(
MENAFN- Alghad Newspaper)
هآرتس
نيويورك تايمز 30/12/2024
في 7 أكتوبر 2023، الساعة 13:00 بالضبط، أمرت القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي بشن الهجمة الأكثر شدة في الحرب الحديثة. الامر الذي
دخل الى حيز التنفيذ على الفور منح ضباط في رتب مختلفة صلاحية المس بآلاف المسلحين والمواقع العسكرية التي لم تكن في أي يوم ذات أولوية عالية في العمليات السابقة في القطاع. الآن اصبح يمكنهم توجيه النار ليس فقط لقادة حماس الكبار ومخازن السلاح ومنصات اطلاق الصواريخ، التي كانت في مركز المعارك السابقة، بل أيضا لمسلحين بمستويات متدنية، في كل هجوم، ورد في الأمر، يمكن المخاطرة بقتل 20 مدنيا.
هذا الامر، الذي نشر عنه للمرة الأولى في تحقيق "نيويورك تايمز" في يوم الخميس الماضي، كان أمر غير مسبوق في تاريخ إسرائيل العسكري. الضباط في المستوى المتوسط في الجيش الإسرائيلي لم يتم منح في أي يوم صلاحية كبيرة كهذه لهم من اجل مهاجمة اهداف كثيرة جدا، التي في معظمها كانت لها أهمية عسكرية منخفضة. هذا الثمن المرتفع المحتمل من المواطنين الذين يمكن أن يتعرضوا للقتل. مثلا، كان بإمكان الجيش المس بأعضاء حماس ذوي الرتب المتدنية وهم في بيوتهم، وحولهم أبناء عائلاتهم وجيرانهم، وليس فقط عندما يكونوا لوحدهم خارج بيوتهم.
في عمليات إسرائيل السابقة ضد حماس، هجمات جوية كثيرة تمت المصادقة عليها فقط بعد أن توصل الجيش الى استنتاج بأنه لن يتضرر مدنيون نتيجة ذلك. أحيانا تمت المصادقة على هجمات تعرض للخطر حياة حتى خمسة مدنيين. في حالات نادرة تمت المصادقة على عمليات ارتفع فيها خطر قتل عشرة مدنيين أو اكثر، رغم أن هناك حالات كان فيها عدد القتلى الفعلي اكبر بكثير.
تحقيق "نيويورك تايمز" اظهر أن إسرائيل قلصت بشكل كبير القواعد التي استهدفت حماية المدنيين؛ قامت بتبني أساليب غير موثوقة للعثور على الأهداف وتقدير عدد المدنيين الذين يمكن أن يقتلوا في الهجمات؛ فشلت بشكل ممنهج في فحص عدد المدنيين الذين أصيبوا بعد المهاجمة في القطاع ومعاقبة الجنود الذين شاركوا في سلوك خاطئ؛ غضت النظر عن التحذيرات التي وصلتها سواء من ضباط في الجيش أو قادة كبار في الجيش الأميركي فيما يتعلق بهذه الإخفاقات. الصحيفة أيضا فحصت عشرات الوثائق العسكرية وأجرت مقابلات مع اكثر من 100 جندي وموظف عام، بما في ذلك 25 شخص كانوا مشاركين في فحص الأهداف والمصادقة عليها. جميع هذه الأدلة تسمح لنا معرفة كيف نفذت إسرائيل الهجمة الجوية الأكثر قتلا في القرن الحالي. الهجمات من الجو كانت كثيفة بشكل خاص في الأشهر الأولى للحرب، في حينه قتل اكثر من 15 ألف فلسطيني في القطاع – حوالي ثلث عدد القتلى الشامل الذي أعلنت عنه وزارة الصحة في غزة، الذي لا يميز بين المدنيين والمقاتلين.
منذ تشرين الثاني 2023 فصاعدا، في اعقاب الاحتجاج الذي ثار في العالم، بدأت إسرائيل في التوفير في الذخيرة وشددت واحدة من قواعد القتال. ضمن أمور أخرى، قلصت بالنصف عدد المدنيين الذين يمكن قتلهم اثناء مهاجمة مقاتلين من المستوى المتدني الذين لم يشكلوا خطر فوري. ولكن القواعد واصلت كونها اكثر تساهلا بكثير مما كان في السابق. منذ ذلك الحين قتل في القطاع اكثر من 30 ألف فلسطيني، في حين أنه في إسرائيل يستمر الاختلاف حول العدد الذي نشرته وزارة الصحة في القطاع، إلا أن العدد الشامل للقتلى يواصل الارتفاع.
الجيش الإسرائيلي حصل على ملخص لنتائج التحقيق واعترف بأن أوامر اطلاق النار تغيرت بعد 7 أكتوبر. مع ذلك، الجيش كتب في الرد بأن "القوات تستخدم بشكل ثابت وسائل وأساليب تتلاءم مع تعليمات القانون". التغييرات تمت في سياق نزاع "غير مسبوق وتصعب مقارنته مع ساحات قتال أخرى في العالم"، بالإشارة الى ابعاد هجوم حماس وجهود المقاتلين للاختباء في أوساط المدنيين وشبكة الانفاق الكبيرة التي توجد لديهم. وجاء في الرد أيضا بأن "هذه العوامل الرئيسية تؤثر على تطبيق قواعد القتال مثل اختيار الأهداف العسكرية والضغوط العملياتية التي تملي إدارة العمليات، بما في ذلك القدرة على اتباع وسائل الحذر المعقولة في هذه الهجمات".
أبناء عائلة شلدان النجار، وهو قائد كبير في الجهاد الإسلامي والذي شارك في هجوم حماس في 7 أكتوبر، كانوا من القتلى الأوائل الذين هم نتيجة اضعاف أجهزة الرقابة للجيش الإسرائيلي. عندما تم قصف الجيش بيته في عملية "الجرف الصامد" قبل تسع سنوات تم اتخاذ عدد من وسائل الحذر لتجنب المس بالمدنيين، لم يقتل أي شخص بما في ذلك النجار نفسه. بعد وضع النجار كهدف في الحرب الحالية قتل معه 20 شخصا من أبناء عائلته، بينهم طفل عمره شهرين، حسب اقوال شقيقه سليمان الذي كان يعيش في البيت الذي قصف وشاهد نتائج الهجوم. بعض أبناء العائلة طاروا من المبنى، وقد تم العثور على يد ابنة أخيه بين الأنقاض. "الدماء كانت تغطي جدران بيت الجيران وكأنه تم هناك ذبح خروف"، قال الأخ.
MENAFN30122024000072011014ID1109042616
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.