مونديال 2030.. حدث تاريخي فريد تحتضنه 3 قارات تحت شعار (هيا بنا)

(تقرير إخباري) مدريد - 22 - 12 (كونا) -- تحت شعار (هيا بنا) تستضيف إسبانيا والبرتغال والمغرب نهائيات كأس العالم لكرة القدم لعام 2030 على أن تقام ثلاث مباريات احتفالية في الأرجنتين وباراغواي وأوروغواي بمناسبة الذكرى المئوية لانطلاق المونديال في أوروغواي عام 1930.
جاء ذلك وفقا لما أعلنه الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في مؤتمره الاستثنائي الذي عقده في مدينة (زيورخ) السويسرية في وقت سابق من الشهر الجاري حيث فاز الملف المشترك بين إسبانيا والبرتغال والمغرب بشرف تنظيم أهم بطولة في عالم الساحرة المستديرة بالتزكية من الاتحادات الأعضاء ال211 المنضوية تحت مظلة الاتحاد الدولي.
وهنأ رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو الدول المختارة واصفا القرار بأنه "الأكثر أهمية في تاريخ كرة القدم" في حين أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي (إكس) أن استضافة المونديال ستكون حدثا "تاريخيا".
واختارت إسبانيا والبرتغال والمغرب (يالا باموس 2030) شعارا للبطولة التي ستستضيفها وتعني عبارة "يالا باموس" الإسبانية "هيا بنا" باللغة العربية.
وبذلك سيقام مونديال 2030 في ثلاث قارات للمرة الأولى في التاريخ بمشاركة 48 منتخبا بإجراء ثلاث مباريات في أمريكا اللاتينية و101 مباراة أخرى في الدول المضيفة الثلاث.
وأصبح المغرب ثاني دولة إفريقية تستضيف المونديال بعد جنوب إفريقيا التي استضافت البطولة عام 2010 فيما تعود البطولة إلى إسبانيا بعد 48 عاما حيث استضافتها في 1982.
وكانت أوروغواي استضافت المونديال في عام 1930 في حين أقيم في الأرجنتين عام 1978 فيما سيسجل عام 2030 التجربة الأولى للمغرب وباراغواي والبرتغال في استضافة البطولة.
ولم يحدد (فيفا) الملاعب التي ستستقبل المباريات سواء للأدوار الأولى أو النهائية لا سيما ملعب المباراة الختامية التي تستقطب أكثر من مليار مشاهد ولن يتم تحديد ذلك حتى عام 2026 وعليه فإن الصراع سيكون محتدما للفوز بشرف استضافة النهائي خاصة بين إسبانيا والمغرب.
وتسعى إسبانيا بالدرجة الأولى لمنح شرف استضافة النهائي لملعب (سانتياغو برنابيو) معقل (ريال مدريد) الذي يخضع لأعمال التوسيع والتحسين منذ سنوات على الرغم من وجود مطالب بإقامة هذه المباراة ذات القيمة العالية على ملعب (كامب نو) معقل (برشلونة) الذي يخضع أيضا لأعمال مماثلة.
لكن ملعب (الحسن الثاني) في ضواحي العاصمة الاقتصادية للمغرب (الدار البيضاء) الذي بدأت أعمال تشييده في يونيو الماضي ومن المتوقع أن يتم تدشينه في عام 2028 ينافس كل ملاعب إسبانيا في إمكانية احتضان نهائي البطولة العالمية لا سيما أنه سيكون أحد أكبر الملاعب في العالم وصرحا فريدا من نوعه في شمال إفريقيا بطاقة استيعابية تصل إلى 115 ألف مشجع.
وستقام مباريات البطولة العالمية في 20 ملعبا مقترحا 11 منها في إسبانيا وستة ملاعب في المغرب وثلاثة ملاعب أخرى في البرتغال.
وإلى جانب ملعب (الحسن الثاني) المرشح لاستضافة نهائي المونديال تحظى المغرب بملعب (أغادير) الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 46 ألف متفرج واستضاف سابقا مباريات كأس العالم للأندية في 2013.
كذلك تضم قائمة الاستادات المغربية ملعب (فاس) الذي تقترب طاقته الاستيعابية من 56 ألف مشجع و(الملعب الكبير) في (مراكش) الذي يتسع لحوالي 46 ألف متفرج.
من جانبه يمتلك ملعب (الأمير مولاي عبدالله) في (الرباط) طاقة استيعابية لقرابة 69 ألف متفرج وهو المرشح لاستضافة إحدى مباراتي الدور نصف النهائي بكأس العالم 2030 وكذلك (ملعب طنجة الكبير) الذي يتسع ل 76 ألف متفرج والمرشح لاستضافة إحدى مباريات المربع الذهبي.
وتضم قائمة إسبانيا صاحبة الحصة الأكبر ملعب (سانتياغو برنابيو) معقل (ريال مدريد) الذي يتسع لأكثر من 78 ألف متفرج والذي شهد أعمال إعادة التأهيل حديثا وهو أحد الملاعب المرشحة بقوة لاحتضان المباراة النهائية لمونديال 2030.
كذلك ملعب (كامب نو) قلعة نادي (برشلونة) الذي يعمل على تجديده وزيادة طاقته الاستيعابية إلى 103 آلاف متفرج والمرشح أيضا لاستضافة النهائي ولكن بدرجة أقل من (برنابيو).
والملعب الثالث هو (ميتروبوليتانو) معقل (أتلتيكو مدريد) الذي يتسع لأكثر من 70 ألف متفرج وسبق له استضافة نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم (2018 - 2019) ومن المحتمل أن يحتضن إحدى مباراتي نصف النهائي.
كما من المنتظر أن تشارك ملاعب إسبانية أخرى في استضافة المونديال ومنها (ريازور) معقل (ديبورتيفو لا كورونيا) الذي احتضن بعض مباريات مونديال 1982 ويتسع ل 48 ألف متفرج وملعب (آر.سي.دي.ايه) الخاص بنادي (إسبانيول) الذي يتسع ل 40 ألف متفرج ثم ملعب (سان ماميس) معقل (أتلتيك بلباو) الذي تبلغ سعته الجماهيرية قرابة 54 ألف متفرج.
وتضم هذه القائمة كذلك ملاعب (غران كناريا) معقل (لاس بالماس) الذي يتسع ل 44 ألف شخص و(لا روساليدا) معقل (ملقا) الذي يتسع ل 45 ألفا و(أنويتا) معقل (ريال سوسيداد) الذي يتسع ل 42 ألفا و(لا روماريدا) ملعب (سرقسطة) الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 43 ألفا وأخيرا (لا كارتوخا) ملعب (إشبيلية) في الأندلس الذي تبلغ سعته 71 ألف شخص وكان مسرحا لنهائي كأس ملك إسبانيا في السنوات الأخيرة ومن المتوقع أن يظل حاضرا في مونديال 2030 حتى الدور نصف النهائي.
أما الملاعب البرتغالية الثلاثة فأولها ملعب النور (دا لوز) معقل (بنفيكا) الذي تبلغ سعته الجماهيرية حوالي 65 ألف متفرج وسبق له استضافة عدد من المباريات في بطولة أمم أوروبا (يورو 2004) ونهائي دوري أبطال أوروبا عام 2014 وهو مرشح لاحتضان مباريات مونديال 2030 حتى نصف النهائي.
والملعب الثاني هو (خوسيه ألفالادي) معقل (سبورتينغ لشبونة) الذي يستوعب 50 ألف متفرج واحتضن المباراة النهائية لكأس الاتحاد الأوروبي عام 2005 وقد يستضيف مباريات المونديال حتى دور ال16.
والأخير هو (دراغاو) ملعب (بورتو) الذي يتسع ل51 ألف متفرج وقد استضاف من قبل نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم (2020 - 2021) ونهائي النسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية عام 2019 وقد يبقى في الواجهة حتى مباريات الدور ربع النهائي من مونديال 2030.
ويرى رئيس (ريال مدريد) فلورنتينو بيريز أن إقامة المباراة النهائية خارج (سانتياغو برنابيو) "أمر لا يمكن تصوره" في الوقت الذي لا يرى فيه (برشلونة) أي دافع للتنحي جانبا في حين أن استضافة المغرب للنهائي أمر يتجاوز حدود الرياضة وآفاقها.
وتعد استضافة كأس العالم حدثا تاريخيا في أي بلد ومصدر سعادة لعشاق الكرة المستديرة فيه لكنه أيضا يجلب الثروة والنشاط لقطاعات الرياضة والبنى التحتية والأشغال والسياحة ويدر على الدول المضيفة مكاسب غير مادية أهمها التعريف بثقافتها وتاريخها ووجهاتها السياحية وتعزيز السياحة وإظهار القدرات التنظيمية على الساحة العالمية وبناء ثقة المستثمرين.
ففي المغرب أشارت دراسة أعدها (مرصد العمل الحكومي) التابع لمركز الحياة لتنمية المجتمع المدني وهو جمعية مستقلة غير حكومية إلى أن "تنظيم مونديال 2030 بالنسبة للمغرب فرصة تاريخية لتحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية عميقة ومستدامة تمتد سنوات طويلة بعد انتهاء البطولة".
ولفتت الدراسة إلى أن تنظيم هذا الحدث العالمي يمثل "فرصة ثمينة للمغرب لفتح أبواب استثنائية نحو تحقيق مكاسب متشعبة تتوافق مع توجهات النموذج التنموي الجديد وأهدافه الطموحة" مقدرة أن العوائد المالية المباشرة وغير المباشرة ستتراوح بين ثمانية وعشرة مليارات دولار (بين 6ر7 و5ر9 مليار يورو) تشمل الإيرادات السياحية والاستثمار الأجنبي وعائدات البث والرعاية التجارية.
وذكرت الدراسة التي جاءت بعنوان (كأس العالم 2030: مكاسب تنموية كبرى وتحديات لتحقيق الاستدامة) أن تطوير البنية التحتية هو أحد أبرز مكاسب المونديال موضحة أن تنظيم الحدث سيتيح للمغرب فرصة تحسين شبكة النقل العام بما في ذلك تمديد شبكة القطار فائق السرعة من (الدار البيضاء) إلى (أغادير) وتطوير الطرق والمطارات والمرافق العامة إلى جانب تعزيز مكانة المغرب باعتباره وجهة سياحية عالمية تجذب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وفي إسبانيا تتوقع الحكومة الإسبانية أن تبلغ عائدات المونديال 2030 قرابة 10 مليارات يورو (5ر10 مليار دولار) مع توفير 82513 فرصة عمل قبل البطولة وخلالها.
وشددت وزيرة التعليم والرياضة الإسبانية بيلار أليجريا على ضرورة مواصلة الضغط لاحتضان المباراة النهائية مشيرة إلى أن إسبانيا ستستثمر قرابة 4ر1 مليار يورو (5ر1 مليار دولار) لاستقبال البطولة منها 750 مليون يورو (65ر787 مليون دولار) للبنية التحتية و680 مليون يورو أخرى (1ر714 مليون دولار) مخصصة للنفقات التنظيمية.
أما في البرتغال فقد توقع رئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينيغرو أن يضخ مونديال 2030 ما يزيد على 800 مليون يورو (5ر840 مليون دولار) في الناتج المحلي الإجمالي لبلاده ويوفر 20 ألف وظيفة مشيرا إلى أن استضافة البطولة سيكون لها تأثير إيجابي كبير على السياحة والعلامة التجارية البرتغالية.
من جانبها قالت صحيفة (إيبولا) المحلية إن الدولة ستستثمر 350 مليون يورو (6ر367 مليون دولار) لاستضافة عدد يتراوح بين 15 و18 مباراة في المونديال.
ويقام الحدث الكروي العالمي بنسخته ال 24 في الفترة من 13 يونيو إلى 21 يوليو 2030 وستتأهل إليه تلقائيا الدول المضيفة على أن يقام حفل الافتتاح في (مونتيفيديو) عاصمة أوروغواي احتفاء بالذكرى المئوية للمونديال. (النهاية) ه ن د / م ع ع

MENAFN22122024000071011013ID1109020952