(
MENAFN- Akhbar Al Khaleej)
تابعت باهتمام ما دار في هذه الندوة المهمة التي عقدت في السعودية وما أثير فيها من أفكار. الندوة كان عنوانها «الإرجاف وسبل مواجهته» ورعاها أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل وعقدت في مركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة، بمشاركة عدد من المتخصصين.
وتابعت بصفة خاصة ما قاله في الندوة المتحدث الرسمي لرئاسة أمن الدولة في السعودية العقيد تركي الحربي.
بداية الإرجاف في المعاجم اللغوية يعني «الخبر الكاذب المثير للفتن والاضطراب». ويعني أيضا» إشاعة كل ما يضعف القوى المعنوية من الكذب والباطل«.
المقصود إذن هو الحملة المضللة التي تتعرض لها السعودية بأهدافها وأساليبها وسبل مواجهتها.
العقيد تركي الحربي قال في الندوة كلاما في غاية الأهمية يستحق التوقف عنده مطولا.
قال إن هناك «سردية موجهة ضد المملكة تسعى لإبعاد الأفراد عن هويتهم وقيمهم وثقافتهم» وحذر من الآراء والمواقف الموجهة بوصلتها خارج الوطن.
وعرف العقيد تركي الحربي الإرجاف بأنه يعد سلوكا يستهدف خلق مشاريع فكرية تضر بمصالح الوطن عبر أساليب الخديعة والمكر والتضليل.
أهم ما قاله العقيد تركي الحربي حديثه عن أساليب الحملات التي تستهدف السعودية والمشاريع الفكرية التي تسعى للإضرار بأمن المملكة ومصالحها، وأشار بصفة خاصة إلى جانبين أساسيين في أهداف وأساليب هذه الحملات هما:
1 -الترويج لنماذج سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أجنبية لا تناسب المجتمع ولا ثقافتنا وأوضاع بلادنا والزعم بأن هذه النماذج هي الأفضل ويجب اتباعها.
2 -تعمد «التحقير» من مقدرات الوطن، أي التسفيه من شأن أي انجازات وتشويه أوضاعنا. العقيد تركي الحربي أشار إلى خطورة هذا الجانب بالقول: «إن قللنا واحتقرنا ما نملك تنازلنا عنه بكل سهولة».
هذا حديث دقيق جدا عن أساليب الحملات التي تستهدف ليس السعودية وحدها وإنما كل الدول العربية. هذا بالفعل هو الهدف الأساسي من وراء هذه الحملات.. إضعاف دولنا والتسفيه من إنجازاتها وفرض أجندات أجنبية عليها، ومحاولة فرض نماذج وقيم وأخلاقيات مدمرة على مجتمعاتنا.
وكما قال فإن خطورة الإرجاف بهذه الأساليب والأهداف لا تكمن فقط في أثره النفسي والاجتماعي، بل تمتد إلى أبعاده الاقتصادية والأمنية ويؤثر على القرارات الفردية والجماعية، وقد يؤدي إلى تعطيل مشاريع تنموية كبرى أو زعزعة ثقة المواطن في المؤسسات.
بالطبع، المشاركون في الندوة دعوا إلى مواجهة هذه الظاهرة وأكدوا أهمية دور النخبة الثقافية والشباب في التصدي لها.
موضوع هذه الندوة يتعلق بظاهرة خطيرة تواجهها السعودية وكل الدول العربية. ظاهرة استهداف دولنا بحملات تشويه وتضليل ومحاولات تحطيم مصادر القوة الثقافية والاجتماعية والسياسية خدمة لأجندات أجنبية. وقد استفحل خطر الظاهرة مع الانتشار المخيف لأدوات التواصل الاجتماعي المختلفة واستخدامها من قبل أصحاب هذه الأجندات.
جرت العادة أن نهتم بهذه الحملات وضرورة مواجهتها في أوقات الأزمات فقط، لكن الاهتمام يجب ألا يكون مقصورا على هذه الأوقات فقط. يجب أن يكون اهتماما دائما من كل الجهات المعنية.
يجب استمرار التوعية العامة للمجتمع من خطورة هذه الحملات وخصوصا بالنسبة إلى الشباب المرتبطين بمواقع التواصل ويتأثرون بها.
وغير التوعية العامة، من المفروض أن تكون هناك خطط وبرامج دائمة لمواجهة هذه الحملات وكشف أبعادها أولا بأول. هذه الخطط يجب أن تسهم فيها الجهات الرسمية المعنية وقوى المجتمع المدني، ويجب استغلال قدرات وطاقات الشباب في جهود المواجهة.
في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة كل هذه الأحداث والتطورات الخطيرة العاصفة يجب أن يكون تحصين المجتمع في مواجهة ما تتعرض له دولنا من حملات مغرضة تحركها أجندات أجنبية أولوية لدى الجهات المسؤولة في دولنا.
MENAFN19012025000055011008ID1109106658