى أن طهران لم تسعَ قط إلى امتلاك أسلحة نووية، ويمكن الحاق اشارات كثيرة وردت على لسان المرشد الاعلى والرئيس الإيراني، ووزير الخارجية الإيراني كلها تتحدث عن مسارين متوازيين، الأول شرعية المقاومة الفلسطينية، والثاني أن إيران لا تريد حربا، وتريد التفاوض، وهذا يصب في اطار ما يسميه المعسكر الإيراني اسناد الفلسطينيين بانماط مختلفة، لا شن حرب لأجلهم نهاية المطاف.
طهران لن تخوض الحرب من اجل اي قضية عربية، وهذا الكلام واضح، لكنها توظف بذكاء كل أوراق المنطقة لترقية وضعها الاقليمي، وليس أدل على ذلك من تحديها لواشنطن واستقبالها قبل أيام لوفد حركة حماس، كما أنها أيضا ما تزال تمتلك نفوذا اقليميا في دول مهمة مثل العراق واليمن، وعودتها لتقويض المشروع السوري الجديد تبقى واردة ومحتملة بطرق مختلفة، اضافة الى ان ملف لبنان يخضع للتجاذبات، وهذا يعني ضمنيا أن إيران التي تعيد تعريف مركزها الاقليمي، لن تتخلى حاليا عن كل أوراقها، وستواصل توظيفها بهدف تجنب حرب كبرى، والوصول إلى تسوية حول الطاقة النووية، والصواريخ البالستية، والنفوذ الإقليمي.
واشنطن ذاتها تحاول تجنب الحرب، لأنها تدرك أنها قد تكون شرارة لحرب إقليمية-دولية، لكنها أيضا لا تتراجع وتشدد العقوبات، والأخطر هنا أن زيارة رئيس حكومة الاحتلال إلى واشنطن ستعيد جدولة الأولويات الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، وهذا ما سنكتشفه بعد عودته من حيث قياسات التصعيد أو التهدئة.
تستفيد إيران هنا من عدة محاور، أولها أن واشنطن تشتبك في صراعات علنية مع أغلب دول العالم، فيما تل أبيب قد لا تكون متأكدة تماما من كلفة ضرب إيران، وبين المحورين السابقين، تتشدد كل الأطراف في شعاراتها، فيما المؤكد أن الوسطاء السريين يقومون بمفاوضات غير علنية هذه الأيام، في محاولة لإطفاء جمر الملف الإيراني، بشروط ميسرة، لا تبدو تنفيذا لشروط إسرائيلية.
يبقى السؤال: هل تستطيع طهران وواشنطن وعواصم وسيطة كشف تفاصيل الاتصالات والمفاوضات السرية هذه الأيام التي تستهدف تبريد سطح المنطقة؟.
الغد
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
سعر برميل النفط الكويتي يرتفع ليبلغ 78 45 دولار
الأمير يشمل برعايته وحضوره غدا حفل تخرج دفعة الطلبة الضباط الـ50 بكلية علي الصباح العسكرية
لا تشريعات ناظمة لإدارة مخلفات البناء والهدم
جنرال إسرائيلي: نواجه تهديدا وجوديا وحماس لن تستسلم
وزير الدفاع الإسرائيلي يبدأ بتحقيق تغيير كبير في السياسة