دعوات لتشكيل ائتلافات استثمارية بين الحكومة والقطاع الخاص


(MENAFN- Alghad Newspaper)
عبد الرحمن الخوالدة


عمان- في ظل ضبابية المشهد السياسي والاقتصادي في الإقليم حيث أصبح جذب الاستثمار الأجنبي من بين أصعب الملفات الاقتصادية التي تواجهها دول المنطقة تحت مفهوم "رأس المال الجبان" تبرز الحاجة الملحة للاستثمار في مشاريع وطنية كبرى لتفادي هذا المنزلق.
ويؤكد خبراء أن الاستثمار المكين يبدأ بتشكيل ائتلافات استثمارية محلية بين القطاعين الحكومي والخاص، بما يضمن تنمية الاقتصاد الوطني، وتقليل الاعتماد على الاستثمارية الخارجية.
ويوضح الخبراء في تصريحات خاصة لـ"الغد" أن إشراك القطاع الخاص في تنفيذ وتطوير المشاريع الاستثمارية والتنموية يرفع من قدرة الاقتصاد الوطني على مواجهة التحديات الاقتصادية وتحقق الاعتماد على الذات في توفير الموارد الرئيسة خاصة في قطاعات المياه والطاقة والصناعة والخدمات والزراعة التي تتوفر أيضا على فرص استثمارية عدة.
وأشار هؤلاء إلى أن القطاع الخاص الأردني لديه الخبرة والمؤهلات الكافية لتنفيذ المشاريع الاستثمارية الكبرى بما في ذلك التي تنوي الحكومة طرحها وخاصة الناقل الوطني ومشاريع النقل وغيرها من المشاريع الإستراتيجية الأخرى، لافتين إلى أن المشاريع التي تتحدث عنها الحكومة ضمن رؤية التحديث الاقتصادي وضمن الموازنة العامة لا تستطيع الحكومة تمويلها بالكامل مما يستوجب طرحها كمشاريع للشراكة مع القطاع الخاص.
وبغية إرساء المشاريع الاستثمارية الوطنية من خلال الشراكة بين القطاعين، دعا الخبراء إلى أهمية إشراك القطاع الخاص في القرارات الحكومية التي تخص المصلحة الاقتصادية في تحقيق الإصلاح الاقتصادي الشامل، إضافة إلى ضرورة تهيئة البيئة الاستثمارية المحفزة لتشجيع إقامة الشراكات بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب الاستفادة من خبرات القطاع الخاص الأردني الفنية والتقنية في إنشاء المشاريع المتعلقة بالبنى التحتية والمرافق العامة، وتقديم الخدمات وتحسينها في العديد من القطاعات الاقتصادية.
المشاريع الاستثمارية بين القطاعين.. نوايا حكومية طيبة
كان وزير الاستثمار مثنى الغرايبة أكد في مقابلة خاصة مع "الغد" أخيرا أن الوزارة تحرص على العمل بشكل مستمر لجذب الاستثمارات من خلال شركائها في القطاع الحكومي والقطاع الخاص، إذ تم توقيع عدة اتفاقيات مع صناديق سيادية ومؤسسات استثمارية عربية بهدف تمويل وإنشاء مشاريع كبرى في مجالات البنية التحتية، والطاقة والطرق البديلة ومشاريع السكك الحديد ومشاريع تطوير الموانئ، بالإضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم واتفاقية إطار لإعداد دراسات جدوى لمشاريع الهيدروجين الأخضر وغيرها من المشاريع.
وأوضح الغرايبة أن الوزارة تقوم من خلال وحدة الشراكة بين القطاعين العام والخاص على عقد ورشات تدريبية بهدف تعزيز مفهوم الشراكة، ورفع قدرات العاملين في القطاع العام لتسريع الإجراءات لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية بالتعاون مع مؤسسات التمويل الدولية، فيما ستعمل على طرح مشاريع جديدة بالتعاون مع القطاع الخاص وعمل ورشات وندوات لطرح الفرص الاستثمارية.
تنفيذ المشاريع يرفع قدرة الاقتصاد الوطني على مواجهة التحديات
أكد مدير عام جمعية رجال الأعمال الأردنيين طارق حجازي أن الشراكة بين القطاعين العام والخاص أصبحت ضرورية وملحة في ظل الظروف الجيوسياسية والاضطرابات الاقتصادية المحيطة في الإقليم والعالم، إذ إن إشراك القطاع الخاص في تنفيذ وتطوير المشاريع الاستثمارية والتنموية يعزز من منعة وقدرة الاقتصاد الوطني على مواجهة التحديات الاقتصادية وتحقق الاعتماد على الذات في توفير الموارد الرئيسة خاصة في قطاع المياه والطاقة والصناعة والخدمات.
وشدد حجازي على أهمية الحوار الفعّال بين القطاعين الخاص والعام، وذلك بوضع خطط وإستراتيجيات فعالة وناجحة لمواجهة التحديات والقضايا الاقتصادية التي تهم المواطنين والمستثمرين بالدرجة الأولى وبما يحقق مصلحة الاقتصاد الوطني ودعم المستثمرين وتمكينهم من التوسع باستثماراتهم داخل المملكة.
وأشار حجازي إلى أن مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص تشكل محورا رئيسا في تحقيق أهداف رؤية التحديث الاقتصادي والمبنية على أساس تمكين القطاع الخاص وتعزيز نموه، مشيرا إلى أن القطاع الخاص يساهم بشكل مباشر في رفد البيئة الاستثمارية المحلية، ويعد الرافد الحقيقي والرئيسي للاقتصاد الوطني والأساس لتمويل المشاريع التي تنوي المملكة تنفيذها بقطاعات إستراتيجية، حيث يستقطب القطاع الخاص الغالبية العظمى من الاستثمارات النوعية بما في ذلك الاستثمار الأجنبي المباشر ويعزز من الاستثمارات التنموية والخدمية في القطاعات الاقتصادية، ويساهم في تحسين مؤشرات الاقتصاد الوطني المختلفة وتوفير فرص عمل جديدة للشباب الأردني، كما يعزز من تطوير الشركات الناشئة والمتوسطة بزيادة نشاطهم الاستثماري والتوسع في مشاريعهم والتي تساهم بشكل كبير في رفد البيئة الاستثمارية وتحسين بيئة الأعمال الأردنية وتعزز من قدرة الرياديين من تطوير أعمالهم في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وأكد حجازي أهمية إشراك القطاع الخاص في القرارات الحكومية التي تخص المصلحة الاقتصادية في تحقيق الإصلاح الاقتصادي الشامل، مؤكدا أهمية العمل على تهيئة البيئة الاستثمارية المحفزة لتشجيع إقامة الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتقديم الدعم للقطاع الخاص لرفد المشاريع الاستثمارية وجذب المستثمرين المحليين والأجانب، وتوطين استثمارات المغتربين الأردنيين وتوسيع مشاريعهم التنموية والخدمية والتي تعزز الاقتصاد الوطني، كما دعا إلى الاستفادة من خبرات القطاع الخاص الأردني الفنية والتقنية في إنشاء المشاريع المتعلقة بالبنى التحتية والمرافق العامة، وتقديم الخدمات وتحسينها في العديد من القطاعات الاقتصادية.
القطاع الخاص لديه المؤهلات الكافية لتنفيذ المشاريع الاستثمارية الكبرى
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي وجدي المخامرة "وسط التحديات الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة تبدو الحاجة ملحة إلى مشاريع استثمارية وطنية كبرى من خلال تشكيل ائتلافات استثمارية محلية بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص مما يضمن تنمية الاقتصاد الوطني، ويقلل من الاعتماد على التوجهات الاستثمارية الخارجية".
وأضاف المخامرة " أن القطاع الخاص الأردني لديه الخبرة والمؤهلات الكافية لتنفيذ المشاريع الاستثمارية الكبرى بما في ذلك التي تنوي الحكومة طرحها وخاصة الناقل الوطني ومشاريع النقل ومشاريع إستراتيجية أخرى قد تفكر الحكومة بطرحها مستقبلا".
وبين المخامرة أن المشاريع التي تتحدث عنها الحكومة ضمن رؤية التحديث الاقتصادي وضمن الموازنة العامة هي ضمن مشاريع الإنفاق الرأسمالي التي يعوّل عليها في تنشيط دورة رأس المال في الاقتصاد الوطني، كما أن بعضها من ضمن المشاريع التي لا تستطيع الحكومة تمويلها بالكامل مما يستوجب طرحها كمشاريع للشراكة مع القطاع الخاص، وبالتالي فإن تفعيل قانون مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مشاريع البنى التحتية قد يكون أفضل سيناريو للحكومة في هذا التوقيت.
وأوضح المخامرة، أن قدرة القطاع الخاص على تطبيق هذه المشاريع الاستثمارية مرتبطة بشكل وثيق بالمحفزات والممكنات في بيئة الأعمال والحوافز الحكومية وقدرتها على تعزيز التجربة الاستثمارية وفتح الآفاق أمام الشركات للاهتمام بهذه الفرص والعمل على تبينها. كما أن تطوير بيئة الأعمال بشكل مستمر هو أكبر محفز لهذه الشراكات.
ولفت المخامرة إلى أن الحكومة أنجزت مجموعة من التطورات الرئيسة في هذا الشأن، والتي بدأت من إطلاق رؤية التحديث الاقتصادي التي فتحت مجالا واسعا أمام الكثير من الفرص الاستثمارية الجديدة، بالإضافة إلى إنجاز التشريعات والأنظمة الاستثمارية التي تعتبر مواكبة وعصرية إلى حد ما، وتهدف لتحسين بيئة الاستثمار والأعمال في الأردن، والتي تتواءم في الأساس مع مبادرات ومستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي.
وأشار المخامرة إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تمكّن القطاع الخاص من المساهمة بفعالية أكبر في تلك المشاريع، وفي مقدمتها تبسيط الإجراءات وتقصير فترة الموافقات وتسهيل الوصول إلى التراخيص اللازمة للمشاريع، مع الحفاظ على بيئة تشريعية مستقرة وشفافة تحمي حقوق المستثمرين.
السياحة والنقل والزراعة والطاقة البديلة أبرز القطاعات المناسبة للمشاريع الاستثمارية
قال الخبير الاقتصادي زيان زوانة "الظروف الراهنة السياسية والاقتصادية في الإقليم والمنطقة تتستدعي تغيير آلية الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتكون أكثر فعالية وجدية على العملية الاقتصادية".
وأضاف "حان الوقت ليقوم القطاعان معا في تنفيذ وتمويل مشاريع استثمارية ذات عائد اقتصادي وتنموي، حيث أن إرساء منهجية العمل هذه من شأنها أن تسرع من قدرة الاقتصاد الوطني في الاعتماد على الذات".
وبين زوانة أن هناك قطاعات عدة يمكن للقطاعين الاستثمار بهما من خلال إقامة مشاريع استثمارية في قطاعات السياحة والنقل والزراعة والطاقة البديلة، ما سينعكس على تحريك عجلة الاقتصاد الوطني وخلق المزيد من فرص العمل.
وشدد زوانة على أن المشاريع الاستثمارية المشتركة بين القطاعين في ظل الظروف الراهنة وضعف الاستثمارات هي الضامن الأهم لتمكين الاقتصاد الوطني من النهوض والتنمية والتغلب على التحديات الاقتصادية والمعيشية.
فرص مواتية لحقبة جديدة للاستثمار المشترك بين القطاعين
إلى ذلك أكد عضو المنتدى الاقتصادي الأردني قاسم الحموري أن الفرص مواتية أمام القطاعين لتدشين حقبة جديدة من الاستثمار المشترك في مشاريع استثمارية لا سيما في قطاعات الغذاء والطاقة والمياه، حيث أن هذه القطاعات تعد ركنا أساسيا في تحقيق الأمن الاقتصادي والمعيشي.
ولفت الحموري إلى أهمية تحفيز القطاع الخاص وتقديم التسهيلات اللازمة له من تخفيض الرسوم الجمركية والضريبية المختلفة، بما يسمح له برفع قدراته الإنتاجية والتشغيلية والتصديرية، مما ستنعكس إيجابا على مؤشرات الاقتصاد الوطني المختلفة.

MENAFN10022025000072011014ID1109191162


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.