Tuesday, 17 December 2024 07:35 GMT



نتنياهو يشهد مؤخرا أياما طيبة

(MENAFN- Alghad Newspaper)
يديعوت أحرونوت






ناحوم برنياع

نتنياهو يشهد مؤخرا أياما طيبة، طيبة جدا. كل النجوم تترتب له: حزب الله منهك؛ الأسد ضائع في موسكو؛ آيات الله مفزوعون في طهران؛ حماس في غزة وكل كارهينا ينظرون بخوف لبداية حكم الصديق العزيز دونالد ترامب. في وسط كل هذا الخير جاءت مكالمة هاتفية "جد ودية، جد حارة وجد مهمة" مع الرئيس المنتخب. "تحدثنا عن الحاجة لإنهاء نصر إسرائيل"، كما بلغنا نتنياهو أمس.
هذا هو الوقت للاستمتاع. إذ بعد قليل سيتعين على نتنياهو، كما يتعين على ترامب أيضا أن يقرر ماذا سيفعل بكل هذا الخير. قرار أول: صفقة مخطوفين. سهل أكثر أن ترغب في صفقة، أن تصلي لصفقة، أن تحد على صفقة غير موجودة من أن تدفع الأثمان التي تنطوي على الصفقة، ابتداء من الذين سيتحررون، عبر الحرب التي ستتوقف وانتهاء بالمخطوفين الذين سيروون عند عودتهم كيف مات أولئك الذين كان ممكنا إنقاذهم.
القرار الثاني هو إيران. التحولات في سورية، في لبنان وفي غزة والتوقعات من الإدارة الاميركية الجديدة خلقت فرصة لم يكن مثلها لمهاجمة منشآت النووي الإيرانية. قسم مهم من الدفاع الجوي الإيراني دمر؛ مسارات الطيران الى هناك فتحت؛ والاساس، التهديد الإيراني بهجوم مضاد، من لبنان، سورية وايران نفسها، ضعف جدا.
في 2011 هدد نتنياهو بمهاجمة ايران وفزع. بعد ذلك ألقى بالمسؤولية على قادة أذرع الأمن وعلى إدارة أوباما. الآن كل القوة في يديه: قادة أذرع الأمن ضعفوا جدا في أعقاب إخفاق 7 أكتوبر؛ الخطاب بينهم وبين رئيس الوزراء تغير. بالنسبة لواشنطن هي في فترة انتقالية؛ الإدارة الراحلة مشغولة بتصفية الأملاك والإدارة الوافدة تبحث عن مغامرة للاحتفال بها. تصفية في عملية عسكرية للمشروع النووي ستوفر لنتنياهو النصر المطلق الذي يتمناه.
نعم، توجد فرصة. لكن هي من المجدي القفز عليها؟ منشورات في العالم تتحدث بان ايران لديها مادة مخصبة لبضع قنابل. صعوبتها هي في الاطلاق – في انتاج رؤوس متفجرة تحمل القنبلة، وفي الجمع – في تركيب كل العناصر معا. فهل يمكن في حملة عسكرية لتصفية المشروع كله؟ ليس مؤكدا. كيف سيرد النظام؟ كيف سيرد حلفاؤه في روسيا، الصين، كوريا الشمالية؟ هل سيدعم ترامب الخطوة ام بالعكس، سيعقد صفقة مع ايران من خلف ظهر إسرائيل؟
زعيم يعتزم ان يأمر بحملة عسكرية محملة بالمصير يحرص قبل كل شيء على جبهة داخلية هادئة. أحيانا الحل هو حكومة واسعة: هكذا تصرف ليفي اشكول عشية حرب الأيام الستة؛ هكذا تصرف نتنياهو فور 7 أكتوبر. أحيانا الحل هو إزالة مواضيع موضع الخلاف عن جدول الاعمال؛ هكذا تصرف نتنياهو حين أوقف قوانين روتمان – لفين في اثناء الحرب.
لكن نتنياهو لا يتصرف هكذا الآن. أمس عقد نتنياهو رؤساء الائتلاف لبحث في تنحية المستشارة القانونية للحكومة. وزير العدل أعلن بأنه سيستأنف الانقلاب النظامي بكل تشريعاته. العائق الوحيد أمام انهيار النظام الديمقراطي في إسرائيل هو إصرار الحريديم على حقهم في التملص من الخدمة العسكرية. طالما لا يوجد قانون تملص لا توجد أغلبية للحملة التشريعية للفين. لفين ودرعي يعطل الواحد الآخر: إلى هذا الخير أيضا وصلنا.
إذن هكذا: إما ان يكون نتنياهو لا يعتزم حقا تغيير وجه الشرق الأوسط: ليس خامينئي هو من يهمه بل غالي بهرب ميارا. ام أنه يؤمن بانه يمكنه أن يفعل هذا وذاك معا: الطيارون يقصفون في طهران حتى لو كان جهاز القضاء ينهار في القدس. رجال الاحتياط سيواصلون البحث عن النخب في غزة حتى لو فوتت الحكومة مرة أخرى صفقة مخطوفين.
لا يوجد رفض للخدمة في إسرائيل – ليس في زمن الحرب. كل التهديدات بالرفض – الأخير الذي هدد هو النائب العام السابق موشيه لادور – تعود كالسهم المرتد على مهدديها. عندما يدعو الجيش الإسرائيلي الى الخدمة فان الكل يمتثل لها، حتى تطوعا. الطريق الوحيد لاعاقة الحملة لتقويض الديمقراطية هي طريق القاضي اسحق عميت ورفاقه في المحكمة العليا وطريق غالي بهرب ميارا وطريقها في وزارة العدل.

MENAFN16122024000072011014ID1108998942


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.