(
MENAFN- Akhbar Al Khaleej)
سيارات تتكدس عند الدوارات.. مشاوير قصيرة تتطلب ساعات.. والأهالي يشتكون: صار الشارع كابوسا!
افتتاح المدينة الشمالية ضاعف المشكلة.. والاختناقات مستمرة طوال اليوم
سنوات والتصريحات تؤكد: البدء (قريبا) بالتوسعة.. والمشروع مكانك سر
تصوير - عبدالأمير السلاطنة
المشكلة ليست فقط في تلك الاختناقات المرورية المستمرة طوال اليوم، ولا في آلاف المركبات التي تتكدس على دوارات شارع البديع صباحا ومساء، ولا في الساعات التي يقضيها سكان أكثر من 22 قرية على جانبي الطريق، يشاطرهم في أعبائها سكان المدينة الشمالية، بل ربما المشكلة الكبرى في تكرار الوعود بالبدء بتطوير هذا الشارع ذي المشكلة الأزلية، ولكنها تبقى تصريحات من دون أن يجد سكان المنطقة لها تنفيذا. وكما يؤكد أهالي القرى الواقعة على الطريق أنهم منذ أكثر من 15 عاما يسمعون عن مشروع تطوير شارع البديع.
في يونيو 2017 أكدت وزارة الأشغال قرب العمل في تطوير الشارع وتحويله إلى ثلاثة مسارات. وعاودت التصريحات تكرر نفسها في 2021 معلنة البدء في تطوير الشارع (قريبا). وفي بداية عام 2023 أعلنت الوزارة البدء بمشروع تطوير شارع البديع في الربع الأخير من 2023. وفي فبراير 2023 صدر خطاب موجه إلى مجلس بلدي الشمالية يؤكد طرح المشروع للمناقصة وهو في مرحلة التقييم، ثم أعلن في بداية 2024 طرح المشروع للمناقصة، وبعده أعلن فتح عطاءات المناقصة، والبدء (قريبا) بالمشروع مع التأكيد بأن التصاميم جاهزة. وتوالت التصريحات التي تؤكد أن الوزارة في طور البدء بالعمل في الشارع، ولكن يبقى المشروع، كما يؤكد أعضاء المجلس البلدي (يراوح مكانه) من دون أي خطوات عملية تذكر لشارع لم يشهد أي تطوير جذري منذ أكثر من ثلاثة عقود، وشهدت المنطقة تضاعفا في حجم السكان، وافتتاح مدينة كاملة (المدينة الشمالية) التي أضافت هي الأخرى أعباء على شارع البديع.
وفقا للمخططات المعلنة، تشمل خطة التطوير التي تمتد من تقاطع الشارع مع شارع الشيخ خليفة بن سلمان شرقاً إلى تقاطعه مع شارع الجنبية غربا، تحويل الشارع إلى ستة مسارات بما يرفع طاقته الاستيعابية إلى 140 ألف مركبة، مع إلغاء أربعة دوارات على الأقل واستبدالها بإشارات ضوئية، مع إنشاء أرصفة وطرق خدمة ومواقف للسيارات.
معاناة مستمرة
باختصار، شارع البديع من أكثر المشكلات التي تناولتها الصحافة كونها تؤرق نسبة كبيرة من المواطنين والمقيمين، ولاسيما ان المنطقة الشمالية تعتبر من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في المملكة.
في جولة ولقاءات أجرتها «أخبار الخليج» مع بعض الأهالي الذين يقطنون المنطقة، أكدوا أنهم باتوا يخصصون ساعات عدة من يومهم للاختناقات المرورية المتزايدة، والمشكلة الكبرى أنه لا يوجد وقت محدد لهذه الاختناقات، بل باتت سمة مستمرة أغلب ساعات اليوم. وقال البعض إن المشوار الذي يستغرق دقائق لا تتجاوز العشر (من القدم إلى الديه مثلا)، باتت يتطلب أكثر من نصف ساعة. اما الذهاب الى المنامة فيتطلب في الغالب أكثر من ساعة كاملة، في حين أنه لا يحتاج في الأوضاع الطبيعية إلى أكثر من 20 دقيقة. وأكد بعض المواطنين انهم يضطرون إلى إلغاء الكثير من المشاوير هروبا من الاختناقات، فيما قال آخرون إن الطرق الداخلية في القرى مثل شارع النخيل باتت هي الأخرى مزدحمة ولا تخفف من المشكلة، فضلا عن انها تخدم فقط المتجهين من المنامة الى البديع وليس العكس.
ووصف مواطنون وضع الشارع بانه كارثي وكابوس في بعض الأحيان وخاصة إذا ما اضطرت سيارة إسعاف او إطفاء إلى المرور، حيث يتحول الوضع إلى اشبه بمعترك نظرا إلى ضيق الشارع وتكدس آلاف المركبات فيه. وأكدوا أن المشكلة تضاعفت كثيرا بعد افتتاح المدينة الشمالية.
المشروع يراوح مكانه
عضو مجلس بلدي الشمالية ممثل الدائرة الثالثة محمد سعد الدوسري أكد في تصريحات سابقة أن مشروع تطوير شارع البديع يراوح مكانه على الرغم من الوعود والتصريحات المتعددة. وهذا ما يوضحه لنا بقوله: تعددت التصريحات والوعود، وآخرها كان في بداية العام الماضي 2024 بأنه تم فتح عطاءات المناقصة وأنه سيتم البدء بالمشروع قريبا، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث. وشخصيا خاطبت الإدارات المعنية خلال الدور الثالث من الفصل التشريعي السادس للإسراع بتنفيذ المشروع لأن المشركة متفاقمة وخاصة مع تزايد عدد السكان وافتتاح المدينة الشمالية، إلى جانب توزيع الوحدات السكنية في 16 برجا، فضلا عن افتتاح العديد من مراكز التسوق والمستشفيات والمحلات التجارية وغيرها، كل ذلك يجعل من مشكلة الاختناقات المرورية في شارع البديع أشد وطأة من غيره.
ويضيف الدوسري: وفق ما سمعنا، فقد تم الانتهاء من استملاك عدة عقارات تقع ضمن نطاق التوسعة، ومن الطبيعي ألا يدخل المشروع في المناقصة الا بعد استملاك مثل تلك العقارات، ولكن كما اسلفت، لم يتم حتى الان إعلان موعد البدء بالمشروع، فيما تزداد معاناة المواطنين والمقيمين في محافظة تعتبر هي الأكثر كثافة بالمملكة، وفي شارع يعتبر الأكثر حيوية وكثافة بالمحافظة.
وفي الواقع -يضيف محمد الدوسري- الإنجاز الكبير الذي تم تحقيقه في مشروع تطوير شارع الفاتح يؤكد أنه لا توجد مشكلة في تطوير أي شارع، علما بان شارع البديع ربما أكثر حاجة إلى التطوير الى جانب شارع ولي العهد، ولكن ينتظر المواطنون والمقيمون مشروع التطوير منذ سنوات طويلة من دون نتيجة، وخلال هذه الفترة لم يعد مجرد شارع يتوسط القرى والمساكن، وإنما بات شارعا تجاريا وحيويا يخدم العشرات من المناطق السكنية والمرافق المختلفة. وهذا ما جعل من الاختناقات تصل إلى حد غير معقول لا يتناسب والوجه الحضاري للبحرين.
والأمر الآخر، أن الوضع الطبيعي يقتضي استكمال البنية التحتية بما في ذلك الشوارع والخدمات ثم تدشين المشاريع التطويرية، ولكن ما حدث في هذا الشارع هو العكس، حيث تم تدشين المدينة الشمالية التي أضافت ضغطا كبيرا على الشارع، ثم بدأ التفكير بمشروع التوسعة والتطوير.
MENAFN11012025000055011008ID1109079801