Thursday, 31 October 2024 12:17 GMT



كيف نوجه المساعدات الخارجية للمسار الصحيح؟

(MENAFN- Alghad Newspaper)
عبدالرحمن الخوالدة






عمان- في الوقت الذي تلقي فيه الأردن مساعدات خارجية بلغت قيمتها 1.465 مليار دينار في أول سبعة أشهر من العام الحالي، جدد خبراء اقتصاديون دعوتهم لتوجيه هذه المساعدات إلى المسار الصحيح بما يتناسب مع المرحلة الراهنة.
وفي ظل توجيه 905 ملايين دينار من هذه المساعدات إلى دعم الموازنة العامة وتخصيص 52 مليونا فقط لدعم مشاريع تنموية، شدد الخبراء على ضرورة إعادة النظر بكفاءة إنفاق المنح والمساعدات المختلفة التي تحصل عليها الحكومة وكذلك جدوى إنفاقها وتوجيهها إلى القطاعات الملحة المحاطة بالتحديات أو الواعدة منها والتي تحتاج إلى الدعم والمشاريع المنتجة والتشغيلية.
وتشير معطيات وزارة التخطيط والتعاون الدولي إلى أن المساعدات(المنح والقروض الميسرة الملتزم بها للأردن والموقعة منذ بداية العام الحالي) حتى نهاية شهر تموز (يوليو) الماضي بلغت نحو 1.465 مليار دينار.
ومن هذه المبالغ كان حجم القروض الميسرة حوالي 957.56 مليون دينار إذ خصص ما قيمته 905.63 مليون دينار من إجمالي هذه القروض لدعم الموازنة العامة، بينما خصص ما قيمته حوالي 52 مليون دينار لدعم مشاريع تنموية في قطاعات المياه والصرف الصحي، بتمويل من بنك الإعمار الألماني والبنك الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي.
وأكد الخبراء في تصريحات صحفية لـ"الغد" أن دعم التنمية الاقتصادية محليا من خلال المنح والمساعدات يتطلب من الحكومة تصميم برامج المنح والمساعدات التي تنوي الحصول عليها وفق أولويات محددة تخدم تنشيط العملية الاقتصادية، وأن تكون موجهة لتمويل مشروعات ذات جدوى اقتصادية.
وبين الخبراء أن وزارة التخطيط التعاون الدولي هي الجهة الحكومية التي يقع على عاتقها تحديد أولويات المنح التي تتطلع الحكومة في الحصول عليها، إذ إن أغلب البرامج التي تصممها غايتها تنموية بامتياز.
ولفت هؤلاء إلى أن تحقيق التنمية لأي اقتصاد وتحسين مؤشراته تبدأ من داخله، مطالبين في هذا الصدد ضرورة توجيه الخطط الاقتصادية الوطنية نحو رفع مستوى الإنتاجية العامة في القطاعات الاقتصادي، إضافة إلى إدارة الموارد العامة بصورة كفؤة بما يقود إلى عملية التنمية المنشودة، إلى جانب أهمية مضاعفة حجم الإنفاق الرأسمالي الحقيقي.
وقال نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية السابق جواد العناني "وظيفة المنح أو القروض التي تحصل عليها الدول من الجهات المانحة وظيفة تنموية، ويكون للدولة التي تحصل عليها حرية توجيهها، على عكس المساعدات التي تأتي محددة بشكل واضح من قبل الجهة المانحة".
وبين العناني لـ"الغد" أن عمل وزارة التخطيط يركز بصورة واضحة على تحديد أولويات المنح التي تتطلع الدولة في الحصول عليها، مؤكدا أن أغلب البرامج التي تصممها الوزارة غايتها تنموية بامتياز.
وأكد العناني أن تحقيق التنمية لأي اقتصاد وتحسين مؤشراته، تنبع من داخل هذا الاقتصاد، لذلك علينا أردنيا التركيز على رفع مستوى الإنتاجية المحلية، إضافة إلى إدارة الموارد العامة بصورة كفؤة بما يقود إلى عملية التنمية المنشودة، التي هي في نهاية المضاف نتاج منظومة اقتصادية كاملة.
من جانبه، قال وزير تطوير القطاع العام السابق ماهر المدادحة "لا يمكن أن تكون هناك فائدة تنموية من المنح والمساعدات التي تحصل عليها الحكومة، ما لم تأت بناء على تخطيط مسبق وواضح".
وأضاف المدادحة "تحقيق مساهمة عالية في النمو الاقتصادي من المنح والمساعدات، يتطلب من الحكومة تصميم برامج المنح والمساعدات التي تنوي الحصول عليها وفق أولويات محددة تخدم تنشيط العملية الاقتصادية، وأن تكون موجهة لتمويل مشروعات ذات جدوى اقتصادية".
وقال، "صحيح أن الدول المانحة تقدم المنح وفق أسس معينة، لكنها تقدمها وفق الأولويات الخاصة بكل دولة، حيث إن الدولة المتقدمة للحصول على هذه المنح هي من تحدد أولوياتها".
وأشار المدادحة إلى أن المنح والقروض لم تعد سهلة كما كانت قبل جائحة كورونا، إذ بات جزء من التمويل المعروض يوجه إلى أوكرانيا وغيرها من الدول بعد الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة وأن دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هي الجهات المانحة الأبرز على الأسلحة العالمية.
وأكد المدادحة أن الحاجة باتت ملحة محليا لوجود مؤسسة اقتصادية وطنية مختصة في تحديد الأولويات وإدارة الاقتصاد الوطني، بما يمكن المؤسسات والوزارت المختلفة من تجويد سياستها الاقتصادية والتنموية.
وبين المدادحة أن الكثير من القطاعات الاقتصادية المحلية التي تزخر بالفرص التنموية والتي يمكن في حال توجيه المنح والمساعدات لتمويل مشاريع بها، أن تحقق عائدا تنمويا ينعكس على النمو الاقتصادي وتحسين مؤشرات الاقتصاد المحلي المختلفة، ولا سيما القطاعات الإنتاجية (الصناعة والزراعة)، عدا عن قطاع تكنولوجيا المعلومات.
إلى ذلك، أكد الخبير الاقتصادي مفلح عقل على أهمية إعادة النظر بكفاءة إنفاق المنح والمساعدات المختلفة التي تحصل عليها الحكومة، وكذلك جدوى إنفاقها، والقطاعات التي توجه لها من أجل الاستفادة منها تنمويا.
وأوضح عقل أن المساعدات عادة تأتي مشروطة لقطاعات محددة وفي غالب الأحيان تذهب للقطاعات الصحة والتعليم والمياه، لكنها في نهاية المطاف تخدم عملية التنمية ولها انعكاس إيجابي على الواقع الخدمي المقدم للمواطنين وفي ذلك خدمة للتنمية الاجتماعية.
وبين عقل أن المنح والقروض التي تحصل عليها الحكومة الهدف الرئيسي لها هو تنمية الاقتصاد الوطني وتنشيطه، إلا أن جزءا منه يذهب لمعالجة العجز المالي المستمر، وهنا تكمن المشكلة محليا أحيانا في هذه المنح وتقليل العائد التنموي منها.
واستدرك، "أن المنح الموجهة للموازنة العامة تذهب نسبة كبيرة منها لتمويل المشروعات المطروحة في برنامج الموازنة العامة، ما يعني أنها تصب في الاتجاه التنموي".
ولفت عقل إلى أن تحقيق طفرة تنموية كبيرة، يتطلب الاقتراض بحجم كبير، وهذا غير ممكن للاقتصاد الوطني، الذي لم يسمح له حجمه الاقتصادي المناورة المالية بشكل كبير مع الجهات المانحة.
وبهدف الاستفادة من المنح التي نحصل عليها محليا يرى عقل أن يتم العمل على توجيه النسبة الأكبر من تلك المنح للقطاعات الملحة المحاطة بالتحديات أو الواعدة منها، والتي تحتاج إلى الدعم والمشاريع المنتجة والتشغيلية.
وشدد عقل على ضرورة توجيه الخطط الاقتصادية الوطنية نحو رفع مستوى الإنتاجية العامة في القطاعات الاقتصادية، إضافة إلى توظيف التكنولوجيا في العملية الاقتصادية، فضلا عن مضاعفة حجم الإنفاق الرأسمالي بشكل حقيقي غير شكلي.


MENAFN29102024000072011014ID1108831850


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية