(
MENAFN- Al-Bayan) فتح عماد متعب، أحد أبرز رموز الكرة المصرية وأيقونة النادي الأهلي المصري، قلبه للحديث عن مسيرته المتميزة التي شهدت أهدافاً حاسمة وإنجازات خالدة مع ((نادي القرن)) ومنتخب مصر.. مهاجم ((الدقائق الأخيرة))، كما تحب أن تلقبه الجماهير، لم يكن مجرد
لاعب كرة قدم، بل رمزاً للإصرار والموهبة ومصدراً للسعادة لجماهير الكرة المصرية، الذي صنع تاريخاً مملوءاً بالألقاب واللحظات التي لا تُنسى..
((العمدة)) تحدث لـ((البيان)) عن رؤيته للدوري المصري والإماراتي، ورأيه في الجيل الحالي من اللاعبين، إلى جانب خططه المستقبلية ومباراة اعتزاله المنتظرة التي يأمل أن تكون أمام أحد عمالقة أوروبا.
في هذا الحوار المتميز، يأخذنا متعب في رحلة بين الماضي والحاضر والمستقبل، ويكشف عن أسرار نجاحه، وكيف حافظ على مكانته واحداً من أعظم مهاجمي الكرة المصرية في العصر الحديث.
ما رأيك في الكرة الإماراتية؟ وأي الفرق شدت انتباهك وأفضل اللاعبين حالياً؟
أتابع الكرة الإماراتية جيداً، وأعتقد بأن منتخب الإمارات يضم مجموعة متميزة من اللاعبين، ولديهم الإصرار على التأهل لكأس العالم وأتمنى لهم التوفيق ورفع علم بلادهم بين المنتخبات المشاركة في المونديال، وأحرص على متابعة الدوري الإماراتي كذلك وأرى أنه ممتع ومملوء بالمواهب، كما أنه يضم العديد من الفرق القوية، التي أتابعها بشكل مستمر مثل شباب الأهلي والعين، إذ يتمتعان بمستويات متميزة وأداء قوي، على الرغم من أن العين هذا الموسم لم يظهر بمستواه المعهود وبعيد عن البطولات ولكنه يبقى فريقاً كبيراً صاحب تاريخ عريق، وشخصياً يعجبني أداء المغربي سفيان رحيمي مهاجم العين، فهو من أكثر اللاعبين الذين أتابعهم، فلديه إمكانات كبيرة ويقدم أداءً رائعاً، وكنت أتمنى رؤيته في النادي الأهلي، لأنه يملك المهارة والإبداع الذي يناسب أي فريق كبير.
. عقب الاعتزال، توقع بعضهم دخولك عالم التدريب ولكن هذا الأمر لم يحدث، لماذا؟
شخصياً لم ولن أفكر على الإطلاق في دخول مجال التدريب، هذا الأمر ليس في خططي حالياً، ومع ذلك، لا أعلم ما قد يحدث في المستقبل، ولكن في اللحظة الراهنة، فكرة التدريب ليست واردة بالنسبة لي، وأعتقد بأن ظهوري في القنوات الرياضية محللاً للمباريات كان الأنسب لي في الفترة التي أعقبت اعتزالي، وكما قلت لا نعلم ماذا تخبئ الأيام المقبلة لنا.
الاعتزال
. مباراة اعتزالك حتى الآن لم يتم حسمها وبرشلونة الأقرب، ما رأيك؟
تحدثت مع عدة أندية لتحديد موعد مناسب لمباراة اعتزالي، ولكن المشكلة كانت في تحديد المواعيد التي تناسب الأطراف كافة، إن شاء الله سنصل قريباً إلى موعد يناسب الأهلي والفريق الذي سيكون ضيفاً علينا في مباراة الاعتزال والتكريم، ليس لدي أي تأكيد لتحديد اسم النادي الضيف، سواء كان برشلونة أو ريال مدريد أو أي نادٍ آخر، لأنني لم أتفق بعد مع أي فريق بشكل رسمي، ولكن أؤكد للجميع أن المباراة ستكون أمام أحد الأندية الكبرى في أوروبا والعالم، وهذا ما أسعى لتحقيقه ليكون الحدث على مستوى يليق بمسيرتي الكروية.
. بعد إنجازاتك مع الأهلي والمنتخب المصري، كيف تقيّم مسيرتك اليوم إذا نظرت إليها متفرجاً؟
أترك دائماً التقييم للجمهور، فهو صاحب الرأي الأول والأخير لأنه الأجدر بتقييمي مع احترامي للجميع، كما أنه صاحب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في صنع اسم عماد متعب، شخصياً أقيس نجاحاتي عن طريق الألقاب والبطولات التي حققتها في المسيرة الطويلة مع الأهلي ومنتخب مصر ورحلة الاحتراف، والحمد لله، أرى أن مسيرتي كانت ناجحة مملوءة بالإنجازات، بذلت فيها كل ما في وسعي لتحقيق كل أحلامي، وسعيت دائماً لأكون أحد العوامل التي أسهمت في بطولات النادي الأهلي ومنتخب مصر، والحمد لله، تحقق ذلك بشكل كبير.
. الأهداف الحاسمة في الدقائق الأخيرة، ارتبطت بك، كيف حافظت على تركيزك وحالتك النفسية في تلك اللحظات؟
الأهداف الحاسمة في اللحظات الأخيرة هي أغلى الأهداف بالنسبة لي، لأنها تعتمد على التركيز، والإصرار، والعزيمة، كنت دائماً أؤمن بقدرتي وقدرة زملائي على تسجيل الأهداف حتى في أصعب اللحظات، وكان لديّ يقين وثقة بأننا نستطيع تحقيق الفوز، ثقة جمهور الأهلي كانت دائماً تعطيني الدافع الأكبر، حينما تشعر بأن الجمهور يثق بك ويؤمن بقدرتك على تغيير النتيجة، وحتى لو تبقى 30 ثانية فقط على نهاية المباراة، فهذا الإحساس ينتقل لنا نحن اللاعبين داخل الملعب.
منذ لعبي في قطاع الناشئين بالأهلي، كنت متميزاً في تسجيل الأهداف في اللحظات الأخيرة، كنت أعمل بجد وأجتهد، والحمد لله، كان الله يوفقني في تسجيل هذه الأهداف التي تبقى عالقة في أذهان الجميع سواء مع الأهلي أو منتخب مصر.
. مَن المهاجم الذي يقترب من أداء عماد متعب؟
أرى وسام أبو علي مهاجم الأهلي الحالي، هو المهاجم الذي يشبه أسلوبي وأدائي في اللعب، فهو من المهاجمين المتميزين، لاعب سريع يمتلك إمكانات عالية، إضافة إلى أنه هداف من الطراز الأول، يتميز بالتعامل الرائع مع الكرات العرضية، سواء بالرأس أو بالقدم، كما أنه يجيد استغلال الكرات الثابتة ويتحرك بذكاء داخل الملعب، أرى أنه قد يكون هناك بعض الشبه بين أسلوب لعبه وأسلوب لعبي في فترة وجودي داخل الملعب.
وسام أبو علي يقدم أداءً رائعاً مع الأهلي، وأرقامه تتحدث عنه، لاعب مجتهد يعمل بجد على المرمى ويتميز بقدراته التهديفية العالية، أن يحقق لقب هداف الدوري في أول 6 أشهر له مع الأهلي هو إنجاز كبير يبرز موهبته وجهوده، وأعتقد بأن وسام لديه مستقبل كبير مع الفريق، وأتوقع أن يواصل تحقيق المزيد من الإنجازات في الفترة المقبلة، لأنه لاعب لديه كل المقومات للنجاح والاستمرار في التألق.
. كيف تقيم مستوى الدوري المصري؟
الدوري المصري قوي ومصنف ضمن الدوريات الأكثر متابعة على المستوى العربي والإقليمي، صحيح أنه شهد تراجعاً في المستوى في المواسم الأخيرة، ولكنه بدأ يستعيد قوته بشكل ملحوظ، وأعتقد بأنه إذا تم وضع جدول منتظم بصورة احترافية في جدول المباريات وكذلك انتهاء المواسم في مواعيد محددة كما يحدث في باقي دوريات العالم، أعتقد حينها بأن الدوري المصري سيكون أقوى وأفضل بكثير في المستقبل إذا تم التعامل معه بصورة احترافية وطرائق علمية.
. الأهلي حقق لقب بطل القارات الثلاث، كيف ترى المنافسة في مونديال الأندية النسخة المقبلة بأمريكا؟
بطولة القارات إنجاز كبير جداً، هي واحدة من البطولات المهمة التي أضافها الأهلي إلى تاريخه الحافل، في الفترة الأخيرة حقق الفريق نجاحات كبيرة على المستوى الدولي، وكان هناك فرصة متميزة للغاية للعب نهائي بطولة الإنتركونتنتال ضد ريال مدريد، ولكن لم يحالفنا الحظ في ذلك الوقت، ومع ذلك، ما حققه النادي يعد إنجازاً بكل المقاييس، الأهلي يواجه تحدياً أكبر مع مشاركته في نسخة كأس العالم للأندية المقبلة بالولايات المتحدة، حيث سيكون وسط نخبة من أهم وأكبر أندية العالم، ما يفتح الباب لتحقيق إنجازات جديدة تضاف إلى تاريخه الكبير.
. لم تفز مصر بكأس أمم أفريقيا منذ 2010، هل تعتقد أن الجيل الحالي قادر على الفوز باللقب في المغرب؟
الجيل الحالي لمنتخب مصر لديه كل المقومات للتتويج ببطولة أفريقيا، نمتلك مجموعة من اللاعبين المتميزين، ولكننا بحاجة إلى مزيد من الإصرار والتركيز، إلى جانب تعزيز ثقة اللاعبين بأنفسهم وثقة الجمهور بقدرتهم على تحقيق هذا الإنجاز، البطولة المقبلة في المغرب ستكون تحدياً كبيراً، فهي منافسة صعبة للغاية، ولكننا في بلد شقيق، وأنا على يقين من أننا سنحظى بمساندة كبيرة من الجمهور المغربي، أتمنى أن يكون اللاعبون في قمة تركيزهم وتوفيقهم، لنتمكن من استعادة اللقب وإعادته إلى مصر.
. مَن أفضل لاعب لعبت بجانبه؟ ومن أفضل مدرب دربت تحت قيادته؟
هناك العديد من اللاعبين المتميزين الذين لعبت بجانبهم طوال مسيرتي، ولذلك من الصعب تحديد اسم معين حتى لا أنسى أحداً، لقد حظيت بفرصة اللعب مع مجموعة رائعة من اللاعبين الذين تركوا بصمة كبيرة، أما بالنسبة لأفضل المدربين، فأنا أعد البرتغالي مانويل جوزيه مع الأهلي، وكابتن حسن شحاتة مع منتخب مصر، هما الأفضل، كلاهما ترك تأثيراً كبيراً في مسيرتي وحققنا معاً إنجازات لا تُنسى.
. ما سر تألقك مع مانويل جوزيه؟
سر تألقي مع مانويل جوزيه، وأيضاً مع حسن شحاتة، كان الثقة الكبيرة التي وضعها كلا المدربين فيَّ، هذه الثقة كانت تنتقل لي بشكل طبيعي، ما دفعني دائماً لتقديم أفضل ما لدي حتى أكون عند مستوى توقعاتهم، مانويل جوزيه كان يمنحني حرية التحرك داخل الملعب، وكان يترك لي مساحة لاتخاذ القرار والتصرف بعقلي، هذا الأسلوب جعلني أشعر بالراحة داخل الملعب وأعطاني حافزاً للإبداع، حتى حينما كنت أخطئ، كنت أجده دائماً يدعمني ويشجعني، ما ساعدني على استعادة الثقة بسرعة ومواصلة الأداء بشكل متميز، هذه العلاقة المبنية على الدعم والثقة كانت من الأسباب الرئيسة لتألقي تحت قيادته.
MENAFN04022025000110011019ID1109164168