السديري السعودي تراث أصيل بأناقة معاصرة

(MENAFN- Al Watan) تشهد صناعة السديري السعودي الرجالي تطورا ملحوظا يضمن مواكبة هذا اللباس، الذي يعد من قبيل الموروث الثقافي التقليدي، للأناقة المعاصرة، حيث يجمع بين أناقة التصميم ورمزية الدلالة على الانتماء للهوية السعودية.
ويعد السديري من الملابس الوطنية السعودية التي ترتبط بالعادات المحلية.
وتتراوح أسعار السديري في الأسواق ما بين 99 وحتى 1500 ريال للقطعة الواحدة، وتختلف هذه الأسعار حسب نوع القماش والألوان والتصاميم.
اهتمام واضح
يوضح غازي عبدالخالق، وهو صاحب متجر لبيع السديري الرجالي، أن ((هناك اهتمامًا واضحًا من قبل الرجال بالسديري أو السترة كما يعرفها البعض)).
وبين أن تاريخ السديري يعود إلى مئات السنين، حيث كان يرتديه الرجال في السعودية كجزء من الزي التقليدي، وقال ((على الرغم من تطور الأزياء فما زال السديري يحتفظ بمكانته في المناسبات الرسمية والأعياد كجزء من التراث السعودي الأصيل)).
وأشار إلى أن ((تصاميم السديري تتنوع بين التقليدي والبسيط، والمطرز والمزخرف، مما يظهر الإبداع والحرفية في الصناعة المحلية، ويتم استخدام أقمشة فاخرة مثل الصوف أو الكتان حسب المناسبة والمكانة الاجتماعية، وهو يمنح مرتديه مظهرًا كلاسيكيًا متناسقًا يعبر عن الذوق السعودي)).
وأشار إلى أن أسعار السديري تختلف حسب نوع القماش والتصميم، فهناك أنواع تصل أسعار القطعة الواحدة منها إلى 1500 ريال، فيما يصل سعر الأرخص منها إلى 99 ريالا فقط.
وبين أن ((الأكثر طلبًا يكون للأنواع غالية الثمن نتيجة ما يميزها من أقمشة سميكة وتصاميم متناسقة)).
حسب المواسم
من جهته، أكد خالد كريم، وهو صاحب ملبوسات رجالية، أن الطلب على السديري يختلف حسب المواسم، ففي فصل الشتاء يزداد الطلب على السديري المصنوع من القماش الثقيل مثل الصوف أو القطيفة، والذي يتميز بتفاصيله البسيطة مثل الأزرار الأمامية والياقة المستديرة أو المدببة والأكمام الطويلة، حيث يوفر دفئا مع الحفاظ على الطابع التقليدي العربي.
وأكد أن الزي السديري هو جزء مهم من التراث السعودي والخليجي، وقد تطور مع مرور الزمن ليجمع بين الطابع التقليدي والعصري، بتصميمه البسيط والعملي، مع الأكمام الواسعة والياقة المستديرة أو المربعة، ويظل هذا الجانب ثابتًا، حيث يحرص المصممون على الحفاظ على هذه العناصر الرئيسة في التصاميم الجديدة، مع لمسات عصرية، حيث باتت الألوان التقليدية مثل الأبيض والرمادي والبني تدمج مع ألوان أكثر حداثة مثل الأزرق والأخضر والنيلي لتحسين المظهر العصري، مع إضافة تطريزات حديثة مما يجعل السديري أكثر جذبًا للأجيال الشابة. كذلك، تستخدم التطريزات اليدوية جنبًا إلى جنب مع التقنية الرقمية.
نشأة السديري
حسب تأكيدات عدد من المصممين، فإن الأصل التاريخي للسديري يعود إلى جذور عميقة في التاريخ السعودي، حيث كانت السترة تستخدم في الأصل كملابس عملية ودافئة في بيئة صحراوية غالبًا ما تكون قاسية، وهي تساعد على الحماية من البرودة أو الحرارة الشديدة.
وعن المواد المستخدمة ذكروا أن السديري أو السترة كانت تصنع في البداية من المواد القطنية أو الصوفية حسب الإمكانيات المتاحة، ومع مرور الوقت أصبح استخدام الكتان شائعًا في بعض المناطق، مما أضفى على السترة طابعًا أكثر فخامة.
وتختلف تصاميم السترة الرجالية باختلاف المناطق والقبائل في السعودية، حيث كان لكل منطقة أو قبيلة طابعها الخاص في التصميمات مثل الألوان والتطريز والزخارف.
وتستخدم السترة في المناسبات الرسمية والأعياد والمناسبات الاجتماعية الأخرى، إضافة إلى كونها جزءًا من اللباس اليومي للرجال في الحياة التقليدية.
الأهمية الثقافية
ورأى مصممون أن السديري أو السترة تعد جزءًا من الهوية الثقافية، وهي تحمل عددا من الرموز والدلالات الاجتماعية، وتعكس مكانة الشخص وأصالته في المجتمع.
وأشاروا إلى أنه على الرغم من تطور الموضة لا تزال السترة الرجالية تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على التراث الثقافي السعودي، مع تطور تصاميمها، ويمكن الارتكاز عليها للتسويق الثقافي والسياحي، حيث يمكن استخدامها في الأنشطة السياحية كجزء من الفعاليات والمعارض الثقافية لتعريف الزوار بالثقافة السعودية، وتعزيز السياحة الثقافية.
السديري
ـ قطعة ملابس رجالية تتكون عادة من قماش ناعم وتمتاز بالتصميم الأنيق والمريح
ـ يتم ارتداؤه غالبًا فوق الثوب، ويضيف لمسة من الأناقة والراحة
ـ يعد من الموروث الذي يواكب العصر بتصميمات وألوان ملائمة
ـ كان يصنع من الصوف والقطن وبات يصنع كذلك من الكتان
ـ تدخل عليه في بعض الأحيان تطريزات وألوان عصرية.

MENAFN16012025000089011017ID1109099131