مواجهة تاريخية ومبالغ خيالية في مباراة تايسون وبول- فيديو


(MENAFN- Alghad Newspaper)

احتضن ملعب AT&T أمس في تكساس واحدة من أكثر المواجهات إثارةً للجدل في تاريخ الرياضة، حيث تنافس مايك تايسون، أسطورة الملاكمة البالغ من العمر 58 عامًا، مع جيك بول، نجم وسائل التواصل الاجتماعي البالغ من العمر 27 عامًا، في نزال مباشر بثته منصة نتفليكس أمام أكثر من 70,000 مشاهد.

المواجهة، التي وُصفت بأنها مزيج بين الرياضة والاستعراض، انتهت بفوز بول بقرار إجماعي من الحكام.


النزال حمل طابعًا فريدًا منذ بدايته. تايسون، الذي يعود إلى الحلبة لأول مرة منذ عام 2005، كان يأمل في استعادة جزء من أمجاده، بينما سعى بول لتأكيد مكانته كواحد من أكثر الشخصيات إثارةً للجدل في عالم الملاكمة.

وبدأت المواجهة بمواقف غير متوقعة، بما في ذلك لحظة وزنٍ شهدت قيام تايسون بصفع بول على وجهه، مما أضاف المزيد من الإثارة للمعركة.


على الرغم من أن جيك بول دخل المواجهة كالمفضل للمراهنين، إلا أن أعين العالم كانت تترقب أداء تايسون، الذي ارتبطت به ذكريات البطولات والضربات القاضية السريعة في الثمانينيات.

ومع ذلك، كانت نتيجة النزال واضحة منذ الجولات الأولى، حيث أظهر بول تفوقًا في السرعة واللياقة البدنية، بينما بدا تايسون أبطأ وأكثر تأثرًا بعامل السن.

وفي الجولة الثامنة، اختتم بول النزال بأسلوب يحترم إرث تايسون، حيث انحنى له في اللحظات الأخيرة كدليل على التقدير.


وهذه المواجهة لم تكن فقط حدثًا رياضيًا، بل أيضًا صفقة مالية ضخمة، حيث حصل جيك بول على 40 مليون دولار، في حين حصل مايك تايسون على 20 مليون دولار، مما جعلهما أكبر المستفيدين من النزال الذي حقق نسبة مشاهدة قياسية على منصة نتفليكس.

وكان هذا النزال تأكيدًا على قوة الملاكمة كمنتج ترفيهي وجماهيري، خاصة عندما يجمع بين جيلين مختلفين تمامًا.


على الصعيد الفني، شهدت الجولات لحظات متباينة بين التوتر والإثارة. في الجولة الأولى، حاول تايسون السيطرة على الحلبة مستخدمًا أسلوبه القديم، لكن بول كان سريعًا بما يكفي لتجنب الضربات وإنهاك خصمه الأكبر سنًا.

ومع تقدم الجولات، ظهرت علامات الإرهاق على تايسون، الذي بدا عاجزًا عن ملاحقة خصمه.

وفي الجولة الثالثة، تلقى تايسون ضربات أثرت بوضوح على أدائه، حيث أظهرت السرعة الفائقة لبول الفرق بين مقاتل حديث وآخر يعود إلى العصر الذهبي للملاكمة.


الدخول إلى الحلبة كان جزءًا من الاستعراض. تايسون دخل منفردًا على أنغام أغنية "Murdergram" لجاي-زي، مما أضفى طابعًا كلاسيكيًا يوحي بالهيبة التي ارتبطت باسمه على مدى عقود.

بينما اختار بول دخولًا أكثر استعراضًا، محاطًا بأفراد فريقه بما في ذلك شقيقه لوغان بول، مرتديًا مجوهرات فاخرة ومتألقًا كعادته. ودخل بول على أنغام أغنية "In the Air Tonight" لفيليب كولينز، في إشارة إلى فيلم "The Hangover" الذي ظهر فيه تايسون سابقًا.


وأثار النزال مشاعر مختلطة بين المشجعين. بالنسبة للكثيرين، كان رؤية تايسون في الحلبة مرة أخرى فرصة لاسترجاع ذكريات الزمن الجميل، عندما كان "الرجل الأخطر على الكوكب". لكن بالنسبة لآخرين، كان من الصعب مشاهدة الأسطورة وهو يعاني أمام مقاتل أصغر وأسرع. مع ذلك، أثبت بول أنه أكثر من مجرد ظاهرة على الإنترنت، حيث أظهر تطورًا كبيرًا كملاكم محترف.


في نهاية المطاف، لم يكن هذا النزال مجرد منافسة رياضية بل حدثًا ثقافيًا يعكس تطور الرياضة كمنتج ترفيهي. جمع بين الحنين إلى الماضي والتطلع إلى المستقبل، وبين أسطورة صنعت التاريخ وشاب يسعى لصنع اسمه.

بالنسبة لتايسون، ربما كانت هذه العودة إلى الحلبة درسًا قاسيًا حول تأثير الزمن، لكنه أكد مجددًا مكانته كرمز في عالم الملاكمة

أما فيما يتعلق ببول، كانت هذه لحظة إثبات، حيث عزز مكانته كملاكم قادر على المنافسة في الساحة الاحترافية، إلى جانب كونه شخصية جماهيرية مثيرة للجدل.

MENAFN16112024000072011014ID1108893170


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.