Saturday, 18 January 2025 12:55 GMT



خبراء: نجاح مشاريع الطاقة مرهون باستغلال الكفاءات وتوفير التمويل

(MENAFN- Alghad Newspaper)
رهام زيدان


عمان- بينما أكدت وزارة الطاقة والثروة المعدنية أنها تعمل في عدة اتجاهات لتحقيق أمن التزود في الطاقة وتعزيز الاعتماد على الذات، يتفق خبراء على أن تحقيق هذا التوجه يمكن أن يحدث تحولا إستراتيجيا لكن شريطة استغلال الكفاءات وتوفير التمويل.
يأتي هذا في وقت يتضمن فيه البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي للأعوام (2023-2025) عددا من الأولويات التي تسعى إلى تطوير البيئة التشريعية الاقتصادية للقطاع والترويج لعدد من المشاريع الكبرى فيه.
الوزارة قالت في بيان سابق لها "إن مبادرات قطاع الطاقة خلال العام 2024 تمثلت بثماني مبادرات تندرج تحتها 50 أولوية، تعكس جميعها التوجه للتحول إلى الطاقة النظيفة، والذي جاء على سلّم أولويات رؤية التحديث الاقتصادي، بالإضافة إلى التشجيع على الاستدامة البيئية، مثل (تركيب السخانات الشمسية للقطاع المنزلي والأسر الفقيرة) إلى جانب العمل على تعزيز الربط مع الدول المجاورة، وتطوير البيئة التشريعية في قطاعي الكهرباء والطاقة المتجددة لمواكبة آخر التطورات العالمية، والعمل على خفض كلف الطاقة لتحقيق الأثر الإيجابي في النمو الاقتصادي وجودة الحياة على المستوى الوطني عبر تنفيذ الأولويات المطلوبة، ومنها (تنفيذ خطة الإصلاح المالي لقطاع الطاقة، التي تتمثل في تطبيق التعرفة الكهربائية المرتبة بالزمن على بعض القطاعات)".
أما قطاع التعدين فقد تضمن خلال العام 2024 مبادرة واحدة تمثلت بـ( تشجيع الاستثمار في الثروات المعدنية الوطنية). ويندرج تحتها 14 أولوية من شأنها رفع القيمة المضافة للقطاع وإبراز الثروات الوطنية والفرص الاستثمارية، بهدف إعادة الزخم لهذا القطاع وتشجيع الشركات المحلية والأجنبية للاستثمار فيه.
كما قامت الوزارة بتوقيع (13) مذكرة تفاهم مع مطوري مشاريع الهيدروجين الأخضر، كما بلغ عدد التقارير الفنية الأولية المُستلمة من الشركات المُهتمة في مجال الاستثمار لإنتاج الهيدروجين الأخضر 9 تقارير فنية، وتم توقيع اتفاقية استخدام الأراضي مع شركة "جرين امونيا الأردن" لإنتاج الهيدروجين الأخضر وشركة (FORTESCUE FUTURE INDUSTRIES PTY LTD).
المستثمر والخبير في القطاع د.فراس بلاسمة قال "إن تنفيذ هذه المشاريع يمكن أن يُحدث تحولا جذريا في قطاع الطاقة والتعدين في الأردن، مما يساهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام، تقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز مكانة الأردن كدولة رائدة إقليميا في هذه المجالات الحيوية".
وبين أن مشاريع قطاع الطاقة التي تسعى وزارة الطاقة في الأردن إلى تنفيذها تحمل العديد من الفرص والتحديات، وتسهم في تحقيق العديد من الأهداف على المستويات الاقتصادية، البيئية، والاجتماعية.
ويواجه ذلك وفقا، للبلاسمة تحديات منها التكاليف الأولية المرتفعة لبعض المشاريع مثل التخزين والهيدروجين الأخضر، والحاجة إلى بنية تحتية متقدمة وإطار تنظيمي محكم، بالإضافة إلى التنافس الإقليمي في مجالات الطاقة المتجددة والتعدين.
مقابل ذلك، توجد فرص لتنفيذ هذه المشاريع، منها تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الأخضر، وإيجاد بيئة استثمارية مشجعة وزيادة الابتكار في التكنولوجيا، ودعم الأمن الطاقي والإسهام في تحقيق رؤية الأردن المستقبلية.
وبتفصيل أهم ما تعمل الوزارة على تحقيقه، قال بلاسمة "إنها تشمل مجال الطاقة المتجددة وذلك بزيادة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد، مما يقلل من فاتورة الطاقة الوطني، وتعزيز استقلالية الأردن في مجال الطاقة".
كما تعمل الوزارة على تحقيق الاستدامة البيئية من خلال خفض انبعاثات الكربون وتحقيق الالتزامات الدولية في مجال تغير المناخ وتحسين جودة الهواء وتقليل الأضرار البيئية المرتبطة بالاستخدام التقليدي للطاقة، وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إضافة إلى توفير فرص عمل جديدة في مجالات التصميم والتركيب والتشغيل والصيانة.
كما تعمل الوزارة وفقا للبلاسمة على مجال التخزين بهدف تعزيز استقرار الشبكة الكهربائية وتحسين إدارة الأحمال وتقليل انقطاع التيار الكهربائي، واستيعاب النسب المتزايدة من الطاقة المتجددة في الشبكة.
ويساعد هذا أيضا على زيادة الكفاءة الاقتصادية بتقليل التكلفة التشغيلية لمحطات الطاقة التقليدية، والاستفادة من تخزين الطاقة في أوقات منخفضة الطلب، وإعادة توزيعها في أوقات الذروة وتمكين التوسع في الطاقة المتجددة.
أما في مجال الهيدروجين الأخضر فهو يساعد بحسب بلاسمة على تقديم مصدر جديد ونظيف للطاقة يمكن استخدامه محليا وتصديره، وتوفير وقود منخفض الانبعاثات للصناعات الثقيلة والنقل، وتعزيز دور الأردن كمركز إقليمي للطاقة.
وبين بلاسمة أن الوزارة تستهدف أيضا في قطاع التعدين تعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية وذلك بتطوير مشاريع التعدين لاستخراج المعادن مثل الفوسفات والبوتاس والنحاس وتحسين إدارة الموارد المعدنية واستدامتها لزيادة مساهمة التعدين في الناتج المحلي الإجمالي، ودعم الصناعات المرتبطة مثل الصناعات الكيماوية والأسمدة.
ومن هذه الغايات تنويع الاقتصاد بتقليل الاعتماد على القطاعات التقليدية مثل السياحة والخدمات، وفتح آفاق جديدة للاستثمار والتصدير.
وقال المدير العام الأسبق لشركة الكهرباء الوطنية م.عبدالفتاح الدرادكة "إن التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة والتخزين وإنتاج الهيدروجين الأخضر يمثل فرصة ذهبية للأردن لتحقيق الريادة الإقليمية في مجال الطاقة المستدامة".
وبينت أن مشروع الهيدروجين الأخضر يعد من أبرز المبادرات التي يمكن أن تعزز مكانة الأردن في هذا المجال.
ويستند هذا المشروع إلى استغلال وفرة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في البلاد لإنتاج الهيدروجين من خلال عملية تحليل الماء .
وقال الدرادكة، "الهيدروجين الأخضر يتميز بكونه وقودا نظيفا يمكن استخدامه في توليد الكهرباء، والصناعات المختلفة، وإنتاج مادة الأمونيا الغنية التي تُعد عنصرا أساسيا في الصناعات الكيماوية والزراعية".
من جهة أخرى، يبرز التحدي المرتبط بتخزين الطاقة ضمن النظام الكهربائي الأردني، إذ تعد مشاريع التخزين المائي، مثل استخدام سد الموجب، حلولا واعدة لتخزين الطاقة الزائدة من محطات الطاقة المتجددة واستخدامها في أوقات الحاجة، بحسب الدرادكة.
وفيما يتعلق بزيادة إنتاج الغاز الطبيعي من حقل الريشة، يرى الدرادكة أن بناء محطة توليد كهرباء بالقرب من الحقل أو إنشاء خط أنابيب يربط الريشة بخط الغاز العربي سيكون له أثر إيجابي على الاقتصاد الوطني، وهذا التطور يتيح تعزيز استغلال الموارد المحلية لتقليل الاعتماد على الواردات وتحقيق أمن الطاقة.
وقالت مختصة في تطوير مشاريع الطاقة المستدامة ديانا عثامنة "مشاريع قطاع الطاقة التي تسعى وزارة الطاقة والثروة المعدنية إلى تنفيذها يمكن أن تحدث تحولا إستراتيجيا يسهم في تعزيز أمن الطاقة الوطني ودفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة، مع التركيز على تطوير مجالات الهيدروجين الأخضر، تخزين الطاقة، والتعدين".
هذه المشاريع تقدم فرصا كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير فرص عمل للكفاءات المحلية، وتعزيز استخدام الطاقة النظيفة، بما يساهم في تحقيق التزامات الأردن الدولية في خفض الانبعاثات الكربونية.
ومع ذلك، قالت عثامنة "إن تحقيق الأهداف الطموحة لهذه المشاريع يتطلب التغلب على عدة تحديات، وضمان تنفيذ متطلبات النجاح".
وقالت يتطلب ذلك تطوير الكفاءات المحلية والذي يمثل عنصرا أساسيا لنجاح هذه المشاريع، حيث يجب الاستثمار في برامج التدريب المتخصصة ونقل المعرفة التقنية لتلبية احتياجات القطاعات الناشئة مثل الهيدروجين الأخضر وتخزين الطاقة.
كما يتطلب ذلك تحسين الإطار التشريعي الذي يعد ضروريا لتسهيل جذب الاستثمارات وضمان الاستدامة، من خلال تحديث القوانين وتطوير أنظمة تنظيمية متكاملة تدعم التنفيذ الفعّال لهذه المشاريع، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص ما يعد محوريا لتأمين التمويل اللازم وتوفير الخبرات التقنية المتقدمة، مع تشجيع التعاون بين الجهات المحلية والدولية.
وأكدت عثامنة أن الالتزام الزمني الصارم لتنفيذ هذه المشاريع ضمن الجداول الزمنية المحددة يضمن تحقيق العوائد المرجوة وتجنب فقدان الفرص الاستثمارية في سوق الطاقة الإقليمي والدولي، كما أن مواكبة التكنولوجيا تعد عاملا حاسما لتعزيز كفاءة التشغيل وضمان نجاح المشاريع، مما يتطلب استثمارا في الابتكار وتبني أحدث الحلول التقنية.
بالتكامل بين هذه العناصر، يمكن لمشاريع الهيدروجين الأخضر وتخزين الطاقة والتعدين أن تعزز من مكانة الأردن كمركز إقليمي للطاقة النظيفة، مع تحسين جودة الحياة للمجتمعات المحلية ودعم الاقتصاد الوطني بشكل مستدام.

MENAFN17012025000072011014ID1109102572


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.